الكادحون ..ونشوة الانتصار .

عمران نت / 29 / 7 / 2020

// مقالات // عفاف محمد

قد يخيل للقارئ للوهلة الأولى اني أعني المجاهدون في ساحات القتال لكن حاشى لله ان أقول لهم كادحون بل ينطبق عليهم لقب الأفذاذ، الاشاوس ،الأسود ،
الشجعان الى آخر تلك المسميات التي توحي بالشموخ والعز والفخر .

وإنما عنيت هنا الناس البسطاء الذين احترقوا بلظى هذه الحرب الخبيثة التي سرقت منهم الأمان والسلام والإطمئنان.
سرقت أحلامهم وبسمتهم وفرحتهم، وجعلتهم يتجرعون الويلات، وكانوا وقود هذا العدوان الكوني والأممي المفتعل الذي قيل أنه جاء ليجعل اليمن سعيداً !
ولكنه اقحمهم وسط البؤس والحرمان والضياع .

أحكيكم اليوم عن وقائع نعيشها منها طوابير البترول والغاز وغلاء الأسعار !

في تلك الطوابير تلمح تلك النظرات الحائرة وهي تتساءل هل سينتهي بها ذاك الطابور بنشوة الإنتصار والحصول على بترول كي يعين على مشاغل الحياة؟!
أو ذاك الغاز المنزلي الذي بالكاد يحصل عليه المواطن اليمني رغم كونه من الأساسيات التي لايمكن الإستغناء عنها .؟!

ولعل ذاك في طابور الغاز أكثر أسى وأكثر حاجة ..
فقد ضاق به الحال مع عاقل حارة متلاعب أو مع سوق سوداء تذبحه من الوريد إلى الوريد.

بين تلك النظرات الحائرة هناك ستسمع كلمات قاتلة وهي تشكو شظف العيش والقلة .

هناك ثمة ما تتقطع له الأكباد من قصص واقعية ..
نعم هنا في اليمن تعصف بك الهموم حتى تكاد تفنيك من الحياة لكن سبحانه الرحمن الرحيم الساتر الحافظ المعين ..

في اليمن لقمة العيش لها أوجه عدة حزينة .

من خلف الجدران هناك ما لا يعيه السعداء؛ ما لا يعيه المترفون .

هناك خلف الجدران أنين صامت.
هناك هموم قاتلة.

وفي هذه العشر المباركة تسود الناس فرحة لكنها مقتولة مع غلاء الأسعار، والعيد على وصول وقد أصبحت الفرحة نادرة وبالكاد تتوفر معطياتها.

الهموم كثرت على الكادحين، ولكنهم يبتسمون رغم كل شيء فكونوا عوناً لهم كي يحصلوا على بعض حقوقهم .

كونوا عوناً لهم لإنتزاع نشوة النصر بعد الظفر بتلك الحقوق التي خلق العدوان الكوني والأممي أمامها ألف وألف عائق.

فعيدكم عيد تكافل وتراحم .

#اتحادكاتباتاليمن