تنومة .. العداء القديم الجديد
عمران نت / 11 / 7 / 2020
// مقالات // إكرام المحاقري
هو ذاك نهر الدم اليمني الذي لم يجف جريانه منذ مائة عام ، أي مايقارب القرن !! وهو ذاك الوجه القبيح المجرم الذي لم يكف يده ولسانه عن الشعب اليمني منذ الازل وحتى اللحظة ،وتاتِي الذكرى الاليمة لمجزرة تنومة في ظل ألف ذكرى لألف مجزرة حديثة حدثت بحق النساء والأطفال والشيوخ في اليمن ، وبنفس تلك اليد المجرمة ، وكأن جريمة اليوم هي مكملة لجريمة الأمس !
أكثر من 2500 حاج قُتلوا وسفكت دماؤهم على قارعة الطريق وهم في طريق الهجرة إلى الله وإلى بيته المكرم ، بدون أي ذنب وبشتى انواع القتل ، منهم من قُتل بالرصاص ، ومنهم من قُتل ذبحا ، وقليل هم الناجون وبغرابة أو كانها معجزة نزلت من السماء وجعلت بينهم وبين المجرمين حجابا مستورا ..
إفراط في القتل ، وعداء عقائدي وديني ، وسكين على اصوات التكبير ! وعدوان على من يحمل في شريانه دم يمني ، هو ما حصل ومازال يحصل حتى اليوم ، وتبقى القضية العدوانية العدائية والحقد الدفين واضحة ، وليست وليدة لحظتها بل أن لها امتددات أزلية بينت ما يضمره ملوك الرمال ومن يسمون أنفسهم خدام بيت الله الحرام !!
لم تكن الحادثة انذاك عبارة عن جريمة ارتكبها قطاع الطرق كما زعم نظام الخائن عبدالعزيز آل سعود حينها ، بل أن حقيقة النظام السعودي هو انهم قطاع طرق ينظرون إلى لقمة غيرهم ولا يقبلون بأن يصبح أي عربي أعلى شأنا منهم ..
وهاهم اليوم يواصلون مسيرتهم العدوانية بحق الشعب اليمني ليس على مستوى الحج الذي منعوه عنه وكأنه ملك خاص لهم من دون الناس ! بل على جميع المستويات والمجالات ، وما الحرب العدوانية الشرسة التي شنت على اليمن تحت مبررات مزعومة وعباءات دينية ليست الا أنموذج لما أرادوا تحقيقه من مقتل الحجاج اليمنيين في تنومة ، منها فرض أنفسهم الضالة وتركيع الشعب اليمني لهم وتخويفه ، والتحكم في قراره وخيرات وطنة ، والتحكم في لقمة عيشه وفي مصير الأراضي الزراعية التي منعوا المواطن اليمني من زراعتها أو أستخراج ثرواته وبطرق سياسية وتحت عناوين زائفة ، ويبقى مشروع الاحتلال والتركيع مشروع طويل عريض وتبقى اليد المجرمة هي ذاتها تلك اليد القديمة الحديثة .
لكن .. السعوديون يدركون ماذا حدث في تنومة حتى وإن كانت حادثة قديمة وما هي خطورته عليهم ، فالحجاج اليمنيين أنذاك لم يقدموا رقابهم للذبح رغم غدر العدو ووحشيته ، بل أنهم قاوموا بكل ما يمتلكونه من سلاح حتى وصل بهم الحال لإستخدام السلاح الأبيض ( الجنابي ) للدفاع عن أنفسهم وقُتلوا دون أن يركعوا لثعلب ماكر وكذاب أشر ..
وهاهم اليمنيون اليوم يقفون ذات الموقف في مسيرة الصمود والتضحية والإباء ونصرة القضية ، ولن يتوانوا لحظة واحدة في مواجهة ملوك العهر والهوان ، وليس اليمني من يقدم نفسه للعدو لقمة سائغة ، وإنما الجبن والغباء صفات من وضع نفسه خادم تحت الحذاء الأمريكي يلمعه بين الفينة والأخرى ، ولنا حضارتنا والشموخ ،ولهم ماضيهم المعروفة ، ولا داعي لذكر ما هو معروف فان المرء ليخجل من هذا ..
على الباغي تدور الدوائر ، حتى وإن كان ذو مال ونفوذ ، فخط الله هو المنتصر ، وهاهي تنومة تظهر مجددا بعد قرن من أختفاءها ، وهاهو اليمن يتوسم بحقه الصادع وقد خصه الله لمواجهة ءأمة الكفر في العالم ، كل العالم .. والعاقبة للمتقين .