إتفاق! أم تحسين صورة مشوهة ؟؟
عمران نت / 8 / 7 / 2020
// مقالات // دينا الرميمة
للمرة الثانية اتفاق تقول الرياض أنها ابرمته كحل يجمع بين أتباعها المتقاتلين على أرض الجنوب بعد فشل الإتفاق الأول و الذي لثمانية اشهر لم يثمر إلا مزيداً من الصراع والإقتال وأنتج كثير من الناقمين عليها
ممن لم يرق لهم من أتباع هادي واعتبروه تكريم للمتمردين!
وفعلاً فقد أعقبه تمرد اقوى من الأول من قبل مليشيات الأنتقالي أيادي الإمارات في الجنوب بعد إعلان انسحابها منه. سيطرة وحكم ذاتي أعلنه المجلس الإنتقالي على مناطق سيطرته في عدن و سقطرى وأعمال تخريبية وغياب للأمن في عدن ونهب رواتب الموظفين قبل وصولها إلى البنك .
وبعد تعالي أصوات التابعين لحكومة لهادي باتهامات للسعودية بالرضى التام عما يقوم به اتباع الامارات من انتزاع حقوقهم ورتبهم الممنوحة لهم كشركاء في حكومة هادي التي جاءت السعودية والإمارات لإستعاداتها فهوت بها إلى قعر فنادقها كأسماء على أوراق ولا وجود لهم في عاصمة مؤقتة تحولت إلى أرض محرمة عليهم وباتت عاصمة الخوف والقتل والصراعات الكبيرة بين نخب ومليشيات كل فئة تقاتل لصالح من يمولها ويتكفل بتسليحها في مشروع بات مكشوف للعالم بأنه تمزيق الجنوب واحتلاله وتقاسمه بين الإمارات التي تطمع في موانئه وجزرة والسعودية الطامعة في انابيب نفط شبوة وحضرموت والمهرة!
وكترميم لهذه الصورة المشوهة والتي انتجتها الصراعات والاقتتال بين اتباعها ،مرة أخرى تقوم السعودية بعقد اجتماع بين المتخاصمين والذي حضروا من دول شتى للالتقاء برئيس لطالما ظنوه ميتاً لطول فترة غيابه في منفاه فجاء هذا الاتفاق ليطمئنهم انها مازال حياً يرزق من الخزينة السعودية على حساب شعب يقتل ويحاصر ويذوق الويل والثبور حتى يبقى هادي في منصب تديره الرياض!!
تمخض هذا الإتفاق عن حكومة جديدة وليدة إنقلابات متكررة قوامها أربعة وعشرون وزيراً من الطرفين (مليشيات هادي ومليشيات الإنتقالي)
ومحافظاً لعدن محسوب على الإنتقالي ومدرير أمناً لها من مليشيات هادي ،
ونائبي رئيس من الطرفين !!
لاندري ما سيكون عواقب هذا الاتفاق من أحداث قد تكون اشد من عواقب الإتفاق الاول خاصة وأن الكثير بات يلعن السعودية والإمارات ويتهمهما صراحة بانهما جاءتا كمحتلتين وليست كما تدعيا انهما جاءتا لتحرير اليمن من انصار الله خاصة بعد الاقتتال الذي حصل في سقطرى وايضاً في المهرة المدينتان التي لا تواجد عليهما لإنصار الله !!
السعودية وبسياسياتها الغبية تكرر المكرر من الفشل وسؤ الادارة في الجنوب كما هي فاشلة في إدارة مملكتها التي أودت بها للدخول في حروب استنزاف على رأسها حربها في اليمن وحرب النفط التي اقحمت نفسها فيها مقامرةمع روسيا وإيضاً اعتقال المعارضين لها من أمراء البلاط الملكي والذين اغلبيتهم رجال أعمال وأصحاب ثروات طائلة ماجعلها اليوم تأن وتعاني من ازمة إقتصادية خانقة يدفع ضريبتها المواطن السعودي الذي حرم مؤخراً من حقه في بدل غلاء المعيشة واصدار قرار رفع ضريبة القيمة المضافة بنسبة ١٠% من ( ٥% إلى ١٥% )
كحلول للازمة الإقتصادية !
بيد أن الجميع يرى أن لا حل لهذه الأزمة إلا بالاعتراف السعودي بفادح خسارتها في حرب اليمن التي انفقت عليها مليارات الدولارات واستنزفت خزينتها بعد أن كانت قبل اربعة أعوام غير مديونة وأصبحت الضربات اليمنية تستهدف محطات وانابيب النفط رأس الاقتصاد السعودي ماأثر عليه بشكل كبير وتهاوت صادراتها من النفط إلى حد كبير!
لكن وبأسلوب المقامرة والترجسية تأبىإلا مواصلة حماقتها وتلجأ لحلول غبية لن ترى نفسها بعدها إلا في خبر كان خاصة وأن اليمنيين أعلنوا عن عملياتهم الرادعة والتي وصلت الى الرقم أربعة واعلان دخولهم في مرحلة الوجع الكبير في حال عدم قبول النظام السعودي للسلام وإصراره على الحرب.