توازن الردع الرابعة.. أم المرعبة؟
// مقالات // منير إسماعيل الشامي
في مفاجأة غير متوقعة فاجأنا الناطق الرسمي لوزارة الدفاع العميد / يحيى سريع بعملية هجومية كبرى هي عملية توازن الردع الرابعة، والتي تمت بعدد كبير من الصواريخ الباليستية المجنحة من نوع قدس وطائرات صماد 3 حسب ما ورد في بيان الناطق الرسمي، والذي كشف في سياق بيانه الصحفي للعملية عن أهدافها التي ذكرها وتمثلت بمقر وزارة الدفاع، ومقر الاستخبارات العسكرية، وكذلك قاعدة سلمان العسكرية في الرياض، ومواقع أخرى في عسير وفي نجران
وأكد العميد سريع أن العملية نجحت وحققت إصابات دقيقة لجميع أهدافها.
لم يكشف العميد سريع عن عدد الصواريخ المستخدمه، ولا عن عدد طائرات صماد 3 أيضا، ومن خلال أهداف العملية التي كشف عنها ما يؤكد أنها عملية هجومية كبرى ما يعني أن عدد الصواريخ والطائرات المسيرة فيها كبير كما ذكر ويفوق ما قد نتوقعه نحن، فوزارة الدفاع أو مبنى الاستخبارات كهدفين من اهداف العملية على سبيل المثال لن يتم استهدافهما إلا بالعدد الذي يتناسب معهما من حيث الأهمية والحجم.
من جهة أخرى فإن عدم كشف العميد سريع في بيانه عن العدد المستخدم في العملية من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة يعكس الحنكة العسكرية للقيادة، ويهدف إلى تحقيق أهداف أخرى من العملية لها أبعاد هامة لا تقل عن أهمية نجاح العملية نفسها نذكر منها هدفين هما:-
1- الهدف الأول :- اجبار العدو على إثبات فشل المنظومات الدفاعية المستجدة التي استجلبها من عدة دول بعجزه عن تحديد عدد الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة ببيان ناطقه الرسمي وهذا ما حصل فعلا وهو ما اثبته ناطقهم في بيانه الركيك واللا منطقي عن العملية والذي كشف عجز منظوماتهم التي انفقوا فيها مئات المليارات عن كشف العدد المستخدم من الصواريخ ومن الطائرات ، بل أنهم وقعوا في فضيحة كبرى بعدم قدرتهم عن التفريق بين الصواريخ والطائرات
2- الهدف الثاني :- كشف كذب العدو ودجله أمام شعب الجزيرة وأمام العالم في بيانه عن العملية وإثبات غبائه واستحماره أمام هذه العملية وما سبقها بعدم استيعابه للدرس منها ومما سبقها وهذا الهدف أيضا تحقق بنجاح و ظهر تفاوت كبير بين بيان ناطقهم الرسمي الذي كذبه مواطنيه في مواقع التواصل الاجتماعي بما نشروه من تغريدات ومنشورات تضمنت الكثير منها صور ومشاهد فيديو حيه للانفجارات،والنيران في
عدد من المواقع شمال الرياض كوزارة الدفاع، ومبنى الاستخبارات ومناطق متفرقة اخرى تتصاعد منها الدخان الكثيف الناتج عن عملية الاستهداف والتي عكست الضجة الصاخبة وعبرت عن حالة الرعب الهيستيرية التي اصابة نظام الرياض، وسببتها عملية توازن الردع المرعبة.
وهو ايضا ما أكدته البعثة الأمريكية بتحذيرها الطويل المليء بالتحذيرات والارشادات للأمريكيين المتواجدين في كافة المدن السعودية، ودعوتها لهم اتخاذ أقصى حالة التدابير
والبقاء في المنازل والملاجئ
وكيف يتعاملوا عند سماع صوت انفجار كبير أو صفارة انذار في أي مكان كانوا فيه متواجدين ، وأهمية البحث عن سواتر أو الاستلقاء أرضا إلى غير ذلك مما تضمنه بيان البعثة التحذيري، والذي يمكن إيجاز خلاصته بعبارة (كل واحد ينتبه على نفسه فمنظومات الدفاع السعودي عاجزة عن صد الصواريخ والطائرات اليمنية )
توقيت هذه العملية يدل على أمرين إثنين ورسائل عديدة
الأمر اﻷول:- سحب مبادرة المشاط نهائيا بعد عرضها لما يقارب العام
الأمر الثاني:- الإعلان عن تدشين مرحلة جديدة من المواجهات لن تكون كما قبلها فرضها العدو السعودي بتمادية المستمر واستمراره بالقصف والتصعيد ولن تتوقف هذه المرحلة إلا برفع الحصار الكلي بجميع انواعه عن اليمن وهو ما أكده العميد سريع في بيانه
أما أهم رسائل العملية للعدو السعودي وتحالفه فهي كالتالي:- 1- استمرار التنامي والتطوير للقدرات الدفاعية والهجومية اليمنية وهذا الاستمرار لن يتوقف أبدا بإعتباره حق مشروع لكل دولة.
2- الرسالة الثانية أطلقوا سفن المشتقات مالم فسيكون الرد أقسى مما تتوقعون، ومستمر حتى ترفعون الحصار كاملا
3- أما الرسالة الثالثة :- مهما استجلبتم من منظومات دفاعية ومهما بلغ حجم انفاقكم عليها فستظل في طور العجز عن صد الهجمات اليمانية، وليس امامكم أي وسيلة للخلاص منها إلا الإذعان للسلام ووقف العدوان
إضافة إلى ذلك فقد تضمنت هذه العملية رسائل هامة أخرى وقوية للعدو السعودي وللعدو الصهيوامريكي وهي واضحة لهم ويعرفون كل مضامينها خصوصا في ظل مساعيهم الأخيرة بمؤامراتهم في محافظاتنا الجنوبية وسقطرى
وأخيرا فيمكن القول بأن هذه العملية هي عملية رعب أكثر من كونها عملية توازن ردع ومنطق العقل والحكمة يفرض على العدو السعودي ومن يقف خلفه أن يقف موقف حقيقي مسؤول ويعيد حساباته على أساس مصلحته ومصلحة شعبه، فما بعد كل هذه الفضائح والفشل إلا الضياع.