نباح الإصلاح
عمران نت / 15 / 6 / 2020
// مقالات // عبدالملك سام
عقول الناس تمت برمجتها لتصدق ما تراه ، وإلا قول لي ما الفارق بين الأصلاحي وأي مجرم آخر ؟! الإجابة هي (الشكل) ! حتى أني أنا أندهشت قبل عدة سنوات من أحد الملتحين الذين يرتدون الثوب القصير وهو يغني ويرقص !! فقد كانوا في تلك الأيام يمسكون بكل نشاط ديني من منابر ووعظ وتدريس العلوم الدينية ، ولكن من بعد أن تكشفت حقيقتهم بتنا نرى أن المجرم الواضح خير من هؤلاء الذين يخدعون الناس بمظهرهم ، فقلوبهم أشد سوادا وحقدا من المجرمين الآخرين ، ومظهرهم يساعد على التغرير بالسذج من الناس ، وهم بهذا يسيئون لخلق الله ولدينه !
هذه الفترة يشن هؤلاء هجمة قذرة ضد أنصار الله ، والسبب ليس غيرتهم على الدين كما يدعون وإلا لكنا سمعناهم يتحدثون عما يجري في السعودية وتركيا من مفاسد جهارا نهارا ؛ ولكن ما أثار غيرتهم فعلا أنهم تفاجأوا بأقتراب معركة مدينة مأرب بما تمثله من مخزون نفطي ، وأيضا بما تراكم فيها من أستثمارات قادة الأصلاح فيها على شكل شركات وعقارات . في ظل أزمة اقتصادية سعودية تهدد بتقليص الدعم المخصص للمرتزقة اليمنيين ، فإن خسارة هذا المورد تعد ضربة قاصمة لعبيد المال هؤلاء ..
هم أيضا تفاجأوا بما كان يكنزه قادتهم من إيرادات ، وبدأت تخرج للعلن وثائق تحمل أرقاما فلكية وبالعملة الأجنبية ؛ لذا فقد كان أن رتبوا حملة إعلامية ضد خصومهم من ابناء هذا الشعب ، وتاريخهم مليء بهذه الحملات والإدعاءات التي يشنونها ضد الخصوم في كل مكان وزمان يتواجدون فيه ، فبينما هم يتظاهرون بالورع والتقوى تحصل هذه الجماعة على أموال هائلة نتيجة متاجرتهم بالدين وبيع الأوطان لمن يدفع ، بل أنهم تفوقوا على كهنة معبد سليمان قديما الذين عرفوا ببيع الدين وبالكنوز التي لا تعد ولا تحصى من ذهب ومجوهرات وجواري !
مؤشرات السقوط قد لاحت ، ولدي معلومات مؤكدة أنهم يقومون بتهريب ما سرقوه إلى الخارج وبيع عقاراتهم في مأرب ، ولم يبقى أمامهم إلا حل أخير واحد ألا وهو أن يستطيعوا بخبثهم أن يثيروا الفتنة بين أبناء الشعب ، وهذا ما يحاولون فعله بحملاتهم التي تستهدف الجبهة الداخلية ، وكم كان عجيبا أن أرى أشخاص عرفوا بالظلم والفساد وشرب الخمر وهم يتكلمون عن الدين والأخلاق والعدالة ! فقد أتحد اللصوص والمجرمون من أجل هذا الهدف بغية أيقاف أقتحام الجيش واللجان الشعبية للمدينة كآخر حيلة في جراب الحاوي ، ولكن هيهات .
أولا .. فجيشنا ولجاننا الشعبية قد أستطاعوا القضاء على عتاة الأرهابيين الذين تم جلبهم من مناطق عدة للدفاع عن المعقل الرئيس للعملاء ، وبذلك فإن المسألة أصبحت ترتبط بالوقت وحسابات القيادة فقط .. أما ثانيا فهو أن ما تقوم به السعودية من تكثيف الضغوط على الجبهة الداخلية عبر منع المشتقات النفطية ما عاد يجدي ، فالشعب قد مر بضغوط أكبر سابقا ، والعملاء يحتاجون على مزيد من الوقت لن يحصلوا عليه بأذن الله .. ثالثا تكثيف الغارات الجوية بغية كسر هجوم الجيش واللجان الشعبية على مأرب لا يفيد ، فجزء كبير من مأرب مناطق شبه جبلية ، وهذا ما يجعل زحف المجاهدين – الذين يعيش أغلبهم في مناطق مشابهة – أكثر قوة وأقرب لتحقيق الهدف .. أما رابعا – وهو المهم – أن الله قد أذن بتحقيق أنتصارات ألهية ، فلم تنفعهم أحدث الاسلحة ولا عددهم ، وباتوا مكسورين بعد تجبرهم وعتوهم .
كنا ولا نزال نتمنى أن يعقل المغرر بهم ، خاصة بعد تكشف حقيقة قادتهم القذرة ، فهؤلاء (لا هم إخوان ولا مسلمين) كما قال حسن البنا عنهم عندما أحس بغدرهم . هم مجرد لصوص يدعون الدين ويرمون بالمخدوعين في أتون حرب لا ناقة لهم ولا جمل فيها ، وقد رأينا كيف تم التخلص من السابقين بعد حرب أفغانستان سابقا وسوريا قبل مدة .. قادة الاصلاح كعلي محسن وحميد واليدومي وغيرهم مجرد قوادين وعبيد لشهواتهم ، وهم سيضحون بكل من يصدقهم ، ولا يخافون الله في شعوبهم او مرتزقتهم ، وهمهم الأكبر هو ما يجمعوه من أموال وعقارات في الخارج ، وأوهام التسلط في الداخل .. أخيرا ، القافلة تسير والكلاب تنبح ، ولا عاصم اليوم من أمر الله ، والعاقبة للمتقين .