اليهود .. العلو الثاني .. السقوط
عمران نت / 28 / 5 / 2020
// مقالات // عبدالملك سام
لا اعلم لماذا سكت الساسة العرب أمام طلب إسرائيل الأعتراف بهوية إسرائيل اليهودية ؟!! فإسرائيل لديها القدرة على فرض هذا الأمر “لو أرادت” بحكم ما يملكه اليهود من نفوذ مالي وسياسي وإعلامي في الغرب ، ولكنهم وضعوا هذا الشرط الخطير أمام الأنظمة العربية بدهاء ، فإذا وافقوا فقد أعترفوا بأن إسرائيل دولة ، وإن رفضوا فسوف يتهمون بمعاداة السامية !!
أي أن الهدف الرئيس ليس الموافقة على “يهودية” إسرائيل بقدر ما هو أنتزاع للأعتراف بأنها “دولة” ، وهو طلب يدل على الدهاء اليهودي المتجذر في عمق ثقافة هؤلاء القوم الذين أشتهروا بالدهاء واللؤم والشر على مر التاريخ ، كما أنه طلب يدلنا على عمق المشكلة الموجودة في الوعي العربي الذي بات لا يعرف “من هم ومن نحن” كما قال الشهيد القائد حسين الحوثي رضوان الله عليه .
وفق ثقافة القرآن فإن هؤلاء اليهود هم العدو الأول للإسلام ، فقد صنفهم القرآن الكريم بإعتبارهم العدو الأول لنا ؛ فقد جاء في سورة المائدة في الآية 82 قوله تعالى : “لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا” ، والقرآن بهذا حدد الجهة التي تناصبنا العداء والخطيرة علينا ، ولكن هؤلاء الشياطين أستطاعوا أن يضعوا عائقا أمام الناس حتى لا يتجرأوا على أعلان عداوتهم صراحة أو التصريح بشر هؤلاء حتى لا يتم أتهامهم بمعاداة السامية ، حتى لو كان الذي يتهمهم هو في الأصل من الشعوب السامية ! ومن الغباء أيضا أعتبار اليهود شعب سامي أصلا كونهم مجموعة كهنوتية أتت من خلفيات عرقية عدة وأنتهجت عقيدة منحرفة لا تمت للدين بصلة ، بل أنها تعمل على تدمير كل الأديان ونشر الأنحلال والانحراف في العالم أجمع .
أما حق “الوجود” فهذا أيضا يعتبر من ضمن هذه المغالطات الخبيثة ، وقد كتب الكثير من المثقفين والمفكرين عن هذا الأمر المموه والغامض ، ولعل الرأي الجدير بالطرح هو رأي المفكر الأمريكي من أصول يهودية ناعوم تشومسكي الذي كان يرى أنه لا يوجد شيء اسمه حق الوجود ، وليس هناك دولة في العالم تطالب بحق الوجود ، فلماذا يتم منح إسرائيل ذلك ؟! وبإفتراض حسن النية لدى هذا المفكر المشهور بمعاداته لإسرائيل ، فعلى ما يبدو أن وقوفه ضد مشروع “دولة إسرائيل” جعله بعيدا عن مخططات ونوايا هؤلاء اليهود .
كل ما سبق لا يعني بأننا مجبرون على أتخاذ موقف من أي مقترح يقدمه اليهود ، سواء كان في موضوع الدولة أو حق الوجود ، ولكن يجب أن يكون موقفنا واضح من أعلان أن هؤلاء يهود وأنهم العدو رقم واحد دون الخوف من العائق الفلسفي الذي وضعه هؤلاء الشياطين ؛ فالعالم كله عانى ومايزال يعاني منهم ، ويكفي أن نعرف أن ما حدث لهم في الحرب العالمية الثانية هو واحدة من اكثر 28 حدث تم فيه طرد اليهود فيه من المجتمعات الأوروبية قبل الحرب العالمية الثانية ، وكانت كلها بسبب الفساد والأطماع والأضرار التي سببها اليهود في هذه المجتمعات التي وفرت لهم سبل العيش بينها ، ولكنها فيما بعد اكتشفت مدى شر وخبث هذه الطائفة الشيطانية ، والتي سعت لتدمير كل المجتمعات ومحاربة الدين والأخلاق وأشتهرت بقتل الأنبياء والأولياء وكل دعاة الفضيلة ونشر الفساد حيثما حلت !
منذ الحرب العالمية الثانية تأسست حكومتهم العالمية الثانية فعلا ، ومهدت هذه الطائفة الطريق للتحكم بالقرار العالمي ، فنشرت الربا وسيطرت على رؤوس الأموال ، وأستطاعت وضع قوانين “عالمية” تضمن تكريس هذه السيطرة ، وأستطاعت السيطرة على قرار الدول الكبيرة وأستخدام قوتها لبسط نفوذها في العالم ، وبنت أقتصاديات ضخمة ضمنت لها التحكم بصناعات الاسلحة والأدوية والمواد الغذائية والزراعة وغيرها من الأساسيات التي لو أمتلكتها الدول لأستطاعت أن تكون دول ذات سيادة ومستقلة ، ولكن وصل الأمر لمنع دول معينة من زرع محاصيل أو تنفيذ سياسات خاصة لضمان أستقلالها !
أما فيما يخص العدو الأخطر بالنسبة لهذا المخطط الشيطاني فهو “الإسلام” ، لذا فقد قام اليهود بزراعة الفتنة في المنطقة العربية والإسلامية عبر نشر دعوات وإنشاء أنظمة تحارب الدين الإسلامي من الداخل ، وسيطر اليهود على المقدسات وأحتكروا الخطاب الديني عبر علماء وكتب ومنظومات دينية فاسدة ، ومن جهة أخرى عملوا على نشر الفساد والإنحلال الأخلاقي في أوساط المجتمع المسلم ، وقاموا بتقسيم الدول ونشر الصراعات بين هذه الكيانات لمنع أي توجه نحو وحدتها وحل مشاكلها التي تفاقمت مع مرور عبر قرون من الزمن ، فأنتشر الفساد والجهل والفقر والمرض ، وأنحطت الصناعات وأنتشرت النزاعات والتباينات ، وكل هذا عبر أدوات اليهود من انظمة عميلة وحكومات فاسدة .
لكن ما نراه اليوم من بوادر صحوة إسلامية حقيقية يؤكد أن هذا الأمر لن يستمر ، خاصة مع ظهور محور المقاومة الذي كسر حاجز الصمت وأعلن عداءه الواضح لليهود ومخططهم الشيطاني ، وسقوط اليهود المحتم قادم لا محالة كما جاء في القرآن الكريم وسنن الله في الأمم السابقة ، فقد وضع هذا المحور يده على الجرح وحدد المشكلة والإجراء الأمثل لاستئصال المرض ، ورغم سبطرة اليهود على التجارة والإعلام والسياسة وإدارتهم للصراعات والأزمات ونشر الأوبئة والفساد ، إلا أن هذا المحور أستطاع ألحاق هزائم مهمة أضرت بثقة ومكانة اللوبي اليهودي حول العالم ، كما أن القوة العسكرية وتصحيح أوضاع دول هذا المحور تؤكد أن حسم هذا الصراع ليس ببعيد ، وكل ما يحدث حاليا يقود هؤلاء الشياطين ومخططاتهم نحو السقوط المدوي .. والعاقبة للمتقين .