سيرة الشرفاء حرب على الفساد أيضا !
عمران نت / 19 / 5 / 2020
// مقالات // عبدالملك سام
في معركتنا ضد الفساد هناك الكثير من الطرق ، فمثلا عند إبراز النماذج المشرفة فهذا عمل فيه حرب ضد الفساد أيضا ؛ فهذه النماذج تعري الفاسدين ، وتدحض كل مبررات الفشل التي يسوقونها ، وتكذب تلك الحجج التي يواجهون بها كل من قال كلمة حق فيهم ..
نقد الفساد وكشف الأختلالات يعتبر من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لذا يجب أن يصدر عن شخص او جهة نزيهين ، فلا يمكن لشخص فاسد أن ينتقد فاسدا آخر .. كما أن هناك شقين لهذا العمل ، فكما هناك نهي عن منكر ، فهناك أيضا أمر بالمعروف أولا ، وهذا ما يجعل فكرة إبراز النماذج الجيدة عملا ضد الفساد .
الهدف من عملية محاربة الفساد أيضا يجب أن يكون هدفا شريفا ، فإذا ما كان هناك نية للأنتقام ، أو محاولة للوصول لهدف شخصي ، فتأكد أن عملك ليس لله ، ولا هو أمر بمعروف أو نهي عن منكر ، بل عمل لا يجلب سوى المزيد من الأحقاد والمشاكل في مجتمعك ، ونحن كأمة يجب أن نفعل تلك التصرفات التي تجمعنا على كلمة الحق والخير ، وهذا ما يجب أن يهدف له الجميع ، فالضرر الأكبر الذي يلحقه الفساد في أي مجتمع يتمثل في انتشار الظلم والضغائن ، وهذا ما يقود المجتمع حتما للفشل !
دور الأجهزة الرقابية لابد أن يفعل ، وهذا الأمر هو العمل الصحيح والضروري ، فطالما وجدت أجهزة رقابية ووجد الفساد معها فهذا يعني وجود خلل كبير في وظيفتها التي وجدت من اجلها ، وهذا يؤدي أيضا لتبرم الناس ، وظهور النقد بشكل أكبر في اوساطهم ، ولأنه لا يمكن السيطرة على الجميع فسنجد نقدا بناء وآخر هدام ! ونحن لا نريد أن نضيع في دوامة الأتهامات والتنازع ، لهذا يجب أن يتم أصلاح الأجهزة الرقابية الحكومية بدءا بتعيين الأشخاص النزيهين لكي نصل للوضع المنشود والمستقر ..
لا أحد يستطيع أن يخفي الشمس بكف يده ، وكلنا لاحظنا الأرتياح الكبير الذي بدى على الناس بعد حديث السيد القائد عن موضوع الفساد في محاضرته ، وهذا الأمر يدل على شعور غالبية الناس بالغبن في هذا الموضوع ، كما انهم يعرفون أننا في خضم معركة كبيرة ضد قوى العدوان والاحتلال ، لذا فالسواد الأعظم من الناس يحملون هم الصمود في هذه المواجهة التي ستقرر نتائجها واقعا يغير حالة البؤس والأستضعاف التي كانت قائمة في الماضي ، والفساد من أهم العوامل التي جعلت الكثيرين يقلقون من المستقبل رغم معرفتهم بأن النصر المؤزر قاب قوسين أو أدنى !
يجب أن يفهم الجميع – خاصة المسؤولين – أننا أصبحنا نمثل أيقونة الأمل لبقية الشعوب ، فالكل يتطلع لما سيحققه الشعب اليمني بمسيرته وثورته ، وهذا ما يجعلنا نحمل تطلعات وأحلام هذه الشعوب المقهورة مع أحلامنا نحن على عاتقنا ، وأستمرار الفساد وفشل شعبنا في هذه المعركة له نتائج سلبية داخليا وعلى مستوى باقي الشعوب التواقة للحرية ، والنموذج الذي سنقدمه لهؤلاء يجب أن يظل نقيا وقوي .. فمتى يستوعب هؤلاء ما تمثله مسيرتنا القرآنية وثورة شعبنا المؤمن العزيز بالنسبة لبقية الشعوب ؟! متى يعرفون حجم ما يجنون على انفسهم وعلى شعبهم وعلى باقي الناس ؟!!
المسؤولية كبيرة ، وتحتاج لأشخاص كبار ، وهذا لا يتأتى إلا بأن نعرف حجم هذه المسؤولية ، وأن نعي متطلبات هذه المرحلة ، وأيضا ما يمكن أن تكون عليه في المستقبل ، فنحن اليوم نحمل هم بلد ، وفي الغد سنحمل هم أمة بأكملها ..
هناك أشخاص موجودين بيننا عايشناهم وأستطاعوا أن يقدموا نماذجا رائعة لما يمكن أن يفعله أي واحد منا أذا ما تحمل المسؤولية بوعي وضمير ، فكان الله معهم ، وأستطاعوا بذلك أن يغيروا واقعنا للأحسن ، بعضهم رحلوا ، وما زال هناك نماذج أخرى نستطيع بكل فخر أن نتحدث عنهم ، وأن تكون مسيرتهم نورا يستضيئ به السائرون ، ولعل أبرز هذه النماذج وأكثرهم حضورا اليوم الشهداء الأبرار ، ومنهم من ينتظر ، وما بدلوا تبديلا ..