تكرار المكرر .. وإعادة المعاد .. وتأكيد المؤكد
عمران نت / 5 / 5 / 2002
// مقالات // عبدالملك سام
لم يأخذ موضوع ما خلال الفترة الماضية كل هذا التكرار كما هو موضوع الكورونا ! والسبب أنك لو تسأل أي إعلامي أو كاتب عن سبب هذا الألحاح فسيجيبك بأنه لم يشعر أن الناس قد أحسوا بخطورة الوضع فعلا ، والدليل كل تلك النكات والسخرية التي نشاهدها على مواقع التواصل الإجتماعي من هذا الوباء ، والمشكلة أنها تنتشر أكثر من التحذيرات التي تحرص على توعية الناس ، كما نلاحظ أن هناك بعض الحمقى من يعمل على تصوير عملية رش وتعقيم الأسواق على أنها خبر حصري بأنتشار الوباء ، وبشكل مستفز !! فهولاء ليسوا رجال ولا ذرة للأخلاق فيهم ، لأن نشر الأخبار الكاذبة والتلذذ بإفزاع الناس لا يمكن أن تصدر من أشخاص شرفاء يحبون شعبهم .
تكرار المكرر .. الوباء خطير ، والعالم يقف عاجزا عن إيقافه ، ونحن نعاني من نقص في الإمكانات الصحية والأدوية ، وإنتشاره في اليمن – لا سمح الله – يعني كارثة بكل المقاييس .. ووعينا هو ما يمكن أن يجعلنا نتخطى هذه العاصفة المدمرة التي يعلم الله وحده متى ستنتهي ، وتعويلنا الأول والأخير هو على الطاف الله بنا ووعي مجتمعنا بخطورته والألتزام بالخطوات الإحترازية .
إعادة المعاد .. الوقاية خير من العلاج ، وغسل اليدين بشكل مستمر لمدة 20 ثانية في كل مرة يمثل 50% من عملية الوقاية ، والبقاء في المنازل يمثل الحل الأمثل لتبطيء عملية الإنتشار ، كما أن تعقيم أي مواد نستخدمها أو ندخلها منازلنا مهم جدا ، وخاصة الهواتف المحمولة التي تعمل كأهم ناقل لهذا الفيروس الخبيث ! لا تدخل في زحام ، لا تغامر بأهلك ومجتمعك ، فالمصيبة في هذا الوباء تكمن في أنك قد تلتقط العدوى ثم تعمل على نشرها لعدة أيام وأنت لا تعلم ! وكلنا نعرف قصة السيدة الكورية التي تسببت في ثاني أكبر بؤرة في كوريا الجنوبية بأكملها ، فقد عملت على نشر الفيروس لمدة 14 يوم وهي تعتقد انها تعاني من رشح عادي !!
تأكيد المؤكد .. بألتزامنا بأخلاق ديننا والتي أهمها النظافة والتعاون على الخير سنحصل على العون الإلهي ، ونحن مازلنا بفضل الله أقل البلدان تضررا من هذا الجائحة العالمية رغم ما فعله العدوان من محاولات لإدخالها والتي بائت بالفشل ، ولكن هذا لا يعني أن نتصرف بغباء وحمق ، أو نلتزم لفترة بسيطة ثم نهمل التصرف العقلاني .. نتوكل على الله ، نجلس في بيوتنا ، وإذا خرجنا للضرورة نلتزم بالكمامات ونلاحظ أي أحتكاك مع الآخرين ، وننتبه لكل ما نلمسه أو نستعمله ، فعملية إبطاء أنتشار العدوى منذ البداية ضمانة أكيدة لإيقاف أنتشاره ، ولا ننسى أن نتصدق بنية أن يجنبنا الله نحن ومجتمعنا كل بلاء ، والله خير حافظ .