الشهيد القائد مشروع قرآني وصمود أُسطوري
عمران نت / 15 / 3 / 2020
// مقالات // إكرام المحاقري
بزع فجر الهداية وتلاه ضوء شمس دافئ عمّ أرجاء البسيطة لينقذ سكانها من ظلمات حالكات وويلات قد تودي بهم إلى أليم الإهانات تحت أقدام اعداء الأمة، نتيجة غفلتهم وبعدهم عما بينه الله لهم.
ومابين كل ذلك صدع صوت الحق مدويا من جبل مران ليصرخ بصرخة الحق ويفضح بها كيد نظام لطالما لبس عباءة الدين، وسند نفسه لجدار هشٍ سُمي بديمقراطية الجمهورية اليمنية.
إنه الشهيد القائد السيد/حسين بدر الدين الحوثي, من تكلم في زمن الصمت وثبت في زمن التراجع وصمد في زمن الإستسلام، وواجه كبر الطاغوات بتواضعه وأنفة ماحمله في قلبه من علم علمه الله إياه, لطالما غفل الكثيرون عن هذا الرجل العظيم ولم يدركوا بانه حسين كربلاء لكن بطريقة اخرى, ولعل كربلاء حسين مران لهي اشد من سابقتها، وجميعهم لهم ذاك المقام المقدس في الجنة وفي العالمين.
لم يأتِ الشهيد القائد بجديد وقالها بملئ الفم “لم نات بجديد ولكننا نعاني من الجديد” أي مما قدمه الوهابيون من مناهج أظلت الأمة ودجنتها وعبّدتها للطاغوت ومما جاء به لسان فُسق أعتلى منبر حق ليخطب بالباطل بين المؤمنين ليقدم الدين بعيدا عن ماجاء به القرآن الكريم ويقدم لهم اعداء الأمة، وكأنهم ذاك الولي الحميم وما إلى ذلك من نعرات طائفية ، وتفرقة مذهبية وشتات للعقل مابين سني شيعي صوفي حنبلي فاطمي ووهابي..
كذلك نفس الحال كان من نصيب مكونات سياسية اكتفت بتاسيس احزاب خاصة بها، وكل ذلك فُعل لخدمة المشروع الصهيوأمريكي وذلك مابينه الشهيد القائد في دوس من هدي القرآن الكريم.
تحرك الشهيد القائد وكان الغريب في وطنه، بنى أمة الدين من تحت خط الصفر وانشأ مجتمعً مجاهدا يتحلى بثقافة قرآنية عوانها {من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه} وارتشفوا من هذه الآيات حب الله وحب البذل من أجل الدين في نفس الوقت التي قد نذرت فيه الحكومة الجائرة نفسها نسكا للتقرب من الشيطان الأكبر “أمريكا” بشن حروب جائرة على محافظة صعدة أرادوا بها إسكات صوت الحق واطفاء نور الله {ويابى الله إلا ان يتم نوره ولو كره الكافرون}.
لطالما حذر الشهيد القائد من المشروع الخطير للصهاينة المدعومين “أمريكيا” في منطقة الشرق الاوسط، ولطالما حذر من سقوط العرب إلى مستنقع الذلة والمسكنة، لكن في زمن طغا فيه الوقر على آذان من يسمون أنفسهم مؤمنين، كما طغى التضليل الإعلامي على المواطنين البسطاء من خدعوا بطرفة عين بمسمى “إرهاب” وإمامة ومهدوية، وما إلى ذلك من هذه المسميات الزائفة والتي ليست الا مجرد دعايات استخدمها نظام صالح انذاك من أجل تشتيت الرآي العام.
لكن في هذه المرحلة الخطيرة مرحلة “صفقة القرن” وخدعة “كورونا” التي اغلقت الحرم المكي بيت الله الحرام, مرحلة الدسكو الحلال، وهيئة الترفيه باسم الدين والقرآن تبين للعالم مصداقية ماجاء به الشهيد القائد من حقائق قرآنية عظيمة، بينت مستقبل الأمة الإسلامية التي تخلت عن كرامتها ودينها مقابل السلام الصهيوني أي مقابل الخضوع والخنوع والإستسلام أمام دول الاستكبار العالمية وتناسوا قول الله تعالى { ولا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون}.
لكن عقول العرب غارقة بالطواف حول قانون “اطع الأمير وإن أخذ مالك وقصم ظهرك” و “شفاعتي لاهل الكبائر من أمتي” !!! وفرطوا أجل التفريط في حسين العصر وفي كل ماجاء به من كرامة وعظمة ربانية منبعها معرفة الله والثقة به والتصديق بوعوده والحذر من وعيدة.
كما بين لتلك الأمة الغافلة مسؤليتها اما الله تعالى عندما قال كل ماعلينا هو كل مافي القرآن الكريم من الفه إلى يائه
أمة كريمة عزيزة منتصرة شامخة ثابتة لها قرارها وسيادتها واستقلالها ومكانتها بين الأمم، هذا ماجاء به الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي لم يقل بعيدا عن السياسة كحال أصحاب اللحاء الطويلة، بل بين إن السياسة الحقيقية تكمن في تقبل توجيهات الله تعالى في القرآن الكريم وبين الحق من الباطل، والغي من الرشد بل أنه حجة الله على المؤمنين يوم يلقونه فما بينه ليس بالشيء الهين وما استهدافه الا استهدافا لما جاء به من الحق والنور وليس استداف لشخصه
بقي حسين ومنهج حسين وأثمرت دماء حسين أمة عظيمة يمنية أصيلة، تصرخ بالموت للمستكبرين وتضحي بالمال والنفس من أجل الدين والوطن، وتنصر القدس وتنتصر له بمواقف خلدها التاريخ في أنصع صفحاته, فأين هم من قتلوا حسين وما حالهم اليوم غير الذل والهوان!!
نعم الشهيد القائد مشروع قرآني، وصمود أسطوري، ومنهج خالد تتعلم منه الأجيال سبيل الرشد والانتصار.