صفقة القرن بين أنظمة العمالة ومحور المقاومة
كشفت صفقة القرن (صفقة ترامب ) القناع والوجه الحقيقي لأنظمة العمالة والخيانة التي حرفت بوصلة العداء إلى صدر هذه الأمة، وتعمل بوتيرة عالية وبكل الوسائل إلى تصفية القضية الفلسطينية، وإتمام الصفقة الترامبية المشؤومة وبأموال خليجية عربية، تتصدر قائمتها السعودية والإمارات والبحرين و عمان.
أسقطت الصفقة المزعومة جميع الأقنعة عن حكومات وشخصيات كانت تناور وتخفي انبطاحها وعمالتها لأمريكا وإسرائيل، كما خلقت الصفقة المزعومة بوادر استعادة اللحمة والوحدة بين التيارات الفلسطينية المختلفة بعد اليقين بالتهديد الوجودي وبعد اكتشاف صوابية خيار المقاومة.
وفي السياق لاقى إعلان الصفقة الترامبية ردود أفعال غاضبة، ورفضا قاطعا واستنكارا لدى الشارع الفلسطيني ودول محور المقاومة، وعقب الإعلان خرجت مسيرات غضب حاشدة في عدد من مدن ومناطق قطاع غزة احتجاجاً على إعلان الرئيس الأمريكي الأرعن ترامب لما يسمى بـ”صفقة القرن”، بمشاركة واسعة لشرائح مختلفة من أبناء الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة.
وقال مرشد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي، الأربعاء الماضي، إن المشروع الأمريكي المتمثل “بصفقة القرن” سوف يموت قبل موت الرئيس الأمريكي ترامب، مشيرا إلى أن هذه الخطوة عادت عليهم بالضرر منذ اليوم الأول، موضحًا أن هذه الخطوة شكلت رافدًا لإحياء قضيّة فلسطين في كافة أرجاء العالم.
وأكد السيد خامنئي أنهُ لا ينبغي الاكتراث بتماهي أربعة زعماء عرب خونة مع الخباثة الأمريكية في صفقة ترامب، وحثّ العالم والشعوب الإسلامية كلها على مساعدة المقاومة الفلسطينية وتقديم الدعم لها، مؤكدًا أن نظام الجمهوريّة الإسلاميّة سيساندها بكافّة السّبل المتاحة وبكل ما يستطيع، لافتًا إلى أن المقاومة في منطقة غرب آسيا ليست خاصة بفلسطين بل هي موجودة في دائرة أوسع من فلسطين.
من جانبه حزب الله، اعتبر صفقة العار خطوة خطيرة للغاية سيكون لها انعكاسات بالغة السوء على مستقبل المنطقة وشعوبها، مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية تتوج عدوانها اليوم بمحاولة القضاء على حقوق الشعب الفلسطيني الشرعية، مؤكدا أن صفقة ترامب ما كانت لتحصل لولا تواطؤ وخيانة عدد من الأنظمة العربية الشريكة في المؤامرة.
وفي اليمن تجلت الإرادة والموقف، ففي غمرة أحداثها ومشاكلها لم تنس فلسطين، وخرجت بقضها وقضيضها في العاصمة والمحافظات مسيرات جماهيرية حاشدة بعنوان ” لا لصفقة ترامب – فلسطين قضيتنا المركزية”، نصرة للشعب الفلسطيني ورفضا لصفقة القرن التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي ترامب، رفعت فيها الأعلام اليمنية والفلسطينية واللافتات والشعارات الرافضة لصفقة ترامب والمؤكدة على وقوف الشعب اليمني إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة .. مشيرين إلى أن القضية الفلسطينية ستظل القضية الأولى والمركزية للأمة، مستنكرين مواقف الأنظمة العميلة إزاء القضية الفلسطينية، والتأكيد على موقف الشعب اليمني الرافض والمناهض للمؤامرة والمشروع الأمريكي في المنطقة .. مؤكدين أن فلسطين عربية وستبقى القدس عاصمتها الأبدية.
وانتفض الشعب التونسي في شارع بورقيبه الجمعة الماضية ضد هذه الصفقة، مؤكدين رفضها رفضا قاطعا باعتبارها مخالفة لجميع اتفاقيات حقوق الانسان وقرارات الشرعية الدولية، داعين الشعوب العربية الى أن تتكاتف وتتضامن وتعبر عن رفضها و وضع حدا لهذه المؤامرة، مجددين نداءهم للعالم أن فلسطين ليست للبيع وهي قضية العرب الأولى وستظل رغمًا عن كل المتآمرين والمطبعين.
وختاما فإن الصفقة الترامبية لن تمر وستفشل في ظل وجود محور المقاومة الذي بات اليوم أقوى من أي وقت مضى وأصبح يشكل تهديدا حقيقياً على العدو الإسرائيلي وكل من تحالف معه ، وكذلك على الوجود الاستعماري الأمريكي من المنطقة العربية والإسلامية .