اليمن والجمناي مان..
عمران نت / 19 / 1 / 2020
// مقالات // عبدالملك سام
من منكم شاهد فيلم Gemini Man للممثل الأمريكي ويل سميث؟! الفيلم بأكمله تقليد لفكرة برنامج Face App الشهير، ولأول مرة أجد هذا التناغم بين شركات أنتاج أمريكية وأخرى صينية، ولكني عرفت السبب فيما بعد. الأنتاج كان سيئا والتقنيات ليست بالمستوى المتوقع، ولكني عرفت بعد هذا أن كل شيء محسوب بدقة كالعادة! هل جئت لكي احدثكم عن الفيلم فقط؟! حاشى وكلا؛ هناك أمر نتحدث عنه بالتأكيد..
أولا لم أستغرب عندما تحدثوا في الفيلم عن السعوديين بأستهزاء بالغ، فقد أظهر الفيلم أنهم لا يستطيعون فعل شيء بدون مساعدة أمريكا. طبعا هذه هي الحقيقية، ولكن الأمريكيون يتعمدون أهانة السعودية بمناسبة أو بدون، وأبتداء من الرئيس وحتى أصغر طفل عندهم الكل يحتقر السعودية تلك البقرة الحلوب التي تنفق ثروات الشعب على البلطجي الأمريكي الذي يتفاخر بما يسرقه وبضربها وأهانتها!! والسعودية لا تستطيع أن ترد بالطبع، لذلك فهي تتعامل بذات الأسلوب مع مرتزقتها وتهينهم في كل محفل كنوع من التنفيس عن الكبت، وهذا ما نسمعه بين الحين والآخر في حق المرتزقة الذين ما عاد أحد يحترمهم..
ما يهمنا في الفيلم أنه يظهر التوجه الخجول نحو القتال في اليمن، فهو يصرح بأنهم يجهزون قوات احدى الشركات وأسمها “جمناي” وهذا الجيش الصغير الذي سيفعل ويفعل، ولديه أسلحة حديثة تفعل وتفعل!! الى آخر الهراء الأمريكي الذي يعتقدون أنه سيجعل فرائصنا ترتعد من هؤلاء المقاتلين الخارقين!!
في البداية أحب أن أشير بأن أمريكا تقاتل في اليمن، هي متورطة بالفعل، والسرية التي تكتنف مشاركتها الهدف منها الحفاظ على ماء الوجه لكي لا “تتمرمط” سمعتهم كما حصل لأقوى دبابة في العالم! وأفضل منظومات دفاع جوي في العالم!! وأغلى الأسلحة في العالم!!!
لقد تعمدوا أن تكون التقنيات والأنتاج دون المستوى حتى لا يقال أنه توجه حكومي وبالتالي التقليل من شأن اليمن واليمنيين، أما أشتراك شركات صينية في الأنتاج فهو لكي يتم الأيحاء أنها قضية مشتركة وعالمية، وهي رسالة غزل للصين لتترك الأمر في اليمن وشأنه.. هناك مبالغة في الفيلم من قوة ذلك المقاتل الأمريكي الذي لا يقهر، وبأنهم قادرون بأعداد قليلة أن يحسموا الأمر ولكنهم لا يريدون ذلك!
من يتذكر فترة غزو العراق كيف أثبتت تقارير صحيفية الأرقام الحقيقية للمشاركة الامريكية وعدد القتلى؟! الأمريكان لديهم حساسية من قول الحقيقية فيما يتعلق بالخسائر منذ حرب فيتنام التي سببت صداع مؤلم للأدارة الأمريكية بسبب الأحتجاجات التي اطاحت بالحكومة الامريكية في حينه، فأذا ما قالوا أنه قتل جندي واحد في اي مكان بالعالم فيمكنك أن تتخيل أن العدد مضروب في مئة على الأقل!
هم يعلمون خطورة الوضع في اليمن فهم يعرفون أن هذا البلد لا يسأل عن جنسية الغازي أو امكانياته فالأرض تبتلع الغازي ثم تسأل بعد ذلك من يكون، خاصة وأن هذه المعارك الدائرة منذ اكثر من خمس سنوات كانت في مواجهة مجموعة غير نظامية وتملك عقيدة تختلف عن العقائد التي زرعتها اجهزة المخابرات الغربية في المنطقة ليسهل أحتلالها.. هنا في اليمن الجيوش وما يسمى الشركات الأمنية التي هي في الواقع قوات امريكية بهيئة مختلفة، وكل تلك الامكانيات لم تستطع أنجاز المهمة الموكلة لها، رغم انهم أستخدموا كل شيء تقريبا..
أخيرا، فلن يستغرب أحد أذا ظهرت العديد من الأفلام الموجهة ضد اليمن مستقبلا، فهذا هو الأسلوب الامريكي منذ أكتشف هتلر اهمية الدعاية وجعلها أهم وسيلة بعد القوة العسكرية، وقد استخدمت امريكا هذا الأسلوب في كل حروبها اللا مشروعة حول العالم.. الفارق اليوم وهو ما يهدد بأنتهاء الغرور الأمريكي هو المقاتل اليمني الذي لا يبالي بما يقال، بل انه أظهر عجز وضعف هذه الأمبراطورية الكارتونية وهو يواجهها بأسلحة بسيطة وعقل واعي وقلب ممتلئ بالإيمان.. هم يرددون كلمة “مستحيل” كثيرا بينما نحن نعرف كلمة السر الذي تضمن حسم المعركة في النهاية؛ كلمة “هو الله”.. والقادم سيكشف من القوي ومن الضعيف.