الرجل الغراب!!
عمران نت / 17 / 1 / 2020
في مدينة ميلانو ذات الشوارع الواسعة المكتضة بالأسواق والمباني شاهقة الطول، كان يوجد أولاد يطلق عليهم ”منظفوا المداخن”، وجميعهم كانوا يمتلكون ذات الواقع المؤلم والقصة الحزينة في حقهم كأطفال، لقد تمت المتاجرة بحياتهم من قبل شخص يدعى ”الرجل الغراب”!! هذه القصة الخيالية قد تجسدت في الواقع بحق أطفال اليمن ولتكن ميلانو أخرى!!
تلك قصة من نسج الخيال خطت لتمثل صورة رائعة لعهد الاصدقاء رغم طفولتهم المفقودة ونظراتهم البريئة وحياتهم المليئة بالصعاب، ”فالرجل الغراب” قبض ثمنهم كيس من القطع النقدية وذلك مقابل عقد عمل يقتضي بتنظيف المداخن في تلك المدينة!! لكن “الرجل الغرب” الخاص بأطفال اليمن له شكل وتوجه وسياسة خاصة به!!
هنا في اليمن بجميع محافظاتها الجنوبية والشمالية يوجد أطفال مشردون في الشوارع لا ينظفون المداخن!! لكنهم يبتاعون قوارير الماء وبعض من ورق المناديل، واخرون يتسولون لقمة عيشهم وحاجة مدارسهم، والبعض الأخر يعيل أسرة بأكملها! وآخرون يعانون من سكرات الموت ما بين الفينة والآخرى لا يجد أهاليهم قيمة الدواء والتي لا تكون إلا نفاية بالنسبة لمن يسيطرون على تجارة الإغاثات الدولية، وجميعهم يعانون من جور الحصار والقصف وما فرضته دول العدوان من الفقر والحرمات والموت المحتم، فاالرجل الغراب في اليمن هو ”الأمم المتحدة” قد يكون ”مارتن غريفيث” ومن كان قبله، فجميعهم تاجروا بحقوق وحياة أطفال اليمن!!
وهناك أطفال تمت المتاجرة باعضاء أجسادهم من قبل أشخاص يتعاملون مع منظمات مختصة بالمتاجرة بالاعضاء أو بالأطفال أنفسهم يبعونهم في دول آخرى لاشخاص يشغلونهم متسولين من آجل مصلحتهم وهكذا…
هنالك فرق ما بين أطفال اليمن ومنظفوا المداخن، هؤلاء لم يجدوا من يتبنى حالتهم!! بينما أولئك وجدوا من يتبنى حالتهم ومأكلهم ومشربهم ومكان نومهم مقابل ما يقومون به من أعمال، لكن أطفال اليمن لم يجدوا من “الأمم المتحدة” التي تقبض ملايين الدولارات كمعونات ومساعدات لأطفال اليمن من الدول المانحة غير الخيام وحقائب عليها شعار ”اليونسيف” التي لطالما تلطخت أيديها بدمائهم جراء قصف العدوان العشوائي للمدارس والباصات المكتظة بالأطفال وكذلك يقصفون في منازلهم وهم نيام في أحضان والدتهم التي تناثرت أشلاؤها هي الآخرى!! وآخر نام في حضن والده رافضا القبول بشئ اسمه (لقد توفي والدك يا سميح وأصبح جثة هامدة) نتيجة غارة عدوانية لمقاتلات العدوان، كما لم يجدوا منها غير المواد الغذائية الممتلئة بالسوس والدود والتي تحولت إلى مواد سامة لا تقبل الحيوانات أن تاكلها!!
وعلى لحن الكذب والخداع يواصل “الرجل الغراب” أي “الأمم المتحدة” مسيرة الإجرام وسرق ونهب الحقوق الإنسانية ذات عناوين براقة مثل “حقوق الأطفال” واليوم العالمي للطفولة وغيرها من نغمات باتت غير مقبولة وحان آوان كشف زيفها..
فنهاية منظفي المداخن هي أن تعلموا وتحرروا من قيود وهيمنة وزور الرجل الغراب وعادوا إلى حضن والديهم ووطنهم، وهذا مايستبشر به أطفال اليمن، وليس منهم ببعيد، فسيعود لهم وطنهم وتبقى لهم حريتهم، ولغراب الأمم المتحدة الهوان.