العراق تخطو نحو الحرية
عمران نت / 3 / 1 / 2020
// مقالات // دينا الرميمة
بات الجميع مدركاً أنه أينما تواجد مبنى يحمل إسم السفارة الأمريكية فسيكون يقيناً وكر ثعالب للتأمر على تلك الدولة وشعبها من خلال موظفيها الكثر الذين تستجلبهم لعمل شرخ بين الشعوب وحكامهم بالذات من يسعون لتقديم الولاء لها خوفاً من أن تصيبهم دائرة غضبها وتسلبهم مناصبهم !! وستكون تلك الدولة أرض للإرهاب بكافة أشكاله وصوره .
مؤخراً كانت أمريكا وجهتها العراق التي هُزمت فيها بالعام ٢٠١١م برغم قوتها التي دخلت بها ولكنها لم تخرج منها بشكل نهائي إنما ظلت قواعدها العسكرية متواجدة داخل الأرضي العراقية وظلت ترمقها بعين الحاسد الناقم !!
كيف لا والعراق تحتل المركز الثاني عالمياً في تصدير النفط بعد مملكة آل سعود !!
كان يبدو المشهد السياسي في الشارع العراقي ضبابياً نوعاً ما منذُ فترة،
فالحراك الشعبي لم يهدأ بعد!!
الاانه وفي ذات الوقت إنعكس المشهد ليتحول إلى عدوان خارجي تقف وراءه قوى الإستكبار العالمي في خطوة لإسقاط المشروع الغربي الإستعماري على الأرض !!
فالبداية كانت بالثورة الملونة المصحوبة بإحراق مؤسسات الدولة والأعمال التخريبية وترديد شعار( إيران برا برا) وإحراق السفارة الايرانية !!
والأعمال العدوانية ،، وهذا ماجعلنا نتأكد إن تلك الثورةلم تكن إلا مخطط أمريكي بإمتياز وبالذات بعد إعلان ترامب تكفله بحماية المتظاهرين وأيضاً الحملات الإعلامية القوية التي تبنتها قنوات آل سعود ومن يدور في فلك أمريكا !!
في وقت كان الحشد الشعبي على مشارف القضاء على داعش !!
وسرعان ماأنفضحت أمريكا
بالأمس
بعدوانها الأخير الذي استهدف فصيل المقاومة العراقية الأبرز على الساحة والذي كان له الدور الكبير في إجتثاث عناصر الإرهاب من داعش والقاعدة وبات اليوم وجهاً لوجه أمام المؤامرة الصهيواميركية.
من داخل العراق تشن عدوان همجي على أبناء الشعب العراقي باستهداف مقرات الحشد الشعبي الرافض لها و الفاضح لمخططاتها الإستعمارية
لذلك كان حتماً أن يطاله غضبها ويدخل في نار جحيمها الذي تُدخل فيه كل القوى المقاومة والحرة الرافضة هيمنتها كما في سوريا واليمن !!
وهاهي وبكل استهتار بالدم العراقي تعترف أمريكا باستهدافهم بحجة الدفاع النفس ومحاربة المد الإيراني الذي هو ديدنها الوحيد والشماعة التي دائماً تتشبث بها للوصول إلى مبتغاها !!
وبهذا الحدث الاجرامي أمريكا تتبادل التهاني مع حكومة الكيان الصهيوني وتحضى بالتأييد من قبل السعودية والإمارات لهذه العملية الإرهابية والتي لاشك هما الداعم والممول الرئيسي لها كما هي عادتهما في سفك الدماء العربية وتدمير الدول العربيه إرضاء لأمريكا والصهيونية وجعلت من نفسها و مالها ونفطها مخالب تغرسها بعنف في خاصرة العرب لتمرير المشروع الصهيوني في الشرق الأوسط !!
بلا شك اليوم الشعب العراقي عرف حقيقة المشروع الإمريكي الصهيوني فأنتفض ضده ،
وبعد تشييع شهداء الحشد الشعبي الثلاثون الذين تقول أمريكا انها وجهت رسائل عبرهم لإيران،
توجه أبناء الرافدين مباشرة إلى السفارة الأمريكية في بغداد مطالبين بإغلاقها من بلدهم وعليها رفعوا أعلام الحشد الشعبي والعلم العراقي وعلى جدرانها كتبت عبارات الموت لأمريكا واسرائيل ( أمريكا كلا كلا) و محاصرين للكثيرمن موظفيها في الداخل بعد أن هرب منهم من هرب ،
ويرفض المتظاهرين مغادرة السفارة الأمريكية إلا بعد إغلاقها تماماً ماجعل ترامب يطالب الحكومة العراقية بحماية موظفي السفارة الامريكان من غضب المحتجين وهذه هي بداية الإنكسار الإمريكي في العراق !!
خطوة جبارة خطاها العراقيون بالدخول إلى الوكر التأمري من أجل إستعادة حريتهم وكرامتهم التي تحاول أمريكا جاهدة سلبهم إياها وفرض وصايتها عليهم فأنكسرت أمام صحوة العراقيين !!
ولأن للحرية ثمن فلابد من تضحية وان كانت غالية وبإذن الله دماء الثلاثون شيهدا ً هي من ستكتب الحرية للعراقيين وتخط طريق تحرير أرض الرافدين وطرد أمريكا ذليلة منها كما فعل من قبلهم الشعب اليمني الذي لازال يُناظل إلى اليوم ودفع ولا زال يدفع ثمن حريته وإستقلاله من دماء أبنائه وقريباً هو النصر على كل أدوات الإستكبار العالمي الهشة وعلى رأسها أمريكا التي لم تكن عظمتها المزعومة إلا مجرد فزاعة تُخيف فقط أصحاب القلوب الضيعفة والمرتهنة وتتقزم وتتحطم كفقاعة صابون أمام إرادة الشعوب الحرة .