الأمم المتحدة “الأمريكية”.. أكبر خطر يتهدد حقوق الإنسان!
عمران نت / 13 / 12 / 2019
// مقالات // عبدالملك سام
تم أعتبار يوم 10 ديسمبر يوم عالمي لحقوق الإنسان، ومنذ العام 1948 وحتى اليوم يكون قد مر 70 عام على هذا الإعلان، وبرأيي أن أي مشروع تم إنشاؤه بعد الحرب العالمية الثانية ماهو إلا عملية لتكريس سيطرة دول “المحور” المنتصرة على باقي شعوب العالم التي وافقت على مضض بأن تتظاهر على أن كل شيء سيكون على ما يرام..
من يلاحظ دور الأمم المتحدة سيكتشف الكثير من المفارقات، فكلما أعلنت الأمم المتحدة عن فكرة ما حصل العكس! مثلا كلما دعت لوقف الحروب نجدها تنتشر، وإذا ما دعت ليوم عالمي للطفولة نجد أن الانتهاكات بحقهم تزداد، وأذا ما اعلنوا عن يوم للشجرة نجد رقعة التصحر تكبر، وأذا ما دعت ليوم لحقوق الإنسان فأن الظلم والقهر للشعوب في تزايد رهيب! وهذا ما جعل هذه المنظمة الدولية تحظى بسمعة سيئة لدى الشعوب المقهورة وبدور شاهد الزور نتيجة لعدة عوامل أهمها سيطرة الولايات المتحدة على قراراتها عبر عدة ادوات أهمها الدعم المالي ووجود أهم المنشأت الدولية على أراضيها منها المبنى الرئيسي بنييورك.
نحن نقسوا كثيرا على موظفي هذه المنظمة الدولية في حين نتجاهل طريقة تعيينهم إبتداء بأمينها العام، ما يتم فعلا هو أن هناك معايير خاصة ركزت على اختيار موظفين بشكل مدروس بحيث أن يكون من السهل قيادتهم لذا نلاحظ انهم غالبا لا حول ولا قوة لهم، كما أن مرتباتهم الضخمة تجعلهم واقعين تحت التأثير المادي، وغالبا يتم تسليط الضوء على المسؤول الذي في المنصب في حين يتم تجاهل الموظفين الذين حوله والذي يعتبر تأثيرهم أخطر على الشخص المسؤول وقراراته، هناك فريق من الحسناوات والموظفين الذين يمسكون بالكثير من الخيوط لإدارة اللعبة وهم غالبا أشخاص يعملون لدى اجهزة إستخبارات تابعة للولايات المتحدة الأمريكية بشكل غير ظاهر، هذا الأمر لديه الكثير من القرائن لا يتسع المجال لسردها ولكن بالإمكان الرجوع لتاريخ الأمم المتحدة لمعرفة كم مرة حدثت أتهامات لموظفيها دون ان يكون هناك تحقيق جدي لكشف الحقيقة.
في يوم حقوق الإنسان العالمي مازالت الكثير من الشعوب تعاني من تفشي الظلم والقهر وإستلاب حقوق شعوب جريرتها الوحيدة أن الله حباها بثروات كبيرة يسيطر عليها لوبي شيطاني يملك الكثير من الإمكانيات التي تم تسخيرها ضد الإنسانية. الكثير من الشعوب تم التآمر عليها تحت مظلة الأمم المتحدة، وفي أروقة هذه المنظمة العالمية يتم تمرير الكثير من القرارات التي تتنافى مع الهدف الذي أنشئت من أجله لتصب في مصلحة دول قليلة على حساب باقي دول العالم، وهذه الدول المسيطرة تقوم أقتصادياتها بشكل رئيسي على حساب دول غنية بالثروات ولكنها تعيش حالة دائمة من الفقر والبؤس وعدم الأستقرار بسبب المؤامرات.
اليمن أحدى هذه الدول التي كانت وما زالت تستهدف عبر ادوات هذه المنظمات بشكل كبير نتيجة لموقعه الإستراتيجي وثرواته الطبيعية الهائلة، لذا فمن الحري بنا أن نعمل على فرض حالة الإستقلال وحرية القرار بانفسنا لنستطيع أن نحيد دور هذه المنظمات، وهذا يحتاج لمزيد من التعاضد والوحدة لأننا شعب واحد يملك الكثير من مقومات النهوض والتقدم، ومستقبلنا مرهون بنتيجة المعركة التي نخوضها اليوم، فأنتصارنا سيضمن لبلدنا الاستقرار والحرية ويتيح لنا الإستفادة من ثرواتنا والنهوض في شتى المجالات ونحن نملك كل المقومات الأساسية لتحقيق هذا الهدف. يجب أن يكون تعاملنا مع الأمم المتحدة في حدود لا تسمح لها بالتدخل في سيادتنا وحرية قرارنا فهي لا تستطيع التأثير إلا في ظل حالة عدم الأستقرار والتفرقة كما شاهدنا.. لذا لا تستغربوا أذا تجاهلت هذه المنظمة الدولية مأساة الشعب اليمني الإنسانية وكل هذا الخراب والدمار والحصار، ولا تستغربوا وقوفها في صف الجلاد ضد الضحية، لا تستغربوا أنتشار الفساد في برامجها الإغاثية، لطالما مارست هذا الدور عبر تاريخها مع شعوب أخرى، وسياتي اليوم الذي نستطيع فيه أن نفرض قرارنا مهما فعلوا طالما ونحن نمشي بخطوات ثابتة نحو تحقيق النصر وأنكسار المعتدين..