العبرية السعودية وأخواتها من فضائيات العدوان سارعت إلى نشر تلكم الصورة واعتمادها وكأنها صادرة من وزارة الأوقاف أو أمانة العاصمة ، رغم أنها تدرك جيدا أن المنطق والعقل لا يمكن أن يصدِّق مثل هذه الخطوة على الإطلاق ، فاللوحة المشار إليها إن لم تكن من إبداعات برامج الفيتشوب المفبركة التي تزايدت في الآونة الأخيرة على شبكات التواصل الاجتماعي كأداة من أدوات الحرب الإعلامية الناعمة التي تعتمد عليها قوى العدوان ووسائل إعلامها لتشويه صورة أنصار الله والقوى الوطنية والإساءة لأبطال الجيش واللجان الشعبية ، فهي إن ثبت تعليقها تحتمل احتمالين لا ثالث لهما ، الأول قد يحتمل أن يكون المستهدف هو صاحب المولدات الكهربائية التي تزود المسجد بالكهرباء بهدف مراعاة المسجد وتخفيض قيمة الكهرباء المباعة للمسجد ، وإحراجه من جهة ، ولفت أنظار بعض رجال الخير والإحسان للمبادرة بالتكفل بدفع فاتورة المسجد المذكور ، والاحتمال الثاني أن يكون هذا العمل موجها حيث اقتصرت فترة تعليق اللوحة على دقائق معدودة لمجرد التقاط الصورة ومن ثم نشرها وهو الخيار الأقرب بحكم المعطيات الراهنة التي عكسها التعاطي مع هذا الموضوع من قبل وسائل إعلام العدوان.. على العموم الكل يعرف معرفة تامة من الذي يفرض على المسلمين رسوم دخول بيت الله الحرام لأداء ركن من أركان الإسلام ، ويضع العقبات والعراقيل والعوائق التي تحول دون أداء الكثير من المسلمين شعائر الحج ، الكل يعرف من يعملون على صد المسلمين عن بيت الله الحرام وزيارة قبر الرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، الكل يعرف من عملوا على إفراغ الدين من محتواه من خلال حشو الكثير من الروايات والمعتقدات الإسرائيلية التي تشوه الصورة الزاهية للإسلام والمسلمين ، الكل يعرف من حوَّل الصلاة إلى مادة للارتزاق والاستغلال خدمة لأهداف ومشاريع تستهدف الأمة وتضربها في قيمها ومبادئها وأخلاقها.. لا داعي للمغالطة والفبركة والتدليس والتلبيس ، لم يعد بإمكان هؤلاء الحمقى السذج الضحك على أبناء شعبنا بمثل هذه الهرطقات والسخافات ، وبإمكان أي شخص يشك في عدم مصداقية هذه اللوحة زيارة الحي الذي يقع فيه المسجد ويقف على الحقيقة ، والعجيب أن تستحوذ هذه القضية على اهتمام وسائل إعلام العدوان وبعض نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي في الوقت الذي يغيب عنها قتل آلاف اليمنيين وتدمير مئات المساجد على يد التحالف السعودي ومن ينسبون لأنفسهم لقب خدام الحرمين الشريفين ، لقد تجلت الحقائق وانكشف المستور وسقطعت كل الأقنعة المزيفة في زمن كشف الحقائق.
بالمختصر المفيد: من باع وتاجر بالإسلام والمسلمين ، وبالثوابت والمقدسات ، والقيم والمبادئ والأخلاق ، وسقط في مستنقع التطبيع والعمالة والخيانة ، وسخَّر ماله وثروته التي حباه الله بها لقتل المسلمين والتآمر عليهم وتمكين الأعداء منهم ، ووظف حتى المقدسات الإسلامية لخدمة مشاريع أعداء الإسلام والمسلمين ، من السخف والغباء أن تأخذه الغيرة على مجرد تعليق لوحة الله يعلم صحتها من عدمه تحدد رسوماً مزعومة لأداء الصلوات ، رغم تأكيد القائمين على المسجد أنه لا علم ولا صلة لهم بها ، وهو ما يؤكد أن ما حصل ينحصر بين الفبركة القذرة والاستغلال السياسي الأكثر قذارة..
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم.