مؤامرةُ ديسمبر
الصمودُ اليمنيُّ خلال أعوام العدوان الذي أعجز دولَ تحالف العدوان أبهر العالَمَ الذي وقف مندهشاً أمام هكذا صمود أُسطوري رغم استخدام كُـلّ أنواع الأسلحة والجيوش واستيراد مختلف أنواع المرتزِقة وأحدث طيران جوي في التاريخ.
عجزت دولُ العدوان أمام شجاعة واستبسال المقاتل اليمني والعقل اليمني، هنا تدخّل البريطاني صاحبُ أكبر مقولة ماكرة في التاريخ وأسوأ سياسة عرفتها البشرية وهي سياسة (فرِّقْ تَسُـــدْ).
نعلمُ أن دويلةَ الإمارات ما هي إلّا تابعٌ وواجهةٌ للسياسة البريطانية والأمريكية التي قرّرت استخدامَ آخر أوراق العدوان وأخطرِها وهي ورقةُ الفتنة والتحريض.
وكان أنسب شخص لتنفيذ هذه السياسة هو عفاش بعينه؛ لأسبابٍ تتعلق بشخصه؛ كونه أكثرَ شخصٍ منغمس في المؤامرات والقتل والانتهاكات، فلم يمر رئيسٌ على اليمن بمثل تآمره وعَمالته وسُوءِ طوِيَّتِه، وهذا ما يشهدُ عليه تاريخُ حُكمه طوالَ ٣٣ سنة، ابتداءً من تآمره على قتل الحمدي والإخفاءات القسرية وحرب تصفية الحزب الاشتراكي اليمني العام ٩٤ وحروب صعدة الستّ وغيرها، وأسباب تتعلقُ بحزب المؤتمر، فقد كان لدى البريطاني معطياتٌ بأن سببَ هذا الصمود للشعب اليمني هو التحالفُ القائمُ ما بين أنصار الله وحزب المؤتمر الشعبي العام، وهذا التصوُّرُ الناقصُ لحقيقة الواقع وتضخيم دور عفاش في مواجهة العدوان؛ نتيجةَ خطاباته وأكاذيبه الإعلامية دفعَ البريطاني لاستخدامه كورقةٍ أخيرةٍ لكسر الشعب اليمني.
مؤامرةُ ديسمبر ليست خلافاً بين مكونَين على واقع سياسيّ أَو وجهة نظر، بل كانت مؤامرةً لكسر إرادة شعبٍ وإعادته إلى الوصاية، ويجب أن يُنظَرَ إليها في سياقها التاريخ كيف بدأت ومن أين ومن قِبَلِ مَن ولأي هدف؟
هذه أسئلةٌ جوهريةٌ حتى لا يأتيَ اليومُ الذي يُعتقدُ فيه بأن ما حدث خلافٌ بين إخوة ومكونَين وخيارين وقراءتين، فهذا غيرُ صحيح، فما حدث هو مخطّطٌ بدأ من أبو ظبي وهي ركيزةُ العدوان الأَسَاسية ومِن قبَل عميل يتبعُ هذه الدويلة عبر أحمد عفاش الذي كُلِّفَ بإدارة هذه المؤامرة؛ وبهَدفِ كسر صمود الشعب وإعادته إلى عهد الوصاية وإدخال أبو ظبي إلى صنعاء.
عندما نصوِّبُ هذا الأمر ويتضحُ جلياً هذا الدور وهو ما تكشّفَ بناءً على المعلومات في حينه، وما اتضح فيما بعدُ من تسريبات وتصريحات واضحة عن الدور الخياني لعفّاش وابنه أحمد وابن أخيه طارق عفاش -قائد مليشيات الارتزاق في الساحل الغربي- لَهو أكبرُ دليل على أن مؤامرةَ ديسمبر ما هي إلّا جزءٌ من مخطّطات العدوان والاحتلال لبلدنا، فلا فرق بين عفّاش في هذا الأمر وبين هادي ومحسن وحزب الإخوان، فكُلُّ هذه العاهاتِ السياسيّة التي دمّرت اليمنَ وأضعفته شريكةٌ مع أمريكا وبريطانيا ودول الذيل في محاولة إركاع الشعب اليمني.
ويجبُ أن تعلَمَ الأجيالُ القادمةُ بأن كُـلَّ هؤلاءِ عملاءُ ومرتزِقةٌ أهانوا التاريخ اليمني العظيم؛ بسَببِ عمالتهم.
مؤامرةُ ديسمبر سقطت تحتَ أقدام أطهارٍ من هذا الشعب الأبي عرفوا الهدفَ فرفضوه وقضوا عليه متوكلين على الله وعلى دعم كُـلّ شرفاء هذا الوطن رغم خطورة المؤامرة وحجمها وما حُشِدَ لها من زيف وتضليل متعمَّد للرأي العام ضد شُرفاءِ هذا الوطن الذين يقاتلون لحُرية واستقلال هذا الشعب بدمائهم، وقد اختصرها السيدُ القائدُ عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ- بعبارة واحدة عندما طلب الذهابَ إلى مقابر الشهداء ليعرَفَ الشعبُ مَن الذي يدافعُ عن كرامةِ وسيادةِ واستقلالِ شعبه، وهي خيرُ استفتاء.