ناكثُ العهود والمواثيق يكشِفُ عن أهدافه ومَــراميه في أول يوم “هُدنة”!!
تقرير/ محمد الباشا
توهّم العدوُّ الأمريكي السعودي، أن سريانَ “الهدنة”، التي سعى قبل غيره إليها، أصاب الشعبَ اليمني بالفتور والتراخي وجعله يتناسى التحشيدَ الساخطَ للجبهات، وأن أبطالَه في جبهات البطولة قد يغفلون عن أسلحتهم، إذ حاول أن يميلَ عليهم بعديد زحوفاتٍ وفي غيرِ جبهة، كما فعل في اليوم الأول لمزعوم “الهدنة” في ميدي زاحفاً من جيزان وقلل الشيباني غادِراً من قطاع عسير، ناكثاً بكل عهوده والتزاماته.
وضمن خروقات العدو الأخرق بجبهات الداخل هجومان شنَّهما مَــوَاليه بمأرب ودَحَرَهما أشاوسُ الجيش واللجان الشعبية، بل تمكّنوا أيضاً من استعادة وتأمين موقعين باتجاه التبة السوداء جنوب الربيعة في صرواح، كان يفرِضُ عليها العدو سيطرةً ناريةً.
بَـيْــدَ أن الشعبَ اليمني، وكما هو دَوماً، لم تنطلِ عليه الأساليبُ “المُهادِنَةُ” لقاتِلِــه في وقت الحرب والهدنة.
فبعـــد التحفُّــزِ الوثّابِ لقبائل خولان الطيال للثأر، أعلنت قبائلُ سنحان، في بيانٍ صادر عن لقائها القَبَلي، النكَفَ في أوساطها والبدء بتجهيز المقاتلين من كل منطقة “والتحرك بصورة عاجلة لكافة جبهات الصمود لصد الغزاة والمحتلين والمعتدين ومرتزقتهم بائعي وطنهم ودماء إخوتهم والانتقام لدماء اليمنيين عامة وأبناء سنحان خاصة التي أهدرها النظام السعودي بالسلاح والدعم الأمريكي”.
وجاء بيانُ سنحان في اليوم الأول “هدنة” مؤكِّداً استجابةَ قبائل سنحان لدعوة إخوانهم في خولان الطيال لكافة القبائل اليمنية للوقوف صفاً واحداً والتأهُّب لوضع حد للعدوان السعودي الامريكي.. معلناً بأن الدم اليمني واحد وأن قبائل سنحان كانت وما تزال ضد العدوان الهمجي وستستمر في التصدي له.
وبمرور يوم واحدٌ فقط كشَفَ أهدافَ العدو ومراميه من سعيه للهدنة وباتت واضحةً، إذ يرى مراقبون أنه يسعَى إلى أن يحقّقَ بالحصار الاقتصادي ومحارَبة الشعب اليمني في قُوْتِه وخبزه وقد أوشك على قناعة بعدم جدوى الحرب وذاق فشلَه على شتى صُــعُــدها، وأيضاً لأكلافها الباهظة عليه، مردفين أن العدوان يهدف في زمن الهدنة، متوخّياً فتوراً وتراخياً من قبل اليمنيين؛ لتحقيق تقدُّم كبير ومباغت عَجِزَ عنه والحربُ كاشفةٌ عن ساقَيها.
وبعكس ما كان يرومُه العدو من “هُدنته” المزعومة أثبت الشعبُ اليمني أنه يَقِظٌ ومشمِّرٌ عن ساعده وحاضرٌ في كل الأوقات والظروف، ولم يغفلْ التحشيدَ الساخطَ للجبهات لمجابهة عدوٍّ غادر؛ رداً على جرائمه البشعة ودَرْءاً لفظائع أكثر بشاعةً، يبيّتها وسيرتكبها حتماً، إن تَجَاوز جرائمه السالفة وتمكّن من مُرَاكَمَتِها في ذاكرة النسيان الأممي والعالمي الذي بدأ صوته يعلو ويتحـــــرّج، وإنْ يسيراً، بُعَيْدَ الجريمة الأمريكية والسعودية الكبرى في الصالة الكبرى.
ولا يغفل المتابعون أن للعدوِّ من الهُدنة أهدافاً أخرى تُغطّي سَـوْءتَه التي ظهرت أمام الأشهاد وفاح ريحُها النتن في أرجاء المعمورة، وكما قال ناطق الجيش العميد شرف لقمان بأن العدوانَ يريد من خلال هذه الهدنة، ممارسة مراوغة والتنصل من المسؤوليات القانونية والأخلاقية تجاه ما ارتكبه من مجازر وآخرها صالة عزاء “آل الرويشان”.
إذن ما يقتـــرفُه العدوانُ الأمريكي السعودي ومرتزقتُه، من غارات تقتُلُ الأطفال والنساء في بيوتهم في زمَــــن “الهُدنة” يؤكّد المؤكَّـــدَ بأن هذا العدوَّ لا يؤمَـــن جانبُه؛ لأنه لا يلتزمُ بما ألزمَ به نفسَه ولا ينفّذُ ما قطَعَه من عهودٍ ومواثيق، وما هُدنتَه إلا ذات المرامي والأهداف القَـــذرة التي لم تفُــت في عَضُدِ الأحرارِ من أبناء اليمن، “ولم تاكل بعقولهم حلاوة” كما يقولُ مَثَلُ إخواننا المصريين.