في مضمار المواجهة المفتوحة :ايران قادرة على محو اسرائيل من الخارطة
عمران نت / 27 / 11 / 2019
//تحليلات // زين العابدين عثمان كاتب ومحلل في الشؤون العسكرية
اليمن
في مضمار صراع التهديدات الساخن والتموضع العسكري والاستراتيجي الذي مايزال مستمرا بين ايران ومحور الممانعه من جهه ومعسكر” امريكا واسرائيل ” من الجهه الاخرى، تظل احتمالية نشوب الحرب المفتوحة بين المعسكرين مسألة قائمة خصوصا مع استمرار تموضع امريكا بالمنطقة وارسالها للقوات البحرية الامريكية وحاملات الطائرات والقاذفات الاستراتيجية ومنظومات الدرع الصاروخية THADواعادة نشرها في بحار الشرق الاوسط ودول الخليج ،لذا فحدوث الحرب امر مازال محتمل فقد تحصل وقد لاتحصل،، ولكن مايهمنا انه وفي المعسكر الاخر ايران ومحور المقاومة وبالتحديد ايران الذي هي اليوم القوة الاقليمية الاولى في الشرق الاوسط من حيث مستوى القدرات والامكانات التسليحية والدفاعية هي على اتم الجاهزية والاستعداد لاي سيناريو عسكري يتضمن حرب شاملة اومفتوحة مع امريكا واسرائيل ،،فايران من موقعها الاستراتيجي الذي يحكم قبضته على اهم المضائق بالعالم “مضيق هرمز “وما تمتلكه من اسلحة وقدرات متقدمة ومتطورة كبرنامج الصواريخ الباليستية صارت اليوم بفضل الله تعالى مقتدرة على مواجهة اي عدوان استباقي من قبل اسرائيل وامريكا والرد عليه اوتوماتيكيا “بنفس القوة والمستوى “.
“”قدرات ايران …والجحيم الذي ينتظر اسرائيل !!””.
ان الحديث عن ايران وقدراتها هو حديث عن الدولة الاقوى اقليميا والاكثر تفوقا من بين دول المنطقة من حيث التقنيات العسكرية والامكانات،،فايران دولة تمتلك قدرات دفاعية هائلة ومتطورة تحاكي قدرات الدول العظمى كما ان لديها ترسانة صاروخية هي الاعظم بالشرق الاوسط ،،فهي تملك صواريخ باليستية واستراتيجية بمخزون استراتيجي كبير جدا يفوق اي دولة بالمنطقة ولديها طرازات متقدمة من التكنولوجيا الباليستية المتنوعه فهي تمتلك (منظومات صواريخ سطح _سطح المضادة للقواعد والمنشئات الضخمة كمنظومة شهاب وسجيل وصواريخ مجنحة طراز كروز منها منظومة سومارSOUMAR ومنظومة هويزه الجوالة )الذي تتمتع بقدرات عملانية كبيرة جمعت الدقة والقوة التدميرية العالية وايضا المدى العملياتي الذي يتراوح مدى بعض المنظومات الحديثة منها وخصوصا الاستراتيجية من 1000كم الى 5000كم ” وهذا يعني حكما وصولها الى كل نقطة في الشرق الاوسط ..
انه وفي حال تم الاعتداء على ايران بضربة استباقية من معسكر امريكا واسرائيل، فان لدى ايران الجاهزية الكاملة على اطلاق نحو 4000 من الصواريخ الباليستية يوميا للرد والانتقام ، اي ان هناك مئات المنصات الصاروخية التي تنتظر ايعاز القيادة العليا لتنفيذ اكبر المناورات الباليستية ،، وبالنسبة لبنك الاهداف الذي رسمته الدفاع الايرانية ، فاسرائيل تحتل الرقم واحد في قائمة الاهداف اي انها ستكون مسرح العمليات الاول لهذه الصواريخ التي ستضربها ومن دون رحمة بضربات استراتيجية مركزه على عمقها الحيوي والاقتصادي ومنشئاتها ومراكزها الصناعية والنووية وغيرها وذلك وفق استراتيجية القصف الشامل التي ستعتمدها القيادة الايرانية للرد ” .
ان الجدلية العسكرية التي تقول بان لدى ايران القدرة الكاملة على محو اسرائيل في 30 دقيقة والذي طالما هددت بها المسؤولون والقيادة الايرانية في الاشهر الماضية لم تعد جدلية او مزايدة للحرب النفسية بل اصبحت”حقيقة ومسلمة”فايران اليوم وعبر برنامجها الصاروخي وتقنياتها الحربية المتطورة تستطيع ان توجه ضربات ساحقة وقاضية على اسرائيل وتسويت مدنها بالارض بالقوة والسرعة التي لاتستطيع فيها اسرائيل ان تفعيل قدراتها الدفاعية وتحمي نفسها او حتى ان تتدرع بالولايات المتحدة الامريكية .
فسيناريو الرد الايراني معد على متن استراتيجيات واسلحة ردعية ذات تقنية متطورة للغاية لاتتوقف عند الصواريخ الباليستية او المنظومة الجوية والبحرية ،،ولربما ان عملية اسقاط ايران في الفترة الماضية للطائرة الشبح دون طيار الامريكية “غلوبال هوك سلاح الجيل الخامس ” تعتبر صورة مصغرة عن كيفية وطبيعة الرد الايراني الذي قد يحيق باسرائيل في حال حدثت الحرب .
“قدرات اسرائيل ”
اسرائيل بكل ثقلها العسكري والتقني اذا ماقورنت بايران فهي لاتزال تعتبر خصما ضعيفا امام ايران ولا طاقة لها بان تكون الخصم الندي لايران وذلك ليس لانها تفتقر للاسلحة القوية والفتاكة فهي عمليا متفوقه على ايران بامتلاكها اسلحة دمار شامل واسلحة نووية ،لكن هذا لايعني انها خصم قوي فضيق مساحتها الجغرافية ومساحة المناورة التكتيكة والعملانية لاسلحتها ولقدراتها الدفاعية وقربها ايضا من ايران ، يجعلها ضعيفة وسهلة السحق ،خصوصا وان خصمها ايران الدولة التي تمتلك اكبر مخزون باليستي بالمنطقة والتي تستطيع تنفيذ عمليات قصف استراتيجية بزخات من الصواريخ كل زخة تتألف الى مانحوه 200 صاروخ باليستي من الصواريخ الدقيقة التي تحمل رؤوسا حربية تقليدية زنة الواحد منها 500 كجم من المواد شديدة الانفجار . بالتالي فلو تم حساب مساحة اسرائيل الجغرافية ومدى قدرة التدمير الذي قد تحدثه مئات الصواريخ الباليستية التي ستطلقها ايران في اول دفعاتها وفي اول ساعات المناورة سيكون الامر فوق مستوى الكارثة على اسرائيل وستكون الخسائر بارقام فلكية وهذا لاشك فيه .
صحيح ان اسرائيل تمتلك اسلحة نووية وايضا شبكة من منظومات الدفاع الجوي المتطورة جدا لكن هذه الاسلحة وهذه المنظومات لايمكنها ان تحقق التفوق المطلوب في حلبة المواجهة ضد ايران ،،فالدفاعات الجوية رغم ان اسرائيل تمتلك منها انواع متعدة كمنظومة القبة الحديدة ومقلاع دواود وحيتس 2 ومنظومة ثاد الامريكية وغيرها لكن هذه الشبكة الدفاعية لايمكنها ان تحقق التفوق العملاني المطلوب امام حجم الصواريخ الباليستية التي قد تطلقها ايران دفعه واحدة فما إن تبدأ الحرب ستشهد سماء اسرائيل اكبر عرض باليستي يضرب منشئاتها وبناها التحتية والعسكرية.
نحن ندرك كدقدير موقف ان عدم مهاجمة ايران من قبل اسرائيل وامريكا الى الان رغم حجم التهديدات والتموضع ، هو ناتج عن عجز وضعف استراتيجي وتقني للامريكي وللاسرائيلي بالمقدمة وذلك في مسألة احتواء هجمات ايران الانتقامية ابان اندلاع الحرب،فالترسانة العسكرية والتكنولوجية التي لدى امريكا واسرائيل رغم مستواها المتطور جدا لكن لن يكون بمقدورها السيطرةعلى حرب مفتوحة المصراعين مع دولة قوية كايران،، فاذا ما اندلعت فانها ستلهب الشرق الاوسط باكمله وتباغت القوات والقواعد 36 الامريكية بالمنطقة وتدمرها في اول ساعة اشتباك و كما انها ستودي باسرائيل من الخارطة