الطفولةُ المنسية !
عمران نت / 25 / 11 / 2019
// مقالات // أميرة السلطان
كانوا مجتمعين هناك والأصواتُ تتعالى في كل الأرجاء .
طفلٌ يحملُ حقيبتهُ ويتجه صوبَ مدرسته ، وآخر يجري نحو أبيه ليشتري له كراسة رسم
أما تلك الطفلة الصغيرة فهاهي تطيرُ فرحاً لأنها حصلت على تذكرة سفرٍ لقضاء العطلة في بلد تحلم بزيارته منذ زمن .
كان في أعينهم بريق جميل لايمكن وصفه.
تلكَ هي الطفولةُ الطبيعية والتي يعيشها جميع الأطفال في العالم كأبسط الحقوق التي يجب على من حولهم أن يوفروها لهم .
أما عن الطفولةِ في بلدي فلها حديثٌ ذو شجون عنوان عرض مؤلم ، وفي ثنايا كل زاوية فيه حكاية تروى .
فهناك أطفال ناموا وهم يحتضنون حقائبهم للذهاب إلى رحلة بعد أيام للدراسة في المراكز الصيفية ليأتي الصباح وكلاً لديه أشياء يريد أن يعيشها في تلك الرحلة فكان الصاروخ أقرب إليهم من أحلامهم .
أما عن إشراق فقد ظلت طوال ليلتها تذاكر دروسها لكي تنال الدرجات النهائية في الاختبار فتكون تلك الغارة التي سرقت روح تلك الطفلة البريئة .
أما عن طفل الحديدة فحدث ولا حرج ، حصار ، وقهر ، وتهجير
فالطفل فيها لم يعد يحلم بمدرسته أو بقلم وكراسة وألوان ، بل أصبح كل هاجسه هو كيف بالأمكان أن يحصلَ على كسرةِ خبزٍ تسدُ جوعه وقطرة ماءٍ نظيف وبيت يقيه من أشعة الشمس.
عن ماذا نتكلم في اليمن ، وعن أي شيء نكتب ، هل نتكلم عن قصف المدارس لكي يمنعوا أطفالنا من الدراسة ?!
أم نكتب عن حصارهم لمنافذ الدواء والغذاء حتى باتت المجاعةُ هي العنوان الأبرز عند الحديث عن الوضع الإنساني في اليمن .
وبينَ كل ما يحدثُ في اليمن من جرائم وأنتهاكات وخروقات أطرح هنا تساؤلاً:
أين هم من أقروا يوم للطفولة العالمي من كل هذا ?!
هل أطفال اليمن يشملهم هذا اليوم أم أنهم سقطوا سهواً من قائمة أطفال العالم .
أين أنتم من أطفالٍ تتقطع أجسادهم كل يوم إلى أجزاء صغيرة ?!
أين تلك الحقوق التي كفلتموها للأطفال وهم يبحثون عن أدنى درجات العيش الكريم.
أين أنتم من طفل يقول ” إذا لم يتوفر الأكسجين سأموت ” حتى أصبح ذلكَ الطفلُ وأمسى يعدُ أنفاسه عداً منتظرا للموت أنتظاراً !!
أين إنسانيتكم من طفلٍ قصف فيصيح خوفا ” ما أشتي أبرة”
أين أنتم من كل هذا ?!
ففي اليمن طفولةٌ مذبوحة …طفولة منسية
لا يلقِ لها العالم بالا ولا يجعلها في قائمة أهتماماته.
ما يحدثُ للأطفالِ في اليمنِ جريمة حربٍ ، وسجن إبادة كبير .
#اتحادكاتباتاليمن