الجنوب والهروب إلى الجحيم
عمران نت / 24 / 10 / 2019
// مقالات // صادق المحدون
ربما ومن المؤكد أن النخب المتصارعة في الجنوب تحت إشراف المحتل لا يوجد لها مثيل في كل العالم والأغرب من ذلك أن تنتمي تلك النخب إلى بلد عريق مثل اليمن ذي النزعة العربية الأصيلة والمقاومة لأي استعمار ، هذه ليست مبالغة فنحن أمام مفارقات عجيبة صنعتها أيادي البطش واللاانسانية المتوحشة في زمن الرأسمالية الصهيونية المتفحشة ، انا هنا لا ابالغ في المصطلحات لغرض الكراهية لأحد فالجنوب هو شعبنا اليمني ونحن الجنوب ولكن أرى أن الصيرورة العكسية للأحداث نسير نحو الهاوية عكس تماما لما يتطلبه الواقع الراهن والأسوأ من ذلك أنه يتم عبر أيديولوجية زائفة وهمية تغذي هذه العقول العفنة المتصارعة على المصلحة القابعة تحت عبودية المحتل القذر والأقذر منهم وهو عبد لأمريكا وال سعود ، هذة العقيدة المناطقية التي تلهث وراء الاستقلال بنير العبودية للاحتلال والحداثة من خلال رجعية مقيتة وتخلف رهيب بل ويتباهون بذلك هي مزيج من السلفية الداعشية والمناطقية البحتة والشمولية بما لها من سلبيات أثرت على مكون كبير من شعبنا في الجنوب وأصبح هو الضحية ، وبات ما يظهر لها من سلبيات واضح للعيان فالقتل والاغتيالات وهتك الاعراض ونهب الثروات والآثار وتمزيق النسيج الاجتماعي أصبحت أمور واضحة وكارثية بل والأدهى والأمر أن يؤصل لها من النخب الثقافية والدينية والسياسية كخيار شعب يطمح إلى الحرية والاستقلال كالمستجير من الرمضاء بالنار وأعتقد أن هذه الحالة لم يتعرض لها شعب من قبل فهي حالة نادرة في احتلال الشعوب ساعد في ترسيخهاعوامل عديدة منها التكبر والتعجرف وعدم الاعتراف بالآخر ونكران الجميل والتمادي في الخصومة ونكران الأخوة مقابل نكران الذات والايثار والتضحية من أجل الاخوة والمصير المشترك ، كل ذلك يحصل في ظل تراجع الوعي الشعبي بشكل رهيب ومستوى الوعي للخروج من المأزق هو صفر بل سالب تحت الصفر وإذا كان حاميها حراميها فإن حامي
حراميها هو المواطن المسكين الذين ذهبوا به بعيدا ليقاتل في شمال وشرق الشمال لنيل استقلال الجنوب المحتل من أعداء الجنوب والشمال معا ، أليس هذا هو عمى يوم تعمى القلوب وليس الأبصار، الهوة تزيد اتساعا و تزداد سوءا والداء أصبح مستفحلا والمحتل أظهر نواياه الخبيثة ومشروعه الشيطاني ولما تستقر اقدامه على أرض الجنوب والنخبة العميلة أضحت حالها كحال المومس العاهرة التي تترجى السجان أن يكرر فعلته يوميا دون أدنى اعتبار الشرف والعار، هل يحصل مثل هذا في اي شعوب العالم أيها الإخوة ولا حتى بين شعوب تعبد البقر والنار لا يوجد ولا شعوب لم يكن لها أي اصل فمابالك بشعب من أقدم شعوب الأرض ،أليس ذلك هو التنكر للدين والقيم والهوية والتاريخ والحضارة ، أن بريطانيا احتلت شعوب الأرض ولكنها احتلت شعب وغرست فيه بذور الذلة والانحسار والانكسار منعها ثورة 14 أكتوبر و التي لم تتمكن من أن تنبت في سابق عهد إلا في زمن نخبة قذرة من عبيد باعوا اوطانهم من أقذر العبيد لامريكا.
أبها الشعب في الجنوب أن الفردوس المفقود الذي تبحث عنه في جيب الإمارات أصبح لهيب ناره يدخل إلى كل بيت فهو لم يكن إلا جحيم الاحتلال وهذا في البداية ولم يظهر من الجمل إلا اذنه ،ألم يان للجميع ان يعتبروا ويتواضعوا وينظروا إلى الواقع ويستفيدوا مما يحصل مع العلم ان هناك الكثير من الشرفاء الأحرار أحفاد لبوزة وعنتر سيكون لهم دور إذا نفضوا غبار الذل والمسكنة . ان ما يجري في
الجنوب اليوم عبارة عن متناقضات واقطاب متنافرة
اضاعت هويتها الاصيلة لتلحق بركب هوية اصطناعية مزيفة استعمارية ولم يتمكنوا منها بين الأصالة والعولمة الأمريكية بل هم اليها أقرب وهي علمانية في مظهرها وفي جو هرها داعشية متطرفة لا تقبل بالآخر وتتلذذ بالمناطقية تحاول أن تتجسد في جسد واحد ولكنها هي من تطعن ذلك الجسد وتمزقه بمناطقيتها النتنة الغبية ، لكن هيهات هيهات لنا أن نسكت عن ذلك فالجنة هو الشمال والشمال هو الجنوب والاحتلال لا بد أن يرحل تخت ضربات هذا الشعب الجبار بقيادة قائد مغوار وبرعاية ملك قدوس جبار
ملتقى الكُتَّاب اليمنيين