احتفال في ظل احتلال
عمران نت / 18 / 10 / 2019
// مقالات // صفاء فايع
من المضحك المبكي حقاً أن نشاهد الجنوبيين في عدن يقيمون الاحتفالات بمناسبة العيد 65لنجاح ثورة ال14من أكتوبر ؛تلك الثورة التي كانوا وقودها وصواريخها وقنابلها والتي أجلت في حينها 30000 جندي بريطاني من اليمن ، ومن الخزي والعار أن يقوموا بترديد صرخات الحرية احتفاءً بهذه المناسبة في الوقت الذي يقبعون فيه في ظل احتلال لم يترك لهم من الحرية والكرامة مايحفظون به ماء وجوههم ، وكأنما هم بذلك كالعاق الذي يرمي والدته في الشارع ويتغني في مارس بعيد الأم !
أي مواطن جنوبي في ظل المستعمر الجديد لايستطيع التحرك من مكان إلى آخر في بلده إلا بتأشيرة من الإماراتي والسعودي أيادي الأمريكي والبريطاني ذلك المحتل القديم الذي فتح للغزو الجديد الطريق والباب لعودة الاحتلال وذلك من خلال ترسيخ مبادئ مايسميها (المواطنة والمسالمة) الغريبة ولا غرابة فهو مصطلح غربي استخدم للوصول إلى أهداف واضحة وجلية ، كان أهم ركائزها ترك حمل السلاح نهائياً حتى السلاح الشخصي العادي الذي طالما تمسك به اليمني الحر كنوع من التمسك بهويته اليمنية ورسخ بذلك معاني الشهامة والرجولة والتي يشار بها في اليمن إلى “لابس الجنبية وحامل الآلي”.
وبالرغم من أن اليمني يحمل حب السلام وحب الوطن في قلبه وتصرفاته ويتعايش مع الجميع بدون صراعات لكن المستعمر القديم استطاع أن يرسخ في عقل المواطن الجنوبي أن ثقافة حمل السلاح باطلة وعادة جاهلية سيئة وخطيرة على المجتمع ، فتخلى عنها للأسف لكنه لقي بذلك من الهوائل ماتشيب له الرؤوس ..وهانحن كل يوم نسمع في عدن عن جرائم تندى لها جبين الإنسانية (اختطافات ،اغتصابات ..عصابات مخربة ..نهب لأموال الناس وابتزازات ..جرائم قتل وانتحارات وقصص في الخفاء لنزوح الكثير من المناطق الجنوبية إلى الشمالية بحثاً عن الأمان).
فكيف لإولئك العظماء الأعزاء الذين تحركوا ذات يوم أمام محتل لئيم أراد أن ينهب ثرواتهم وينتهك أعراضهم ويسيطر على أراضيهم لكنهم ورغم قلة إمكانياتهم واجهوا بكل شراسة الدولة التي لاتغيب عنها الشمس حتى طردوها شر طردة ، وهزموها شر هزيمة فخرجت خائبة مدحورة بآلياتها وعتادها وإمكانياتها ، فكيف لهم أن يُهزموا اليوم ويُسلموا لغازي رخيص رقابهم وحريتهم وكرامتهم ؟!! كيف لهم أن يتحولوا من عرب أقحاح ويمانيين أشداء إلى عبييد لثلة أنجاس محتلين ؟ يحاربون بني وطنهم الذين يريدون لهم الحرية بل ويطردون إخوتهم من مناطقهم خدمة للمحتل وتسهيلاً له ليمتهن كرامتهم؟ كيف لهم ذلك !!
إن ثورة ال14من اكتوبر كان أبطالها وثوارها هم الجنوبيين الأحرار فيجب أن يستلهموا منها الدروس التي كانوا هم صفحاتها وكتبها ومجلداتها ويعيدوا لمناطقهم حريتها وكرامتها ، ولتكون منطلق لدحر كل غازٍ محتل وهي دعوة منا إليهم أن يغتنموا فرصة مبادرة المصالحة الوطنية الشاملة التي دعى إليها المشاط ويضعوا أيديهم في أيدي إخوتهم من جميع المحافظات والمناطق وليلحقوا بالمحتل شر هزيمة ، فمايحدث في الجنوب مؤلم ومخزٍ وعار لايرضى به أي مواطن يمني حر.