المحاضرة الثالثة للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي ضمن سلسلة محاضرات المولد النبوي 1440هـ
عمران نت / 16 / 10 / 2019
من هدى القرآن
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله خاتم النبيين.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وارض اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين وعن سائر عبادك الصالحين.
أيها الإخوة والأخوات..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
نواصل الحديث على ضوء الآيات المباركة التي تحدثنا عن نعمة الله ومنته علينا على عباده الأميين ببعثة رسول الله خاتم النبيين وسيد المرسلين محمد صلوات وسلامه عليه وعلى آله إليهم الرسول الذي هو رحمة للعالمين كما قال الله جل شأنه ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) الذي جعل الله به وبما أنزل معه من الهدى الخلاص للبشرية الفرج الفوز السعادة الخير في الدنيا والآخرة.
سبق في الآيات المباركة حديث مهم عن الرسالة الإلهية في مضمونها المهم المتمثل بكتاب الله بآياته المباركة وحركة الرسول صلوات الله عليه وعلى آله على هذا الأساس حركته بالرسالة حركته بالقرآن الكريم بآيات الله التي يتلوها على الناس آيات الله التي هي أعلام على حقائق حقائق من النور حقائق من البينات حقائق عن الواقع حقائق من التشريعات حقائق من العقائد، آيات الله سبحانه وتعالى تمتاز بهذه الميزة أنها كلها حق حقٌ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه كتاب الله هو حق محضٌ خالصٌ لا تشوبه أي شوائب أبدا ومن نعم الله أن حفظ لنا القرآن الكريم في نصه سليما من أي تحريف ولذلك عمد الآخرون من المضلين والمبطلين والمفترين إلى التركيز على أسلوب آخر عندما كانوا عاجزين عن تحريف النص القرآني ولم يتمكنوا من ذلك كما فعلت اليهود في السابق فحرفوا التوراة وكما فعل أولئك المضلون الذين حرفوا الإنجيل أو كادوا أن يضيعوه بشكل كبير كان هناك عجز لكل فئات الضلال من المحسوبين على الإسلام ومن خارج الأمة الإسلامية كل فئات الضلال عجزت عن تحريف النص القرآني لحفظ الله له، كما قال الله جل شأنه [إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ] هذه نعمة عظيمة جدا، الرسول تحرك يتلوا آيات الله آيات الله التي هي حق وصدق وعدل ليس فيها ما يجافي الحقيقة أو يتجاوز الحقيقة أو ينقص عن الحقيقة كما قال الله جل شأنه [وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلا لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ] حقائق لا يستطيع أحد أن يبدلها أبدا ولا يأتي في الواقع حتى عبر الزمن في امتداده إلى قيام الساعة لا يأتينا يدل على بطلان تلك الحقائق التي نصت عليها آيات القرآن الكريم لأنها آيات الله جل شأنه التي هي من منبع علمه وحكمته وهو جل شأنه عالم الغيب والشهادة يعلم السر في السماوات والأرض لا يخفى عليه شيئا أبدا في واقع الخلق الحياة لا في الماضي ولا في الحاضر ولا في المستقبل، فالرسول تحرك بهذه الآيات التي هي تدل على الحق تدل على الخير تدل على الصلاح تدل على ما فيه حل لمشاكل الناس تدل على ما يوجه الله إليه ويأمر به مما هو من دينه سبحانه وتعالى تدل الناس على الخير في الدنيا والآخرة وعلى سبيل النجاة من عذاب الله وسخطه وإلى ما فيه مرضاته سبحانه وتعالى، وآيات لا ريب فيها ولا شك فيها لا في أنها من الله هذا أمر محتوم وثابت وقاطع ولا فيما تضمنته باعتباره حق وحقائق وباعتباره خير ورشد لهذا الإنسان، وحركة الرسول صلوات الله عليه وعلى آله بالكتاب يتلو آيات الله وكما قلنا تلاوة مرتبطة بمسيرة عملية تلاوة للآيات التي يهدي بها يهدي بها هداية تتصحح من خلالها أفكار الناس ثقافاتهم مفاهيمهم تصحيح للواقع إصلاح للواقع تغيير للواقع نحو الاتجاه الصحيح [يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ] وتحدثنا بالأمس عن أهمية التزكية للنفس البشرية وأنها ركن أساس في تغيير واقع الناس وفي إصلاحهم وإصلاح واقعهم وركن أساس في المشروع الإلهي [ويعلمهم الكتاب] وتحدثنا كذلك عن كيفية هذا التعليم والحكمة وصلنا إلى هذه النقطة موضوع الحكمة وهو أيضا موضوع رئيسي وهو من أعظم ما في القرآن الكريم من أعظم ما في رسالة الله من أعظم ما تستفيد منه الأمة من رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الحكمة الإنسان كإنسان وحتى كفرد والأمة كأمة في أمس الحاجة إلى الحكمة لتكون تصرفاتهم حكيمة لتكون مواقفهم حكيمة لتكون أعمالهم حكيمة لتكون أقوالهم حكيمة لتكون رؤاهم حكيمة الإنسان يحتاج إلى الحكمة كرؤية كرؤية كفكرة لأنه ينطلق على أساس رؤية عملية معينة عنده فكرة معينة يتحرك في هذه الحياة على أساسها أو يتخذ موقفا بناءً عليها، إذا كانت تلك الرؤية والفكرة خاطئة غير صحيحة غير صائبة ينتج عن ذلك تصرف غير صحيح أو موقف غير صحيح أو عمل