إلى شهداء مجزرة زفاف سنبان
عمران نت / 10 / 10 / 2019
// مقالات // عبدالجليل الموشكي
الثامن من اكتوبر، ماذا يعني هذا اليوم بالنسبة لليمنيين؟
لنغمض عيوننا للحظات ولنعد بمخيلاتنا أربع سنوات حتى نقف على عتبات تلك المأساة الكبرى يوم 8 اكتوبر 2015، وبالتحديد حينما كان طيران العدوان السعودي الأمريكي يشن غاراته على زفاف أولاد المواطن محمد صالح بمنطقة سنبان بمحافظة ذمار في منزله المكتظ بالحاضرين من الرجال والأطفال والنساء، ليسقط أكثر من 100 شهيد وجريح من بينهم العرسان واطفال ونساء؛ هل شاهدتم ركام ذلك المنزل المكتظ بالبشر؟ وهل سمعتم صراخ أولئك الجرحى من الرجال والأطفال والنساء؟ وهل ترون تلك الجثث المتفحمة التي لا ذنب لها سوى أنها يمنية، أو أنها حضرت زفافاً لم تكن تعلم بأن فوقها من يتربص بها ليحول فرحها الى مأتم؟ حينئذٍ لم يكن قد مر منذ بدء العدوان سوى خمسة شهور، ولم تكن هي المجزرة الوحيدة بحق الأفراح في اليمن فقبلها بعشرة أيام كان التحالف الإجرامي قد قتل وجرح أكثر من 130 من الأطفال والنساء والرجال في زفاف بمنطقة واحجة بذباب تعز، وبعدها بسنة تماماً قصفت طائرات التحالف عزاء آل الرويشان في القاعة الكبرى بصنعاء وفي نفس التأريخ 8.اكتوبر. 2016 وكأن القتلة أدمنوا دماء اليمنيين وهم متجمعون والنخبة بالذات، وفي 24 أبريل 2018 استهدفت طائرات العدوان زفاف في بني قيس بحجة ناهيك عن مئات المجازر بحق المدنيين، والعدوان بهذا يقتل اليمنيين في فرحهم وفي حزنهم فهو أصلاً لم يسمح لهم حتى بالبقاء على قيد الحياة، فلنفتح أنظارنا الآن ونرى هل سقطت جرائم التحالف بالتقادم؟
كلا ما سقطت ولن تسقط البتة، إنما تصاعدت وتيرة المواجهة والتهبت الدماء للأخذ بالثأر، وحتى اللحظة لم تنم أعين الجبناء لأننا لم نقف مكتوفي الأيدي، وسل الطيران المسير الذي يسري ووقوده مظلومية الجيل ودماء وأشلاء الاطفال، ويصل حتى أرامكو ليشعل فيها أعمدة اللهب ويضرب النظام السعودي في مصدر عنجهيته وغطرسته؛ النفط؛ الذي ألب علينا العالم وبعون الله كانت الضربات في مقتل، والفرق بيننا وبين عدونا هو أننا رغم ما تعرضنا له من القتل والدمار، لم نهن في ابتغاء القوم، ولم نتجاوز المبادئ الدينية والإنسانية على عكسه تماماً، والشاهد أن ضربات البالستيات والطيران المسير لم تقتل مدنيًا واحدًا، بينما يستمر تحالف الشر في ارتكاب المجازر بحقنا حتى في هذه الأيام ونحن نمد أيدينا للسلام ومن منطق قوة خصوصاً بعد عملية نصرٌ من الله الحدودية وتوازن الردع الأولى والثانية، التي صاح العالم حيالها جراء خسارة السعودية نصف انتاجها النفطي، بينما لم يجرؤ العالم على كسر قاعدة البترودولار الجليدية السوداء التي تشكلت على ضمير العالم إزاء قتل عشرات الآلاف من أبناء شعبنا وحصار الملايين وقصفهم طوال خمس سنوات من الابادة الجماعية، وكلما طال صلفهم طال نفسنا الذي نقاتلهم به منذُ الوهلة الأولى، ومع ذلك يزيدنا موقفنا شموخاً وصموداً وعنفوان، وبالمقابل يتهاوى أعداؤنا الى قعر جهنمنا البقيع فطالما أمعنوا في قتلنا وحصارنا، وليعلم الذي لم يعلم أن العالم وما فيه من نفط ومال لن يساوي قطرة دم يمنية، وأن لنا مع المجرمين لقاء طال الزمن أو قَصُر، وقف العدوان أو لم يقف، وفي هذه اللحظات نقول لكل شهيد في مجزرة زفاف سنبان وغيرها من المجازر في كل شبر من أرض الوطن الحبيب؛ دماؤكم لم تذهب هدراً ، ونجدد لكم العهد أننا لن نفرط فيها ما حيينا، فموقفنا ثابت ومبدأي في الدفاع عن أنفسنا حتى تحقيق النصر والسيادة والاستقلال عما قريب بإذن الله.