والله مايدعني كتاب الله أن أسكت
عمران نت / 27 / 2019
// مقالات // صفاء السلطان
تمر الأمة بعدة انكسارات بعد مقتل اﻹمام علي ومن ثم اﻹمام الحسن ثم الحسين تتوالى الصدمات باﻷمة إلى أن يصل الحال بهم إلى أن تصبح أمة مهانة يحكمها الطغاة والمستكبرين حكومات يقودها اليهود والنصارى …لم يكن بيد الإمام علي بن الحسين (عليهما السلام) إلا أن يربي أبناءه على الجهاد ، فكان مما خرج به ﻷمة جده رسول الله صلوات الله عليه وآله أن نفخ في زيد روحا مغايرة عن أخيه الأكبر روحا تدعوا لقتال الظالم وعدم السكوت عن المتجبر مهما كانت التحديات والعقبات أمامه فمن كان مترسخا في نفسه الخوف من الله انطلق وهو لايخاف أحدا إلا الله.
*اﻹمام زيد يراقب عن كثب ماوصلت إليه أمة جده *:
تمر الأيام بزيد الشاب الناشئ على كتاب الله والعترة الطاهرة زيد الذي لم يترك القرآن قط من بين يديه فماكان له من نطق إلا والقرآن سابق لنطقه وما من فعل إلا وكان القرآن مصداقا لفعله حتى لقب ب ( حليف القرآن ) …. ولأنه حليفا للقرآن فقد كان لا يقبل بأن يرى ماقد وصلت إليه اﻷمة من انحطاط بفعل تركهم للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فذاك يسلب حقه وذاك تنتهك حرمة داره وذاك تغتصب أرضه انحطاط مابعده إنحطاط شرب للخمر وممارسة للفواحش مجتمع لم يعد يطبق أدنى الحدود لدين الله ، فكانت كل هذه الأشياء والتجاوزات لحدود الله الدافع اﻷكبر لقيام ثورة اﻹمام الأعظم زيد بن علي عليهما السلام.
زيد بن علي يلجم ألسنة المستكبرين والجبابرة :
بعد أن رأى اﻹمام زيد أخلاقيات المجتمع المسلم تتهاوى ماكان منه إلا أن يتحرك بتوعية المجتمع آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر مقيما لحدود الله ، إلى أن تصل أخبار تحركاته إلى الشام وحاكمها اﻷموي الظالم هشام بن عبدالملك والذي بدوره تحرك لاستدعاء اﻹمام زيد عليه السلام وبعد أن يدخل عليه اﻹمام زيد يرى بأم عينيه ماوصلت إليه تلك الدولة التي تسمي نفسها أنها حامية للدين ، دولة يجلس في مجالسها يهودي يسب ويستهزئ برسول الله دون أن يحرك في مشاعرهم أي غيرة أو حمية ، فيعترض اﻹمام زيد على كلام اليهودي قائلا له :
(ياكافر أما والله لئن تمكنت منك لأختطفن روحك .. ) وكعادة الجبابرة المداهنون لليهود كان رد هشام للإمام زيد بألا يؤذي جليسه اليهودي ..
وفي موقف آخر لﻹمام زيد أنه دخل على هشام بن مروان وقال له ( اتقي الله ياهشام) بالرغم من علمه المسبق بأن هشام قد حذر في يوم الحج بأن من قال له أن يتقي الله فسيكون جزاءه الموت ؛ فما كان من هشام أن يرد عليه باستهزاء وسخرية وقال له : مثلك يأمر مثلي بتقوى الله ؟؟
فماكان من زيد الثائر إلا أن يطلق صرخات مدوية مستنهضاً بهم الهمم وكان من أعظم أقواله
( (والله ماترك قوم قط حر السيوف إلا ذلوا )) يناصح العلماء بأن يتقوا الله وبأن يتحملوا مسؤولياتهم كما يجب بإحياء اﻷمة لا تدجينها؛ لأن العالم لايوجد له أي عذر بأن لا يأمر بمعروف وأن ينهى عن منكر لا رغبة ولا رهبة ، يتحرك في أوساط المجتمع ليحيي فيهم روحية الجهاد والإستبسال لتشتعل أخيرا ثورة المستضعفين على الظالمين .
اﻹمام زيد شهيدا:
تنادي صرخات الحق كل قلب كاره للظلم رافض للذل وللخنوع يتحرك من الجيش نحو ثلاثمائة جندي بعد أن خذله معظم الجيش يحاصر الإمام زيد جيش اﻷمويين حتى تكاد المعركة تحسب للقلة الصابرة ، ولكن جيش الغدر من بني أمية يلجأ لاستخدام السهام يسقط معظم الجيش شهيدا لتصيب أحد السهام الغادرة الجبهة الشريفة للإمام ًٍ زيدٍ عليه السلام ( لتحلق عيناه الشريفتين إلى السماء قائلا :
(( الشهادة الشهادة الحمدلله الذي رزقنيها )) .
منهجية اﻹمام زيد بيننا اليوم :
إن منهجية اﻹمام زيد عليه السلام تتجسد اليوم في واقعنا في أنصع وأعظم صورها فتلك المنهجية العظيمة التي همها الأول بناء دولة إسلامية قائمة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والعودة بالناس إلى القرآن الكريم وإقامة القسط بين الناس ، هي ذاتها المنهجية التي قامت على أساسها ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر التي زلزلت عروش الطغاة والمستكبرين ولم تقبل بأن ترى المستكبرين يعبثون ويتلاعبون بحقوق المواطنين ومقدراتهم وبثروات البلد فما كان من ثورة اﻷنصار إلا التحرك ﻹقتلاع جذور الفئات المستحكمة في هذا البلد ، وكما كان همك الأكبر وأنت في جيشك مربيا ومعلما لهم قائلا ( البصيرة البصيرة ثم الجهاد) فها هو السيد القائد يعلمنا ويبصرنا ويوعينا قائلا 🙁 أنه لا ينفع المجاهد إيمان بلاوعي ) ،وهي ذات المنهجية التي يقاتل على إثرها المجاهد اليمني العظيم الذي ضرب أعظم الملاحم البطولية ضد الجائرين ، همه الوحيد هو أن يستحكم العدل بدلا عن الظلم ، الحق بدلا عن الباطل ، فهذا أحد المجاهدين يقولون له لماذا تذهب وتقاتل يرد عليهم : ( والله مايدعني كتاب الله أن أسكت ) وذاك الشهيد القائد تأتي مكاتبات من أحد الطغاة قائلا له : ( اترك ما أنت عليه علينا ضغوطات من أمريكا ) يجيب عليهم الشهيد القائد رضوان الله عليه : (( أنتم عليكم ضغوطات من أمريكا وأنا عليا ضغوطات من الله .. )) تلك هي منهجية واحدة أساسها ومنبعها وقائدها واحد هو رسول الله صلوات الله عليه وآله ؛ فقد أحيا دم اﻹمام زيد اﻷمة من بعده فشجاعة اﻹمام زيد غرست شجاعة لانظير لها في نفوس مجاهدينا ، فهاهي اﻹبرامز تدمر بل والمدرعات والطائرات وهانحن بقوة الله نستهدف أماكن اقتصادية في عمق ديار الظالمين ، وهاهي صرخة الحق الهاتفة بموت المستكبرين والبرائة منهم تدوي وتكاد تخرس آذانهم ، وما تلك ياإمامي زيد إلا منهجية
( والله مايدعني كتاب الله أن أسكت ).
# اتحاد _كاتبات _اليمن