لأنه حليف القرآن ثار على الطغيان وما سكت
عمران نت / 23 / 9 / 2019
// مقالات // نوال أحمد
الإمام الأعظم زيد بن علي عليهما السلام ؛ إمام الأئمة نبراس العلم ومصباح الهداية ؛ مفتاح الوعي ونور البصيرة ؛ حليف الذكر المبين ؛ وإمام من أئمة أهل بيت رسول الله الطاهرين ؛ من جاهدوا وضحوا ومن على أياديهم وبدمائهم نصر الله الدين.
الإمام زيد عليه السلام الذي تحرك ولم يسكت ؛ وثار امام الظلم والظالمين والمنكر آنذاك ؛ تحرك سلام الله عليه بحركتة القرآنية ليغير من الواقع المؤلم الذي كانت تعانيه الأمة ؛ جراء تسلط الأمويين وجبروتهم فما كان منه إلا ان قام بثورة ضد أولئك وعلى رأسهم هشام بن عبدالملك الذي طغى وتسلط على رقاب الناس وأمتهن كرامتهم وأذلّهم ؛ وأكل أموالهم واستعبدهم..
الإمام زيد عليه السلام بعلمه وحلمه ووعيه وبصيرته العاليه التي إستقاها وإستوحاها من كتاب الله وورثها عن آبائه وأجداده الكرام ؛ آل بيت النبوة الأطهار صلاة الله وسلامه عليهم..حمل مسؤوليته كما حملوها في نصرة هذا الدين وإقامته وإصلاح واقع الأمة من حولهم ؛ الإمام زيد عليه السلام حركته الأحداث والواقع المرير والمؤلم .
فقام بثورة مباركة ليجابه طاغية ذلك العصر المسمى هشام لإيقافه وردعه عن ظلمه ؛ قام بثورة تغيير للواقع وتحرر من الظالمين والمستبدين ومواجهة الظلم والظلام الذي كان قد وقع على الناس آن ذاك من طاغية عصره الأموي “هشام بن عبدالملك“ الظالم الباغي.
الإمام زيد عليه السلام احيا بثورته أمة حين فتح لها باب الجهاد في سبيل الله وفي سبيل نصرة الدين وإعلاء كلمة الله عز وجل ؛ رغم خيانة اصحابه الذين خانوه كما خانوا جده الحسين عليهما السلام ؛ إلا أنه ماهان وما ضعف ولا تراجع خرج ثائرا حراً أبياً مقاتلاً في سبيل الله ؛ أخرجه ذلك الظلم والجبروت والجُرم والطغيان الذي كان يُمارس بحق ابناء هذه الأمة وما كان يشاهده من ظلم الظالمين لعباد الله من المستضعفين .
تحرك سلام الله عليه ولم يبالي بخيانة اصحابه وقد قال حينها في موقف يعبر عن العزة والحرية والكرامة وعظمة أهل الإسلام المحمدي الصحيح “والله لو لم اكن الا انا وابني يحي لقاتلتهم ؛ وحين جُرح سلام الله عليه في ميدان المعركة قال لأولئك الذين تخلفوا عن القتال “والله ما كره قوم حر السيوف إلا ذُلوا “ نعم ..إنه الإمام العظيم زيد بن علي عليه السلام الذي كان يحمل هذه الروحية روحية العزة والكرامة و الغيرة على هذا الدين ؛ روحية البذل والعطاء ؛ واستشعار المسؤولية في الجهاد والتضحية لأجل نصرة هذا الدين والمستضعفين ؛
كان يرى دينه ناقصا عندما لم يكن قد شهَر سيفه في وجوه الظالمين وكان يقول سلام الله عليه عندما خفقت الرايات بين يديه في ساحات المنازلة “الحمدلله الذي أكمل لي ديني والله إني أستحي أن ألقى جدي رسول الله ولم آمر في أمته بمعروفا ولم أنهَ عن منكر“ خرج مجاهدا ثائرا عزيزا كريما مضحياً حتى أستشهد سلام الله عليه ليحيي بثورته و تضحياته العظيمه في قلوب أبناء هذه الأمة المحمدية روح الإيمان والثبات ؛ ليحيي الحق ويزهق الباطل ؛ لينصر المظلوم ويأخذ بيد الظالم ..
إمامنا الأعظم زيد عليه السلام خلى مع القرآن و عكف على كتاب الله ثلاثة عشر عاماً وهو يتأمله ويتدبره حتى سمي بحليف القرآن فخرج منه برؤية قرآنية صحيحة ألا وهي. رؤية الخروج على الظالم ؛ رؤية الجهاد في سبيل الله ؛ رؤية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ رؤية تقديم النفس رخيصة في سبيل الله عز وجل ..
حليف القرآن الإمام زيد عليه السلام ؛ هو الذي قال “والله مايدعني كتاب الله ان اسكت..
إنه منهج أهل بيت رسول الله صلوات الله وسلامه عليهم ..منهج علم وعمل جهاد وإجتهاد ؛ منهج الوقوف في وجوه الظالمين ؛والخروج على الظالم منهج رسول الله وأهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم أوضحوه لنا بكلامهم وكتبهم وبينوه وجسدوه ورسموه بأرواحهم وكتبوه بدمائهم فهم من ضحَّوا بكل غالٍ ونفيس في سبيل الله من أجل أن يصل إلينا هذا الدين كاملا غير منقوص ويبقى هذا النهج هو الطريق كما أراد الله سبحانه وتعالى أن يكون.
ولأن الله أراد أن يبقى نوره قائم ودينه نقي ؛ فقد أصطفى لنا في هذا الزمان أعلاما وقادة من قرناء القرآن من نسل آل البيت الكرام ليظهروا دين الله الذي شوهته قريش الإخرى وبنو امية العصر من أولئك المتأسلمين المنافقين ؛ خونة البيت الحرام بني سعود والزايديون جلاوزة الخليج وحكامها الطغاة المتجبرين الذين سفكوا الدماء المحرمة وحاربو الإسلام والمسلمين ولاجل اليهود باعوا هذا الدين.
لقد أرادت مشيئة الله أن يبقى هذا االدين نقيا لانه مازال في هذه الأمة رجالا ربيون من سلالة الأنبياء وقرناء القرآن يدافعون عن دين الله ورافعين راية الحق القرآنية في زمن كثرت فيه الحروب وتعددت الرايات .
إن النعمة الكبيرة التي أنعمها الله على هذا الشعب وعلى الأمة هي هذه القيادة القرآنية المجاهدة التي تمثلت في الشهيد القائد مؤسس هذا المشروع القرآني العظيم؛ السيد “حسين بدر الدين الحوثي“ رضوان الله عليه الذي حمل المسؤولية الكاملة في نصر هذا الدين ومواجهة قوى الظلم والآجرام و قوى الإستكبار العالمي ؛ قام رضوان الله عليه وحيدا مع قلة قليلة من المؤمنين لينصر هذا الدين ويقارع مجرمي وطغاة العصر ولم يصمت رغم قلة الناصر ؛ لقد ادرك الخطر الأمريكي فتحرك مجاهدا وصرخ في وجوه الظالمين والمستكبرين وجاهد رضوان الله عليه وأستبسل كما جاهد وأستبسل أجداده من أهل البيت سلام الله عليهم اجمعين ؛ وضحى كما ضحوا وبذل دمه كما بذلوه ليحيا هذا الدين وتحيا الأمة وتستعيد لها الكرامة من جديد.
ثورة اليوم هي ثورة الحسين وزيد عليهما السلام في وجوه الطغاة والمجرمين ؛ ومن تلك المدرسة تخرج هؤلاء المؤمنون الأحرار الثائرون؛ فكان شعارهم في الحياة هيهات منا الذله ومن أحب الحياة عاش ذليلا
سيبقى خط الثورة والجهاد حتى زوال كل الطواغيت والمجرمين وهذه سنة الله في الأرض ولن تجدوا لسنة الله تبديلا ..
ملتقى الكتاب اليمنيين