“ترك الفرصة غصة” ولا خطوط حمراء!!
عمران نت / 23 / 9 / 2019
// مقالات // دينا الرميمة
لم تكن مبادرة السلام التي قدمها الرئيس مهدي المشاط عشية الذكرى السنوية الخامسة لثورة ٢١سبتمبر هي المبادرة الأولى لأنهاء الحرب وحقن الدماء،
ولكنها قد تكون الأخيرة ولا خطوط حمراء بعدها كما حذر السيد القائد “عبدالملك” سلام الله عليه
في بيانه الأخير ناصحاً دول العدوان بإستغلال هذه المبادرة التي تضمن لهم الأمن والإستقرار وحذرهم أن تماديهم سيجعلهم يتلقون ضربات أكثر إيلاماً من العمليات السابقة.
وقد جأت هذه المبادرة في هذا التوقيت بالذات واليمن يحتفل بعيد الثورة الخامس التي حاول الأعداء جاهدين على قمعها فانتصرت على كل قوى العمالة وأفشلت كل مخطاطات قوى الهيمنة و الإستكبار.
وفي وقت واليمن وشعبه في أوج قوته وقدراته وباتت عملياته الرادعة تتواصل تباعاً إلى العمق السعودي والتي كان أخرها “عملية ارامكو” التي تردد صداها عالمياً وهذا لايعني أن اليمن قد كان ضيعفاً بوقت ما !!
إنما كان اليمن من اللحظة الأولى للعدوان قوياً و متماسكاً وكل ذاك الأجرام بحقهم جعلهم يزدادون قوة يوماً بعد يوم حتى أصبحوا هم من يصدرون المبادرات ويضعون شروطها.
يقول الأمام علي عليه السلام:
( ترك الفرصة غصة ).
وعلى هذا الأساس نقول:
ما عرضه عليهم الرئيس المشاط من مبادرة اليوم وأكد عليه “السيد القائد” بإيقاف عمليات الجيش اليمني الصاروخية والمسيرة قد لا تعوض ابداً وتعتبر فرصة ذهبية بمعنى الكلمة
وليكونوا على يقين أن القيادة قد أصدرت أوامرها وتوجيهاتها بالقيام بعمليات ردع أخرى ، سيما في العمق الإماراتي .
ولذلك أصدر المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية تحذيره شديد اللهجة الذي أختلف عن التحذيرات السابقة وأوصاهم أن يأخذوه على محمل الجد تحسبا لأي موقف سلبي من قبلهم.
ولاشك النتائج ستكون أكثر إيلاماً وستكون عواقبها سيئة جداً في حال في استمروا بعدوانهم وتغطرسهم .
وفي إعلان الرئيس المشاط توقف الجيش اليمني استهداف المملكة مع الإحتفاظ بحق الرد هو بهذا إنما يقوم بإسقاط كل الحجج وينسف مسبقاً كل التنديدات والإستنكارات التي ستنطلق من أبواق النفاق لهذ العالم في حال تم الرد على عدوانهم .
ومن يتتبع مجريات الأحداث مؤخراً سيرى أن العدوان مازال مستمراً حتى بعد هذه المبادرة ،
ومازالت الغارات لم تتوقف على معظم المحافظات اليمنية ولعل أهمها محافظة الحديدة التي يسري إتفاق السويد عليها ويحاول أنصار الله تنفيذه رغم كل العراقيل لإفشاله
بنفس الوقت الذي صرح فيه عادل الجبير أمام وسائل الإعلام قائلاً:
( نحن لانُقّيم الأطراف الأخرى من أقوالهم وإنما من أفعالهم ،
والسعودية ستراقب جدية الحوثيين في تنفيذ هذه المبادرة ).
الجبير الذي وصف عملية استهداف ارامكو أنها استهداف للبشرية والعالم في محاولة منه وهو النظام السعودي لإستجداء العالم بأن الرد على العملية لابد أن يكون عالمياً ولا يقتصر على السعودية لكنهم قوبلوا بالخذلان من حليفتهم أمريكا التي أكتفت بإرسال المئات من الجنود الأمريكيين وقالت أن سيدعمهم مقابل المال.
وهنا لابد من الرد على الجبير وأسيادة بعد الصفعة التي تلقوها من أمريكا بأن عليهم مد يد السلام لليد التي مدت إليهم وإلا فما قبل المبادرة ليس كما بعدها في حال لم نلقى منكم تجاوباً أو جدية في مواقفكم وأفعالكم.