21سبتمبر ثورة أعادت رسم اليمن في الخارطة
عمران نت / 22 / 9 / 2019
// مقالات // سكينة المناري
كان اليمن على شفا حفرة من التشظي والانقسام. فقوى النفوذ تبسط سيطرتها على مؤسسات الدولة وتنهب ثرواتها وكل مقوماتها لصالحها الخاص. كان اليمن في أسوأ مراحله من الفساد والظلم والإجرام فتلك التي تسمى داعش والقاعدة تتوغلان في عدة مناطق في الجنوب. وقوى الطغيان تنفذ مشاريعها فتقسم اليمن إلى ستة أقاليم. الطائرات الأمريكية بدون طيار ما تكاد تنفك بالتحليق على الأجواء اليمنية. سيادة منتهكة، كرامة منزوعة وواقع مأساوي. لكن أبناء الشعب اليمني بفطرتهم الحرة والأبية لم يرضوا أن يظلوا تحت هذا الواقع المرير والمخزي والمهين.
فانطلقت شرارة ثورة ال 21 من سبتمبر المجيدة. ثورة قلبت المعادلات وقلعت جذور الهيمنة الخارجية وعمدت بدماء الثوار الأحرار. فأطاحت بقوى النفوذ ولفظتهم إلى خارج اليمن يترزقون من أسيادهم كالعبيد. فلطالما عبثوا بمصالح اليمن وثرواته
لقد فضحت ثورة 21سبتمبر المتلبسين بعباءة الوطنية وعرتهم على حقيقتهم. وأرعبت الأمريكيين فأحرقوا سفارتهم في صنعاء وغادروها أذلاء صاغرين.
هي الثورة الشعبية الوحيدة التي كانت تحت قيادة قائد علم من أعلام الهدى.
هي الثورة التي أفشلت مشروع أمريكا ومخططاتها في اليمن وفي بلدن أخرى.
ثوره أسقطت رموز وعتاولة الفساد واستطاعت الإستقلال بالقرارات السياسية داخليا وخارجيا
هي الثورة الوحيدة في الوطن العربي التي غيرت المسار من مسار الخضوع والخنوع إلى مسار الإعداد لمواجهة العدو الحقيقي؛ “أمريكا وإسرائيل”، وخطت الخطوات الأولى نحو تحرير القدس.
هي الثورة التي فضحت العملاء وصرخت صرخة الحق في وجه المستكبرين. ومزقت أحلامهم الخبيثة.
وانتزعت حق الشعب في العيش بحرية وكرامة. ورسمت طريق التحرر من العبودية والذل والإرتهان .
وحينما رأت أمريكا وخدامها أن اليمن بدأ يستقل بذاته وبقرارته وأنه سينهض نحو الأفضل وبر الأمان.
حينما رأت قوى الطاغوت قد فقدت سيطرتها ومصالحها بعد هذه الثوره المباركة فما كان منها إلا أن تُحرِّك أدواتها ليوأدوا ثوره 21 سبتمبر. فشنوا عدوانهم الكوني وقتلوا الآلاف من الأطفال والنساء. ودمروا البنية التحتيه والإقتصادية.
وأطبقوا الحصار. وأمعنوا في الإجرام علهم يكسروا الإرادة اليمنية. ولكن تكسرت آمالهم وتهشمت على جدار الإرادة اليمنية الصلبة. فخابت رهاناتهم، فشلت تكتيكاتهم،تحطمت جحافلهم، نكست راياتهم وأحرقت ترسانتهم العسكرية الهائلة “بولاعة”.
ها هم ثوار 21 سبتمبر في الجبهات يربكون العقول ببطولاتهم التي أذهلت العالم. ها هو اليمن ولأول مرة في تأريخه تحت قيادة ابن البدر يصنع صواريخاً بالستية محلية الصنع ويطلقها صوب العمق السعودي والإماراتي.
ها هو اليمن اليوم يحسب له العدو ألف حساب؛ ويرتجف عند سماع إسمه. بعد إن كان إسماً مهمشاً لا يذكر. فذلك امتداد لثورة 21 سبتمبر التي أعادت لليمن مجده وتأريخه ورسمه في الخارطة العالمية.