أدخنة انفجارات “أرامكو” ستصل إلى الرياض.. تنفيذ ضربة موجعة داخل العمق السعودي + صور وفيديو
عمران نت / 18 / 9 / 2019
// تقارير // الوقت
نفّذ سلاح الجو المسيّر التابع لقوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية خلال الساعات الأولى من يوم السبت، عمليات عسكرية بعشر طائرات مسيرة على شركة “أرامكو”، ويعتبر هذا الهجوم واحداً من أكبر الهجمات التي تم تنفيذها داخل العمق السعودي ولقد تم تنفيذ هذه العملية بعد جهود استخباراتية دقيقة وتعاوناً من أحرار وشرفاء من داخل السعودية.
وحول هذا السياق، صرّح المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية، اللواء “منصور التركي”، أنه “عند الساعة الرابعة من صباح اليوم السبت، باشرت فرق الأمن الصناعي بشركة “أرامكو” بإخماد حريقين في معملين تابعين للشركة بمحافظة بقيق وهجرة خريص نتيجة استهدافهما بطائرات من دون طيار “درون”، ولم تتضح بعد الأهداف المحددة لهذه الهجمات ولا حجم الخسائر المحتملة الناجمة عنها.
ولم ترد شركة أرامكو حتى الآن على طلب للتعليق، ويوجد في منطقة “بقيق” الواقعة على بعد 60 كيلومتراً جنوب غربي الظهران بالمنطقة الشرقية أكبر معمل لتكرير النفط في العالم، ويوجد في منطقة “خريص” الواقعة على بعد 190 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي من الظهران ثاني أكبر حقل نفطي في العالم.
انتشار الحرائق في شركة “أرامكو” السعودية
ذكرت قناة “الميادين” التلفزيونية، بأن العميد “يحيي سريع” المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية، قال في بيان متلفز اليوم السبت: “أن سلاح الجو المسير نفّذ عملية واسعة بعشر طائرات مسيرة استهدفت مصفاتي بقيق وخريص التابعتين لشركة أرامكو شرقي السعودية”.
وأشار العميد “يحيى سريع” إلى أن استهداف حقلي بقيق وخريص من أكبر العمليات في العمق السعودي وسميت بعملية “توازن الردع الثانية”.
وشدد المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية أن العملية تأتي في إطار الرد المشروع والطبيعي على جرائم العدوان والحصار.
وقال إن عملية “توازن الردع الثانية” جاءت بعد عملية استخبارية دقيقة ورصد مسبق وبالتعاون مع أبناء المنطقة، وتوعّد ناطق القوات المسلحة النظام السعودي بأن عملياتنا القادمة ستتسع وستكون أشد إيلاماً طالما استمر عدوانه وحصاره مؤكداً أن بنك الأهداف يتسع يوماً بعد يوم.
ومن الواضح أن حجم العملية كبير جداً حيث انتشرت صور الحرائق الهائلة والدخان الكثيف في حقول نفط أرامكو في بقيق وخريص على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما دفع السلطات السعودية للاعتراف بالعمليات.
وعمدت السلطات السعودية كعادتها إلى تقليل الخسائر جراء العملية، حيث زعمت وزارة الداخلية السعودية السيطرة على حريقين في معملين تابعين لشركة أرامكو بمحافظة بقيق وهجرة خريص نتيجة استهدافهما بطائرات من دون طيار “درون”.
وفي نهاية خطابه، أعرب العميد “سريع”، بأنه طالما استمر العدوان السعودي الإماراتي بشنّ هجماته البربرية والوحشية على أبناء الشعب اليمني المحاصر، فإن عملياتنا المستقبلية ستكون أوسع وأكثر كثافة من ذي قبل.
وأكد أن الأهداف العسكرية تزداد اتساعاً وثراءً يوماً بعد يوم وأن النظام السعودي ليس أمامه خيار سوى وقف عدوانه على اليمن.
الجدير بالذكر هنا أن هذه العملية جاءت عقب إعلان السعودية قبل أيام قليلة أن أسهم شركة أرامكو للنفط سيتم طرحها قريباً في أسواق الأسهم العالمية، وبالتأكيد إن هذه الحادثة التي تعرّضت لها أجزاء من هذه الشركة، سوف تنعكس سلباً على تلك الخطة السوقية.
كذب قناة العربية السعودية حول احتواء الحرائق في منشآت “بقيق” النفطية
كشف مراسل “العربية”، الموجود أمام معمل محافظة “بقيق”، أنه تم استهداف معملي شركة أرامكو في البقيق وكذلك في هجرة خريص بالطائرات المسيرة، ما أدّى إلى اشتعال النيران في الموقعين.
وزعم بأنه قد تمت السيطرة على الحريقين، إلا أن أعمال التبريد مازالت جارية.
وعن التغريدات التي انتشرت عبر مواقع التواصل حول الحادث، قال مراسل “العربية” إن بعض مقاطع الفيديو التي انتشرت سمع بها طلقات رصاص وأصوات أسلحة رشاشة، وهي بالفعل قد تم استخدامها لاستهداف الطائرات المسيرة.
وفي ختام حديثه، زعم أن الأوضاع مطمئنة ولا توجد حتى اللحظة إصابات تُذكر، ولم تصل أي إصابة إلى المستشفيات في المحافظة جراء الهجوم، مشيراً إلى أن التحقيقات ما زالت قائمة لتحديد مصادر إطلاق الطائرات المسيرة، وكذلك تحديد الخسائر والتلفيات الناتجة عن الهجوم.
الأهمية الاقتصادية لشركة “أرامكو” في عجلة الاقتصاد السعودي
ذكر العديد من الخبراء الاقتصاديين والسياسيين بأن الضربات الموجعة التي نفّذها سلاح الجو المسيّر التابع لقوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية، على عدد من المخازن والحقول النفطية التابعة لشركة “ارامكو” السعودية، تسبب في حدوث الكثير من الخسائر المادية والمالية، الأمر الذي انعكس سلباً على عجلة الاقتصاد السعودي وذلك لأن هذه الشركة تعتبر أكبر شركة نفطية في العالم ويعتمد عليها الاقتصاد السعودي اعتماداً كلياً.
وشركة “ارامكو” هي الشركة الأكبر في تصدير النفط في العالم ولقد تأسست عام 1933 كشركة أمريكية ولكنها لم تعرف باسم أرامكو إلا عام 1944 وهذا الاسم اختصار لشركة الزيت العربية الأمريكية.
وفي عام 2015 فصلت الشركة إدارياً عن وزارة النفط وتشكّل مجلس أعلى لها برئاسة ولي ولي العهد آنذاك الأمير “محمد بن سلمان” وقال المجلس إن هذا التغيير من شأنه إعطاء المزيد من الاستقلال لأرامكو، أكبر الشركات المصدرة للنفط في العالم. ويتكوّن المجلس من عشرة أعضاء، خمسة منهم من أعضاء في مجلس إدارة أرامكو، وتتولى الشركة إدارة احتياطي نفطي يبلغ 265 مليار برميل (15 بالمئة من الاحتياطي العالمي)، واحتياطي من الغاز يبلغ 288 تريليون قدم مكعب.
وقدرت السعودية قيمتها بنحو تريليوني دولار لكن الخبير الاقتصادي “ستيفن كلافام” يقدر عوائد أرامكو السنوية بـ 185 مليار دولار، وهذا يعني أنه لو كانت قيمة الشركة 2 تريليون دولار فهذا يساوي أكثر من عشرة أضعاف عائدها السنوي.
وتمتلك الشركة مصافي وصهاريج وأنابيب نفط ومراكز بحوث في أنحاء السعودية ولها فروع في مختلف أنحاء العالم، وتبيع أرامكو أكثر من عشرة ملايين برميل من النفط يومياً، وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف إنتاج أكبر شركة نفطية مدرجة في البورصة في العالم وهي “اكسون موبيل”.