” الإرث المميت” في اليمن..! الذخائر العنقودية الأمريكية والبريطانية والبرازيلية .
عمران نت -وكالات
تستمر الحرب على اليمن في قتل المدنيين وسوف تفعل ذلك لسنوات قادمة بفضل الإرث المميت الذي تشكله ذخائر القنابل العنقودية بالآلاف (برازيلية وأمريكية وبريطانية) التي ألقتها طائرات التحالف بقيادة السعودية على القرى والمزارع والمناطق الآهلة في اليمن.
أصبح الأطفال من بين المدنيين الذين هم عرضة للقنابل العنقودية التي أسقطتها طائرات التحالف.. كما أنها، وغيرها من المتفجرات ـ بالتأكيد ـ ستترك إرثاً مميتاً في اليمن لسنوات قادمة، مما يشكل تهديداً لأرواح المدنيين، ويعيث فساداً في الاقتصاد المحلي.
نشرت منظمة العفو الدولية (الاثنين 23 مايو/أيار 2016) تقريراً، قالت إن الأطفال وأسرهم الذين يعودون إلى ديارهم في شمال اليمن، بعد عام من الصراع، عرضة لخطر الإصابة الخطيرة والوفاة جراء الآلاف من القنابل العنقودية التي لم تنفجر.
وأكدت امنيستي، في تقريرها، أن هناك حاجة إلى المساعدات الدولية، وعلى وجه السرعة لتطهير المناطق اليمنية الملوثة جراء القنابل العنقودية الصغيرة (الثانوية) التي لم تنفجر. ودعت البلدان ذات النفوذ بالضغط على قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية لوقف استخدام القنابل العنقودية، المحرمة دولياً، والعشوائية بطبيعتها.
وقال لمى فقيه، كبيرة مستشاري الأزمات في منظمة العفو الدولية، إنه حتى بعد هدوء العمليات الحربية، فإن حياة ومعيشة المدنيين، بمن فيهم الأطفال الصغار بعد عودتهم إلى منازلهم في اليمن، ستكون عرضة لخطر الإصابة الخطيرة والوفاة جراء الآلاف من القنابل العنقودية التي لم تنفجر. مشيراً أنهم لن يستطيعوا العيش في أمان حتى يتم تطهير المناطق الملوثة في وحول منازلهم وحقولهم من القنابل العنقودية الصغيرة الفتاكة وغيرها من الذخائر غير المنفجرة التي أسقطتها قوات التحالف السعودي.
وأضافت لمى: “بدون بذل جهود متضافرة لوقف التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية عن استخدام القنابل العنقودية، ودعم دولي عاجل لإزالة هذه القنابل العنقودية وغيرها من المتفجرات من مخلفات الحرب، بالتأكيد ستترك إرثاً مميتاً في اليمن لسنوات قادمة، مما يشكل تهديداً لأرواح المدنيين ويعيث فساداً في الاقتصاد المحلي”.
وفي بعثتها الأخيرة إلى شمال اليمن، وجدت منظمة العفو الدولية أدلة بوجود الذخائر العنقودية البرازيلية والأمريكية والبريطانية الصنع والتي استخدمتها قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية على اليمن.
وتم إجراء مقابلات مع 30 شخصاً، بينهم ناجون من الذخائر العنقودية وغيرها من الذخائر غير المنفجرة، وكذلك أسرهم، وشهود عيان وخبراء إزالة الألغام والناشطين وأول المستجيبين.
ووثقت امنيستي 10 حالات جديدة فيها 16 مدنياً أصيبوا أو قتلوا على يد الذخائر العنقودية بين يوليو 2015 وأبريل 2016. ويشمل 9 أطفال، اثنان منهم قتلا. ووقعت هذه الإصابات بعد أيام أو أسابيع، وأحياناً أشهر من إسقاط قوات التحالف قنابلها العنقودية في اليمن.
وقال التقرير إنه رغم هدوء القتال على طول الحدود اليمنية – السعودية منذ الاتفاق على وقف إطلاق النار في مارس 2016، بدأ بعض المدنيين في العودة إلى ديارهم لإحساسهم بأنهم سيكونون أكثر أمناً في التنقل في محيط محافظتي حجة وصعدة. إلا إن عدداً من مسؤولي نزع الألغام والذخائر، والسكان المحليين، والمُسعفين أبلغوا منظمة العفو الدولية أنهم ما زالوا يشهدون وقوع إصابات بين المدنيين من جراء المواد المتفجرة، وأن الإصابات قد تزايدت من جراء الذخائر التي لم تنفجر، وخاصة في مناطق على طول الحدود السعودية اليمنية، ومن بينها مديريات ميدي، وحرض، وحيران، وبكيل المير، ومُستبأ في محافظة حجة؛ والصفراء، ورازح، وشداء، وباقم في محافظة صعدة.
وأضاف التقرير، أن العديد من المدنيين، بمن فيهم الأطفال، معرضون الآن للذخائر الصغيرة التي قد تكون قاتلة وغيرها من المتفجرات من مخلفات الحرب.
وتابعت، في الوقت نفسه، مياه الفيضانات الأخيرة، حركت الذخائر الصغيرة وغيرها من الذخائر غير المنفجرة إلى المناطق المأهولة لا يتوقع لها أن تكون هناك.
ومنذ بداية الحملة الجوية التي تقودها المملكة العربية السعودية في 25 مارس عام 2015، وثقت منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، أيضاً، استخدام 6 أنواع من الذخائر العنقودية في اليمن من قبل قوات التحالف.