صراع الأدوات .. ومعادلة النّار
عمران نت / 28 / 8 / 2019
// مقالات // زينب إبراهيم الديلمي
ماذا دها لشرعجيّة الوهم ودنبوعها الأبلة الذي تزعّم أنه سيعيد شرعيته الواهية التي انتهت بعد انتصار ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر ؟ ماذا جرى لتحالف العدوان الذي افترى أنّه سينتصر وسيسحق الشّعب اليمني بتركيعه واستسلامه له ؟ ماذا حدث للدمى المتصارعة فيما بينها والمتنافسة في السُّلطة والجور والاحتلال ؟
خمسة أعوام انصرمت وكل تلك الأحلام المُراهقة والعناوين الزائفة لم تصل إلى نتيجة واحدة على الأقل ؛ الاجابات أمامكم وبوضوح الشّمس ..
أولاً : أن شرعجية الدنبوع اليافع تُقيم نشاطها في فنادق الرياض ، فمن الغباء الفاضح أن يستعيد شرعيته المنتهيّة والمزعومة .. ولم تستطع هذه الشّرعية التي لا شرعيّة لها أنّ تصل إلى عدن على الأقل وتتحكّم بزمام الأمور .
ثانياً : أن تحالف الصبية المُراهقين الذين جاءوا يعيدون تمثال – الشرعية وليست بشرعية – لم يحققوا شيء من أهدافهم الوضيعة .. بل برعوا في إظهار سلوكهم السيء وسمعتهم المشؤومة و طموحاتهم الخياليّة ، ولم يُنجزوا من عدوانهم وغطرستهم إلاّ ارتكاب المجازر ولم يُجنوا إلاّ الخزي والعار الأبدي والفشل المحتوم ..
ووصل الشّعب اليمني إلى ما وصله ، فقد توّج بتاج العزة والصمود والثّبات .. وصنع ما أجبر العدو في أن يكون مهزوماً ، وضيعاً ، بائساً ، باكياً ، قليل الشّأن .. اليمني الذي أجبره العدوان أن يستسلم ، قام وقاوم ونهض ورفض الحصار والخنوع .. هاهو يبتكر ويصنع أحدث الطائرات والصواريخ ؛ لتصل مداها إلى أهداف العدو الذي بات يُشكّل خطراً على المستوى الاقتصادي ..
هاهو اليمني الذي ليس من شيمه الخنوع والاستسلام للطواغيت وعبيد المال ، قد اعتصم بحبل الثّقة الله .. واستند بإيمانه الكبير بنصر الله المؤزر .. وتمسّك بهويّته وصموده ونفيره واستنفاره وجهاده ، فكيف سيُهزم وهو يمتلك هذا الزّاد الإيماني ؟
ثالثاً : لا تزال أدوات العدوان تتنافس فيما بينها في تجزئة اليمن وتقسيمها ، وهذا ليس إلاّ من موجزات أهداف العدوان ومؤامراته .. ومسألة التجزئة مرتبطة بهذا العدوان الذي أثبت حقاً ما يحمله العدو وأدواته في الداخل من الإفلاس الانساني والأخلاقي والطمع الإحتلالي ، وكما أشار السيّد القائد – حفظه الله – في أن هذه المكونات العمالية التي التحقت في صف العدوان جعلوا من أنفسهم قفازاً تغطي به قوى العدوان جرائمها .. وهذا ما أطلقه القائد بــ “ الغباء السياسي ” .
الأن وقد دارت رحى الحرب المُستعرة بين الأدوات .. وكلاً على حدة تتنافس وتتصارع لأجل مصالحها وأمانيها المراهقة وأصبح كل طرف يلعن الأخر ويشتمه ويحقره ، ومن أسذج الأمور في أن الأدوات العماليّة تتصور أن المحتل يقدم له الخدمات الجمّة ؛ لأجل مناصرته وتمكينه من السلطة والجاه .. وإعادة الشرعيّة التي لا شرعية ولا قرار لها! كل هذه سخافات .. كل هذه مراهقات سياسيّة يتصورها بضع من الأبلات أمثال الدنبوع .
وأخيراً : إن رسائل النّار التي عرضها القائد في كلمته السبت المنصرم في استمراريّة تطوير الصواريخ والطائرات تأتي في إطار تدشين مرحلة توازن الرد والردع .. وفتح مجال العلاقة الأخويّة مع الدول الإسلامية والعربية الرافضة للعدوان ، ما ضجَّ العدو من سماعه هو تعيين الأستاذ : إبراهيم الديلمي سفيراً لبلادنا في الجمهورية الإسلامية في إيران .. وأتى هذا القرار في سياق دعوة القائد بالتمهيد لعودة العلاقات الدبلوماسيّة الرسميّة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، فمن البديهي أن ينزعج العدو ويغتاظ بشدة ؛ لأنه لا يزال ينوي للمكيدة في فرض الحصار على الشعب اليمني ومقاطعة العلاقات مع الدول الأخرى .
ولن يكن هذا القرار الأخير الذي تلقاه العدو كصفعة قاضية له .. بل ستكون الصفعات أقوى حين ترى الدول التي ترغب بفتح العلاقات الأخوية مع سلطة المجلس السياسي الأعلى المعترفة بها شرعياً وقانونياً .. وأيدينا ممدودة نحو العلاقات الأخوية القائمة على الاحترام المتبادل مع شعوب الأمة كما قال القائد في كلمته ؛ لأن قراراتنا لا تأتينا من الكيانات الخارجيّة ولسنا ممن يخضعون لتلك القرارات كما يخضع لها من هم تحت إمرة الأجنبي ؛ ولأن لدينا قيادة حكيمة تقر بذلك فنحن نتقيّد ونتمسَّك بها .. ونرى من هذه القرارات القياديّة أنها حريّة لا عبوديّة .. وليست كقرارات الأجنبي التي يراها عبيده أنّها عبوديّة لا حريّة .
ملتقى الكتاب اليمنيين