صمود الشعب اليمني يثمر نصراً
عمران نت / 28 / 8 / 2019
// تقارير //
للعام الخامس على التوالي يسطر شعبنا اليمني العظيم المعطاء ملاحم بطولية قل نظيرها ، ففي حين كان يظن أعداء الإنسانية أعداء هذا الشعب العظيم أن عظم أبناء البلد الأحرار هش وسينكسر تحت ضغط طائراتهم الحربية والمتنوعة وعشرات من الألوية والوحدات التي تشكلت من جيوش بلدان متعددة على رأسها السعودية والإمارات والسودان وكذلك استجلاب وحدات قتالية أمريكية وغيرها ، إضافة إلى الحصار الشامل براً وبحراً وجواً بتواطؤ دولي مخزي إلا أنهم اليوم ونحن في نهاية العام الخامس يجنون ثمرة وهمهم وأقبل بعضهم على بعض يتلاومون .
قوافل الكرم :
معروف عن الشعب اليمني تأريخياً أنه يتحلى بالصفات الحميدة من الشجاعة والنجدة والإباء والكرم ايضاً إذ شهدت هذه السنون الماضية من عمر العدوان الغاشم وكذلك الأحداث التي سبقت العدوان هبة شعبية من جميع قبائل وفئات الشعب في عموم المحافظات برفد الجبهات بمئات من القوافل الغذائية والمالية الضخمة والتي أصابت المراقبين بالذهول ، حيث شكلت القبيلة اليمنية الصخرة الصلبة التي تحطم عليها كل آمال العدوان الغاشم فلا يكاد يمر يوم إلا وقوافل الكرم والجود متواصلة كشرايين دم يصب في جسد المجاهدين في كل جبهات العزة والكرام .
لم يكن هذا فقط ما ميز شعبنا اليمني العظيم بل كان ولا زال معلناً للنكف نفيراً نحو الجبهات رجالاً بعدتها وعتادها تسلحت بالإيمان والتقوى وامتشقت حب الله ورسوله وأولياءه سيفاً فكانت ضرباتها مؤلمة للحد الذي لم يعد يستطيع العدو اخفاء صراخه منها ،، وللآن نرى بأم اعيننا الوفود وهي تتوالى زرافاتٍ ووحدانا نحو مواقع الشرف وميادين العزة ومحاور الكرامة وساحات البطولة ، وكلما كانت المرحلة صعبة كانت عزيمة الشعب اليمني أشد وأقوى حيث آمنوا يقيناً بأن انتصاراتنا بقدر صبرنا .
( .. الحضور الجماهيري الواسع في الذكرى أو في تدشين الصمود للعام الخامس غير غريب على هذا الشعب، هو تعبير عن ثباته عن استبساله عن صموده، وفي نفس الوقت هو بالفعل حاضر في الساحات والميادين والجبهات منذ بداية العدوان بفاعليه، بصمود كبير، بتضحيات جسيمة.
غير غريب على شعبنا العزيز أن يحضر هذا الحضور الكبير لتدشين العام الخامس من الصمود ينتمي هذا الشعب إلى رصيد عظيم من القيم والمبادئ والأخلاق وله قضية عادلة ومظلومية كبيرة جدًّا كل هذا يمثل عاملاً مهماً يساعده في أن يحضر وأن يدخل إلى العام الخامس بهذه الفاعلية وبهذا الحماس وهذا الصمود وبهذا الحضور الكبير والمتميز والحاشد.
بالنسبة لطول فترة العدوان هناك جانبين للعدوان الجانب الأول يتعلق بشعبنا العزيز حجم هذا العدوان كبير ومن الطبيعي أن تطول الفترة وألّا يتمكن شعبنا من الوصول إلى حسم مباشر للمعركة ولكن الصمود بنفسه النصر يعتبر نصر الصمود لهذه الفترة الطويلة مقارنة مع حجم العدوان. من جانب الأعداء يعتبر طول هذه الفترة فشل بالنسبة لهم..
(السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي )
التطورات العسكرية ثمرة الصمود الشعبي
مرت العمليات العسكرية في مواجهة العدوان الغاشم لمراحل كبيرة ومتتالية ، حيث شهد الميدان تطوراً ملحوظاً في وسائل الردع والرد على العدوان الغاشم ولا سيما على مستوى الدفاعات الجوية وسلاح الجو المسير ، فمن صاروخ الصرخة والنجم الثاقب ذات التأثير
المحدود والمدى المحدود ايضاً إلى منضومات بركان وبدر ذات المديات البعيدة والتأثير الواسع ، إضافة إلى التطور النوعي في سلاح
الجو المسير الذي بدأ متدرجاً في مداه وهاهو اليوم يستطيع أن يهاجم العدو على بعد أكثرمن 1000كيلومتر ويحقق هدفه بدقة ، كل هذا التطور والنقلات النوعية المستمرة هي بفضل الله سبحانه وتعالى وثمرة حقيقية لصمود الشعب اليمني وتجشمه العناء وتقديمه التضحيات وتحمله الصعاب للوصول إلى هذا الواقع الذي بات فيه اليمني يشعر بالفخر والاعتزاز .
عوامل الصمود
أول عامل من عوامل الصمود هو الالتجاء إلى الله -سبحانه وتعالى- والتوكل عليه عامل إيماني معنوي وهو عامل رئيسي في الصمود والثبات، شعبنا العزيز هو الشعب الذي ورد عن الرسول -صلوت الله عليه وعلى آله- أنه قال فيه (الإيمان يمان والحكمة يمانية) والإيمان مبادئ وقيم وأخلاق، مبادئ في أولها رفض العبودية لغير الله -سبحانه وتعالى- قيم عظيمة منها العزة منها الكرامة فبهذا المبدأ الإيماني وبهذه القيم الإيمانية يتحرك شعبنا ويستطيع أن يتحمل مهما كان حجم التضحيات العامل الآخر الوعي، الوعي الكبير لشعبنا العزيز عن حقيقة هذا العدوان والأهداف وراء هذا العدوان وأنه يهدف للسيطرة على اليمن أرضا وإنسانا وأن مخاطر الاستسلام كبيرة جدًّا في الحاضر والمستقبل وتعني الضياع، الضياع لهذا البلد ولهذا الجيل والأجيال القادمة، -أيضاً- حجم الجرائم المهولة والشنيعة والفظيعة كان له اثر مهم في استفزاز هذا الشعب وفي دفع الناس للتحمل والصبر وفي إثارة الغضب والحمية والعزة هذه مجموعة عوامل لها تأثير كبير في صمود هذا الشعب وفي استبساله وأولها هو الالتجاء إلى الله -سبحانه وتعالى- والاعتماد على الله جل وعلا.)
( نطمئن إلى ما نراه في واقع شعبنا العزيز من عطاء من روح عالية للتضحية من استبسال من صبر، صبر الجميع الصبر في اتجاه المعاناة الاقتصادية صبر فيما يتعلق بمستوى التضحيات، من يتابع ويشاهد ما يقوله أسر الشهداء وأقاربهم وذووهم والمشيعون لهم في مراسيم التشييع يطمئن إلى أن هناك إرادة فولاذية وعزم حديدي وإيمان راسخ وأن هذا كفيل باستمرارية هذا الشعب وصموده وأن يحظى برحمة الله وبمعونة الله وبتأييد الله وبالنصر من الله -سبحانه وتعالى-، من يتابع تفاعل هذا الشعب في كل المحطات الخطرة والساخنة عند كل عملية تصعيد جديدة والتحرك بشكل كبير وفاعل إلى الجبهات والحضور في الساحات في المناسبات والتفاعل بالعطاء حتى من أقل القليل يعني الكل يساهم في تمويل الجبهات حتى البعض من النساء بما تمتلكه من الذهب البعض حتى من الغنم من البقر يعني بأبسط ما يمتلكه أي شخص يساهم حتى مع الظروف الصعبة والإمكانيات المتواضعة البسيطة الكل يساهم روح العطاء روح التضحية هذا الصبر عامل مهم في الاطمئنان يحتاج باستمرار إلى تفاعل معه على مستوى الأنشطة التثقيفية والتوعوية لمحاربة ما يستهدف هذا العزم وهذه الإرادة وهذا الوعي من حملات تضليل ومن مساع للتأثير على هذا العزم وهذه مسؤولية العلماء مسؤولية المثقفين مسؤولية الجهات التربوية والتعليمية الجهات الرسمية والشعبية التي لها علاقة بهذا الجانب هذا نطمئن إليه، ونخاف دائما من التقصير، لكن أملنا كبير نحن لدينا تفاؤل وإيمان بالعاقبة المرجوّة التي وعد الله بها عباده الصابرين المتقين المظلومين المستضعفين الذين هم في موقف الحق ولديهم قضية عادلة ومظلوميتهم واضحة ويتحملون المسؤولية ويقومون بما عليهم من واجب، العاقبة المرجوة هي النصر هي الفلاح هي العزة هذا وعد الله لعباده المستضعفين بالنصر. )
(السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في حواره مع قناة المسيرة الفضائية )