منظومات الدفاع الجوي من دائرة التصنيع الى دائرة الترويع والتجريع
عمران نت / 24 / 8 / 2019
// مقالات // إبراهيم الحمادي.
على مدى خمسة أعوام من العدوان الجوي والبري والبحري على اليمن الكبير ، يسعى الغزاة ومرتزقتهم الى السيطرة على اليمن طمعاً في ثرواته وإخضاع شعبه الحيدري ، وعندما بداء العدوان على اليمن بدأت الأحلام تخيل لقادة العدوان أنهم استطاعوا تدمير القدرات الدفاعية اليمنية وأن أجواء اليمن أصبحت مسرحاً لطائراته المعادية وأنها ستتعربد في الأجواء اليمنية وترتكب المجازر بحق الشعب وتقصف مقدراته كيفما وأينما تشاء، فكان الهدؤ والصمت اليمني ليس بذلك الصمت المنهزم ، ولكنه بصبر المنتصر ، فعندما كانت تحلق طائرة معادية في أجواء اليمن الا وهو يدرس المديات التي تحلق بها ، والأسلحة المناسبة لتحييدها وإسقاطها، وكانت هي تعربد وكأنها قطيع يرعى في شعاب ، وهي لاتعلم بأنها لن تستمر في علوها وإجرامها ، وأنها ستدخل في عاصفة تأخذها بعيداً وتهوى ولن تستطيع من بعدها العربدة والمهزلة في الأجواء.
اليوم وبعد خمسة أعوام من الصبر والصمود والثبات ، وضربات لطائرات العدوان تقدر بألآف المئات ، تكشف القوات المسلحة اليمنية عن أحدث منظومات الدفاع الجوي التي صنعت على أيادي الخبرات وبأبسط الإمكانيات ، القادرة على إعتراض وتحييد وإسقاط الأسلحة الأمريكية التي يقال بأنها فخر الصناعات ، واليمن الذي طالما ويتطاول عليه الجهلة وشذاذ الأفاق ، أصبحت تملك اليوم أحدث التقنيات، وفي مواجهة تحالف عدوان بعشرينيات الدويلات إستطاع في عامه الخامس قلب المعادلات ، وتوفير الأسلحة المناسبة بحسب ما تتيحه الإمكانيات ، ومع تغير ساحة المعركة كان لابد أن تتغير معها الأنظمة التي تدافع عنها، وهاهي اليمن اليوم تحصد ثمار التضحيات ، حيث أعلنت القوات المسلحة اليمنية عبر متحدثها العميد يحيى سريع بمؤتمر صحفي كشفت فيه عن أحدث منظومات الدفاعات الجوية المختلفة منها منظومتي فاطر1 ومنظومة ثاقب1 وهناك المزيد، والأيام القادمة ستكشف المثير من المفاجئات، وهو تطور يمكن أن يمثل تحولاً نوعياً في مسار الحرب ويفرض معادلة عسكرية جديدة بين صنعاء والرياض وحلفائها، فما دامت اليمن تعمل علة تطوير وتصنيع الصواريخ والطائرات المسيرة المسلحة والهجومية وتمكنها من صناعة القذائف والعديد من الأسلحة الأخرى التي ستذهل المتكبرين والمتغطرسين والمعتدين على الشعب اليمني بمفاجآت لن يتوقعوها على الإطلاق، فما على الرياض وأبوظبي الا أن تقراءا على نفسيهما قرار الإنسحاب أو إعلان الهزيمة، لأن القوات المسلحة اليمنية واللجان الشعبية أصبحت اليوم تمتلك زمام المبادرة في توجيه الضربات الموجعة والمزلزلة التي ستجرع العدوان الويلات.
إن الإعلان عن منظومات دفاع جوي جديدة اليوم قد سبق أن أعلنت وحدة الدفاع الجوي بوزارة الدفاع في مايو 2017 عن منظومة دفاع جوي جديدة تم تجربتها بنجاح على طائرة حربية تابعة للعدوان من طراز “إف 15″، وتفاصيلها ومواصفاتها تمتلك حاسية استشعار عالية في تعاملها مع الطائرات الحربية في الجو، وفي مطلع العام 2018 أعلنت وزارة الدفاع عن إدخال صواريخ دفاع جوي لأول مرة منذ بداية الحرب على اليمن إلى أرض المعركة، معلنة استهدافها طائرتين حربيتين للعدوان تم إسقاط الأولى وهي من نوع “تورنيدو” في محافظة صعدة، وإصابة الثانية من نوع “إف 15″، غير أن هذه المنظومات ليست كافية في تغطية العمل في جميع الأراضي اليمنية وتغطية مجالات جوية واسعة تمكنها من تحييد طيران العدوان، وهو ماتطلب من وحدة التصنيع العسكري لإنتاج المزيد من منظومات الدفاع الجوي تعمل على خصائص وتقنيات أكثر تطوراً وتعمل بفعالية أكبر، وبتصنيع محلي بشكل كامل، ولم يتم الإكتفاء عند هذه المنظومات فقط فلا يزال التطور والتصنيع مستمر لضمان مواكبة استخدام أحدث التقنيات، وهذا هو النهج الذي سيجعل المشهد دائم في التغير، وسيجرع المعتدين الهزائم والخسائر النكراء التي ستجعله يغادر اليمن هزيلاً مخذولاً مهزوما.
إن منظومتي فاطر1 وثاقب1 من تسميتها التي إشتقتها من آيات الله قادرة على العمل وإسقاط الأهداف المعادية في الأجواء اليمنية ، ومن إسمها فهي ليست الأولى والأخيرة ولكنها مبشرة بمنظومات أخرى 2،3،4 بإذن الله ، ومايجعلنا واثقين هو أن القوات المسلحة اليمنية ليست كما كانت في السابق تعاني من تخاذل وعدم إهتمام ، مايجعلنا موقنين بالنصر والتطوير عو بعد أن من الله على اليمن بقادة مؤمنين مجاهدين مخلصين أوفياء لله ولرسوله وللوطن ، من استطاعوا أن يجعلوا إسم اليمن يتصدر أخبار التصنيع العسكري ، واستطاعوا أن يجعلوا من اليمن مصنعاً لا مستهلكا ، وقادم الأيام ستشهد مزيداً من المفاجئات العسكرية والتصنيعية التي تكفي بجعل اليمن يتصدر الساحة العالمية في المواجهة والتصنيع والدفاع، الى جانب الصمود والتضحيات ، وكما كانت مقبرة للغزاة ، فلا تزال أخدودهم الذي يحرقون فيه على أيادي الأبطال الأوفياء من أبناء الجيش واللجان الشعبية وشعب اليمن الأحرار والمجاهدين الأنقياء، متوكلين على رب السماوات السبع ، ملتفين حول القيادة، مشكلين درعاً فولاذياً صعب الإختراق للسيادة، ويستمدون النصر من الله له الحمد على ما هدانا ومكننا ونصرنا، صدق وعده للمؤمنين إن وعده كان مفعولاً.
ملتقى الكُتَّاب اليمنيين