إستهداف “درة التاج السعودي” إنتصار نوعي ومميز للحوثيين
عمران نت / 19 / 8 / 2019
// مقالات // عدنان علامه
أكد العميد يحيي سريع المتحدث الرسمي للقوات اليمنية المسلحة وفي مفارقة فريدة من خطوط الجبهة اليوم السبت، “أن سلاح الجو المسير في الجيش واللجان الشعبية نفذ أكبر عملية هجومية على العمق السعودي منذ بدء العدوان السعودي الأمريكي على اليمن” .
وأوضح العميد سريع في بيان له “أن عشر طائرات مسيرة إستهدفت حقل ومصفاة الشيبة التابعة لشركة أرامكو شرقي المملكة بعملية توازن الردع الأولى”.
وأشار متحدث القوات المسلحة إلى” أن حقل ومصفاة الشيبة يضم أكبر مخزون استراتيجي في المملكة ويتسع لأكثر من مليار برميل” .
وأكد “أن بنك أهداف القوات المسلحة يتسع يوما بعد آخر والعمليات القادمة ستكون أشد إيلاماً على العدو، لافتاً إلى أن عملية توازن الردع الأولى تأتي في إطار الردع والرد المشروع على جرائم العدوان وحصاره بحق الشعب اليمني”.
وقد إعترفت شركة أرامكو بالعملية ولكن مصدراً في الشركة حاول جاهداً التخفيف من الخسائر إلى حدها الأدنى. وسأحلل مضمون بيان العميد سريع وتصريحات المصدر السعودي ووزير الطاقة لوكالة رويترز وما صدر عن القائد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي اليوم حول الموضوع.
وهذا ما قاله المصدر السعودي لوكالة رويترز: “محطة للغاز تضررت على نحو طفيف نتيجة الهجوم وتم إخماد الحريق“. وأضاف أن إنتاج النفط الخام والعمليات في حقل الشيبة لم يتأثرا بعد هجوم للحوثيين. واردف الَصدر قائلاً لا تأثير مطلقاً على الموظفين ولا إصابات والهجوم نفذته على الأرجح 3 طائرات مسيرة.
وحاول وزير الطاقة السعودي التباكي لإستجداء الراي العام الأممي والدولي تمهيداً للتدخل الدولي. ونقلت وكالة رويترز تصريح الوزير خالد فالح : “هجوم الحوثيين على حقل نفط سعودي يستهدف تعطيل إمدادات الطاقة العالمية” ٠
واضاف الوزير : “إن هجوم جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران بطائرات مسيرة على حقل نفط سعودي اليوم السبت يستهدف تعطيل إمدادات النفط العالمية” . وقال الفالح “هذا الإستهداف لمنشآت حيوية لا يستهدف المملكة فحسب، وإنما يستهدف أمن إمدادات الطاقة للعالم”.
وفي أول تهديد صريح للإمارات قال السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي اليوم :” هناك رسالة للإمارات باستهداف مصفاة الشيبة التي تقع على حدودها”.
وفي التحليل فهذه المرة الثانية التي يصرح فيها العميد سريع من الجبهة بعد تصريحه قبل الأمس من موقع يشرف على بلدة الخوبة السعودية. والإعلان عن إستهداف “درة التاج” السعودي بالطيران المسير يعتبر إستهدافاً لأكبر مصدر للدخل السعودي إذ ينتج الحقل مليون برميل نفط يومياً. ويعتبر هذا الإنجاز تفوقاً عسكرياً وأمنياَ بامتياز. وخاصة إذا علمنا أن حقل شيبة يقع على الحدود المشتركة بين الامارات والسعودية ويبعد عن اقرب نقطة من الحدود اليمنية بحدود 1200 كلم تقريباً.
فهذه المسافة تميز العملية النوعية للطيران المسير. وهذا يعكس قدرة وخبرة وصبر الطياريين اليمنيين في غرفة أو عدة غرف لقيادة عمليات التحكم ومتابعة الطائرات المسيرة طيلة تلك المسافة حتى الوصول إلى الأهداف المحددة وإنفجارها فيها. وتؤكد هذه المسافة بأن الطائرت لها وجهة واحدة فقط وتعكس التقنيات المتطورة التي تسمح بالتحكم بالطائرة طيلة مسافة الذهاب إلى الأهداف المحددة لها وتفجيرها حين الإرتطام بالأهداف ويبدو ان الطائرات المسيرة عبارة عن قذائف مسيطر عليها كلياً من غرفة القيادة بحيث توجه على الهدف على طريقة “الكاميكاز” ولكن بدون طيار.
وأصابت هذه العملية َإصابة قاتلة لمستقبل مبيعات تجارة كافة منظومات الدفاعات الجوية الأمريكية من رادارات حديثة ومنظومات الباتريوت المضادة للطائرات والصواريخ الباليستية. فقد سجلت هذه المنظومات أرقاماً قياسية في فشل التصدي للطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية اليمنية الصنع.
وإن اعتبار ما حصل هو رسالة ردع أولى للىسعودية ورسالة للإمارات نتيجة لدورها في إحتلال مناطق شاسعة في الجنوب، وجزر سقطرى وميون وحنيش وأحداث عدن الأخيرة. فقد تصرف محمد بن زايد بشكل أرعن بخلاف فحوى رسائله بالإنسحاب؛ حيث دعم المجلس الإنتقالي وأمره بالسيطرة على عدن والتنكيل بأبناء محافظات الشمال وإعلان الإنفصال .
فالأيام المقبلة حبلى بالمفاجآت وهي رهن بتطورات تصرف كل من قادة السعودية والإمارات. وأما الرد اليمني المزلزل فسيكون من بنك الأهداف على كامل مساحة السعودية بعد أن غطت الطائرات المسيرة مسافة 1200 كلم وهي لا تزال مرتبطة بقواعد إطلاقها وقد تنال أبو ظبي أيضاً نصيبها من الطيران المسير أو الصواريخ الباليستية.
وإن غداً لناظره قريب