لماذا نحتفل بعيد الغدير؟!
عمران نت / 19 / 8 / 2019
// مقالات // وفاء الكبسي
نعيش اليوم وسط أجواء مليئة بالفتن والمحن والاضطهادات ، والاضطرابات في المنطقة ، أعظمها وافدحها ظلماً وشراسة العدوان الأمريكي الاسرائيلي الغاشم على بلادنا الحبيبة اليمن ، لو تأملنا لكل مايحدث في الأمة العربية والإسلامية لعرفنا أنه بسبب ابتعادها عن قادتها المعصومين المنتجبين ، وعلى رأسهم أمير المؤمنين الإمام علي بن ابي طالب- عليه السلام- فكل مشكلة نتعرض لها هي ناتجة عن ذلك الابتعاد والانحراف الفكري والعقدي والديني عن ولاية الامام علي -كرم الله وجهه.
البعض يتسائل لماذا تحتفلوا بعيد الغدير؟!
نحتفل بعيد الغدير لتجديد البيعة وتأكيد الولاء لمدرسة أهل البيت -عليهم السلام، تماماً كما تحتفل كثير من الدول في الذكرى السنوية لتسلم رؤسائها المنصب الرئاسي حيث يجدد فيه الشعب البيعة لهم ويؤكدون من خلالها الولاء لهم، فعيد الغدير يوم من الأيام الإلهية المهمة في تأريخ الاسلام والمسلمين ، وهو عيد الله الاکبر أعظم الأعياد وأشرفها لأنه اليوم الذي نصب فيه الرسول الأعظم -صلى الله عليه واله وسلم- الإمام علي اماما وخليفة من بعده الذي به أُكمل الدين واتممت النعمة ورضي الله لعباده الاسلام دينا، وأول من اتخذه عيداً هو رسول الانسانية ، وخاتم النبيين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ حيث جمع في ذلك اليوم المبارك أكثر من مائة وعشرين ألف مسلم في غدير خم سنة عشرة هجرية أي قبل وفاته بشهرين ، ولم تكن بيعة أمير المؤمنين عليه السلام في يوم الغدير أمراً مفاجئاً، بل كانت حلقة في سلسلة من التهيئة الإلهية والنبوية للإمام علي، فهو وليد بيت الله الحرام الذي لم يسبقه ولم يلحقه أحد إلى هذه الفضيلة، وهو ربيب رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم، وزوج ابنته، وهو الذي صدرت بحقه عدة وصايا من قبل النبي وفي مناسبات مختلفة منها: “لأعطين الراية غدا لرجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله” وقوله:”انت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي” ، وقوله: ” لايحبك الامؤمن ولايبغضك إلامنافق ” وقوله:
” من كنت مولاه فهذا علي مولاه”، وغيرها من الأقوال والوصايا، فلا اعتقد بأن أحد سيندم على اتباعه هذه الشخصية الفذة التي جمعت الفضائل من التقوى والزهد والعلم والكرم والشجاعة والإنسانية ما لم يسبقه اليها أحد سوى النبي- صلى الله عليه وآله وسلم، بل هو مصدر عزة وافتخار، ومسؤولية وأمانة في أعناقنا ، فلو كان هذا اليوم لليهود لاتخذوه عيداً، قيل أن رجلاً من اليهود قال: آيةٌ في كتابِكم تقرؤونَها ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا ﴾ ، لو نزلت علينا – معشرَ اليهود – لاتَّخذنا ذلك اليوم عيدًا ، يكفي أنه جاء من عند الله بأمر إلهي بالغ الخطورة لرسوله الأعظم، ولاية الامام علي ما إن عمل بها المسلمون إلا وقُبل منهم دينهم وثَبُت إيمانهم, وشُكر سعيهم في الدنيا, ليكونوا في الآخرة من الفائزين فلا أيمان لمن لم يتولى الأمام -عليه السلام، علينا نحن المسلمين في هذه الذكرى السنوية لعيد الغدير أن نجدد معاني ولاية أمير المؤمنين علي عليه السلام، ونؤكد فيه مواصلة خط النبوة من خلال خط الإمامة، فكما يحتفل المسلمون بعيد الفطر المبارك بعد صيام شهر رمضان الذي وفقوا لصيامه، ثم يحتفلون بعيد الأضحى المبارك مشاركة للحجاج في توفيقهم لأداء مناسك الحج ، فالواجب علينا أن نحتفل بعيد الله الأكبر يوم إكمال الدين وتمام النعمة الإلهية.