في روضة الشهداء .. لحظة تأمل
عمران نت / 14 / 8 / 2019
// مقالات // زينب العيـاني
بينما كنت أتجول في مواقع التواصل الاجتماعي وقفت على إحدى صورة عرض لدى امرأة شهيد ؛ كانت هذه الصورة لطفلتها الجميلة وهي مرتدية ملابس العيد في روضة الشهداء جالسة أمام قبر أبيها ، محتضنة لصورته ، مرسومة على شفتيها ابتسامة بريئة لا تعرف خبث الحياة وجرم الوحوش البشرية ، عندها تحجرت الدموع في عيناي ثم دخلت في نوبة بكاء هستيري ؛ لشدة وجعي على هذه الطفلة التي لم تعرف اباها المجاهد البطل إلاّ في الصور وفي روضة الشهداء ؛
ولكن هذه الطفلة عندما رأت صديقاتها يحتفلن بالعيد مع آبائهن رفعت رأسها فخراً بأبيها الذي ذهب للذود عن الشرف والوطن وهناك سطر أجلّ وأعظم البطولات التي لو كتبها التاريخ بأسطر من ذهب لما أبلغها.
ومن بين غبار بندقيته اعتلى إلى الفردوس الأعلى مع ملائكة السماء ورسل الله شهيداً منعم بالحياة الأبدية بجوار رب العالمين .
فبعد أن تأملت في تفكير هذه الطفلة وفخرها بأبيها الفارس المغوار الذي كان من خيرة مجاهدينا وقاداتنا ؛ أدركت الفوز والعلو الذي ناله المجاهد الشهيد
“العباس علي المؤيد ”
الذي لم يقل شجاعة وإيمان عن جده
“العباس بن علي” عليهما السلام.
فتوقفت عن البكاء ومسحت أدمعي وظلتت في لحظة تأمل لصورة هذا الشهيد ، فشاهدت في عينيه نور الإيمان والحكمة ووجدت في عقدة حاجبيه الحادّتين شجاعة وتحدي لم أرها من قبل سوى في حسين العصر وأبوحسن المداني ؛ وفي ابتسامته وجدت النصر المؤزر .
وبعد أن رأيت كل ذلك في الشهيد الرباني الذي طيلة حياته كان يُنعت بالطيبة والإحسان وكان يحب للمؤمنين أكثر مايحبه لنفسه ؛
فهو كان من الذين قال عنهم الله في كتابه الجليل
(…أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين …)
فكانوا أعداءه بمجرد أن يعرفوا أنه سيقود الجبهة الفلانية يتملكهم الخوف والرعب لما سيتلقونه عند مواجهة أسد الله العباس ؛ الذي لم يسبق أن قاد معركة إلاّ وقُتلوا أعداءه ومن يبقى منهم يولون الأدبار مكسورين مذلولين.
أصبح فخري به بأنه ابن بلدي لا يقل عن فخر ابنته وبقية عائلته ؛
..كل عام وشعبنا بدماء شهداءه من الفائزين المنتصرين.
#اتحادكتباتاليمن