حَنين المدرهة
عمران نت / 14 / 8 / 2019
// مقالات // بلقيس علي السلطان
المدرهة بلهجتنا الدارجة أو كمايسميها البعض (المرجوحة) _لعبة من الأ لعاب الشعبية ؛ ولكنها في اليمن وفي أيام الحج خاصة _تعتبر ذات طابع وتقليد ديني ، حيث تقام هذه المدرهة منذ رحيل الحاج إلى الديار المقدسة ويأتي الجيران والزوار إلى المدرهة مرددين الأهازيج التي تدعو للحاج بأن يحفظه الله وبأن يرده سالماً ، وبأن يدعو لأهله ولا ينساهم من دعواته أثناء أداءه فروض الحج ، فتسمع أم الحاج أو زوجته أو أخته يرددن أهازيج ذات شجون تحمل في طياتها الشوق والحنين للحاج والأمل والرجاء بزيارة الديار المقدسة .
هذا ماسارت عليه التقاليد في مدينة صنعاء وماجاورها من بعض الأماكن التي مازالت متمسكة بهذا التقليد الجميل ؛ لكن في أيامنا هذه ومنذ أن بدأ العدوان الغاشم على بلادنا ، وبعد القرار المجحف بحق اليمنيين بمنعهم من أداء فريضة الحج أصبحت المدَاره التي كانت تقام للحجاج خاوية على عروشها ، مهجورةً وكأنها تدعو في قرارة أحبالها على من حكم عليها بالخواء والهجر .
لم يأخذ العدوان فرحة الأسرة اليمنية وسعادتها وقطع أوصالها فحسب ، بل أخذ حتى تقاليدها وحرمهما من أجمل الأشياء التي تدخل الروحانية والقداسة في نفوسها ولو بأبسط الأشياء .
لقد ظن ملوك الرمال بأن صدهم للناس عن الحج سينسيهم أماكنهم المقدسة وسيبعدونهم عنها ، لكن هيهات ذلك فهم بصدد الحج إلى كعبة الشرفاء والطواف بجبهاتها ومتارسها ، محرمين من ميقات التحدي والصمود ، مسبحين بابتهالات الأمل والرجاء بالنصر المحتوم على الظلمة والمعتدين ، وأما مدارهنا فستكون لحجاجنا في الجبهات وسنرتادها ونطلق أهازيجنا بأن يحفظ الله مجاهدينا ويكللهم بالنصر المبين ، فهو ناصر المظلومين ومبير الظالمين ، والعاقبة للمتقين .
#اتحادكاتباتاليمن.