المهفوف السعودي.. سياسة رعناء ونهاية مرتقبة
مما لا شك فيه ولا جدال أن ما هو حاصل اليوم في عدن هو نتاج لصراع النفوذ وسباق الهيمنة على عدن خاصة والمحافظات الجنوبية عامة ، السعودي تدخل لإنقاذ الحلفاء الموالين له ، بعد أن شعر بأن الإماراتي دفع بأدواته للسيطرة والهيمنة على عدن في سياق المخطط الأمريكي الصهيوبريطاني ، اليوم يتناحر الأذناب في عدن خدمة لأسيادهم ، سياسة عقيمة مشبعة بالحمق والغباء والتبلد مارسها المهفوف السعودي محمد بن سلمان والغر الإماراتي محمد بن زايد وسنقف في تناولة اليوم مع السياسة الخارجية الرعناء للمهفوف السعودي الذي ظهر أكثر حمقا وغباء عندما وافق على لعب دور البطولة في العدوان على بلادنا بعد أن كتب الأمريكي السيناريو الخاص به وتولى مهمة الإخراج.
حيث أظهرت مجريات الأحداث في الساحة اليمنية خاصة والعربية عامة فشلُ بن سلمان في سياسته الداخلية بالتزامن مع فشله الذريع في سياسته الخارجية، حيثُ أغرق في قمع شعبه والتضييق عليهم في معيشتهم وجعل منهم مجرد عبيد يسبحون بحمدهم ويقدسونهم، وعلى الصعيد العربي دخل في حالة من العدائية تجاه قطر وأظهر حالة من عدم الرضا تجاه سلطنة عمان وأغرق في العداء والكراهية لإيران ولم يجد حرجاً في التطبيع مع الكيان الصهيوني والدخول في تحالفات معه والذهاب للتآمر على القضية الفلسطينية من خلال الإسهام في صفقة القرن التي تهدف إلى وأد القضية الفلسطينية، علاوة على ذلك فإن تدخلات بن سلمان السافرة في لبنان وسعيه الدؤوب في إثارة الفتنة الطائفية هناك، وتورط بلاده في احتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري والدور السعوديّ القذر في سوريا والعراق وليبيا، علاوة على الموقف السعوديّ المخجل تجاه حركات المقاومة الإسلامية، بالإضافة إلى الدور القذر الذي تقوم به في البحرين والاستفزازات المتواصلة للكويت.
كُــلُّ هذه الملفات والقضايا جعلت بن سلمان في حالة عزلة إقليمية ودولية، دفعته للانبطاح للأمريكي والتقارب مع الإسرائيلي ظناً منه بأن علاقاته مع أمريكا وإسرائيل كافية له للتربع على عرش الحكم في السعوديّة خلَفاً لوالده وفق السيناريو الذي كان بصدد أن يدخل حيز التنفيذ لولا تورط بن سلمان في سلسلة حماقات أربكت كُــلَّ حساباته ودفع به للتفكير الجدي في المحافظة على منصبه كولي للعهد والذي بات مهدّداً بفقدانه في ظل تنامي حالة السخط ضده.
وبحسب المعطيات السالفة الذكر، فإن بن سلمان انتقل من حالة الترنح، ودخل أولى مراحل السقوط والتي يحاول خلالها تحسينَ صورته وتلميعها أمام شعبه والعالم ولكنه لا يعي بأن زيادة الضغط سيولد الانفجار وأن المواقف الدولية مرشحة للتغيير في أية لحظة تبعاً للمصلحة، وقد يتخلى عنه الأمريكي في أية لحظة وخُصُــوْصاً إذا ما فشل في تمرير صفقة القرن التي يبدو أن المهمةَ الموكلة للمهفوف السعوديّ والدور المنوط به فيها هو السبب وراء عدم الإطاحة به حتى اليوم، رغم كُــلّ الممارسات الرعناء والمواقف الخرقاء التي قام بها والتي تثبت عدم استقرار حالته النفسية، وهو ما يعني عدمَ أهليته للحكم وعدم امتلاكه أية قدرة على التماسك في ظل الوضع الراهن ليبدأ العد التنازلي لسقوطه الذي بات وشيكا في ظل تزاحم الملفات والقضايا التي تحاصره وتمثل مصدر قلق له ومصدر تهديد لمستقبله السياسي.
بالمختصر المفيد، وأمام هذا الواقع بدأت أمريكا عمليا عمليةَ البحث عن البديل المناسب للمهفوف السعودي الذي يضمن لها تنفيذ ما تبقى من مُخَطّطها الاستغلالي التدميري والذي تنفذه وتموله السعوديّة ليكتبَ ابن سلمان نهايته المخزية والمهينة التي يستحقُّها بعد أن أعلن فرعنته وسعى بكل طاقاته وإمكانياته لنشر الفوضى وزرع الفتن وإشعال الحروب والصراعات في المنطقة خدمة لأمريكا وحرصاً على تأمين إسرائيل ليحصدَ في نهاية المطاف السقوطَ والفشلَ، وبسقوطه ستفتح كافة الملفات وتثار كافة القضايا وسيجدُ بن سلمان نفسَه في قفص الاتهام بعد أن ينتهي الأمريكي من حلبِه وبعد أن يصبح من وجهة نظره مجرد كرت حارق لا قيمة له ولا تعويلَ عليه.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.