صادق أبو شوارب للوقت: أمريكا تريد التغطية على فضيحة دعمها للعدوان السعودي الذي سمح للإرهاب بالتمدد جنوباً
عمران نت-موقع الوقت التحليلي
الوقت- استقدام قوات أمريكية الى الجنوب اليمني و الدعاية حول الأسباب الكامنة وراء هذه الخطوة و التحجج بمحاربة القاعدة و دعم الجبهة الإماراتية في الجنوب، و التزامن الحاصل بين هذه الخطوة و عودة الأطراف اليمنية لطاولة المفاوضات في الكويت، هذه المواضيع و مستجدات يمنية أخرى كانت محور حديثنا مع عضو اللجنة الثورية العليا في اليمن الاستاذ صادق أبو شوارب و الذي جاء فيه:
في بداية حوارنا استفسرنا عن خلفيات القرار الأمريكي إحضار قوات عسكرية أمريكية إلى اليمن، وإن كانت فعلاً لمحاربة القاعدة و تقليص مناطق نفوذها في الجنوب اليمني كما يدّعون أم أن هناك أسباب خفيّة أخرى؟
فأجاب الاستاذ صادق: “أولاً و قبل كل شيء نحن نؤكد أن القوّات التي دخلت إلى اليمن مُقدِمَة على عملية إنتحار في رمال اليمن و جبالها و صحاريها، الشيء الثاني هو أن أمريكا تريد أن تغطّي على فضيحتها امام الشعب الأمريكي بعد أن كان النظام الأمريكي هو الراعي الرئيسي للعدوان على الشعب اليمني و الذي أدى إلى انتشار تنظيم القاعدة و داعش في محافظتي حضرموت و عدن، و ثالثا النظام الأمريكي يريد خوض الحرب النهائية ضد ثورة الشعب اليمني بعد أن فشلت أدواته المحلية ضد اليمن و ادواته الإقليمية بقيادة السعودية، لذا فالنظام الأمريكي يريد أن يتدخل لإرضاخ الشعب اليمني و تحقيق انتصار في اليمن و لكن هيهات ان يكون له ذلك، الأمر الرابع و هو التغطية على فشل المملكة العربية السعودية في عدوانها على اليمن، و لكن هذا لن يجديهم نفعاً، و نؤكد أن كل الأشياء التي لم تستطع السعودية و حلفائها تحقيقه في اليمن لن تحققه الولايات المتحدة الأمريكية.”
الوقت: هل هناك دلالة لتوقيت هذا الإقدام الأمريكي خاصة أنه يتزامن مع عودة استئناف المفاوضات اليمنية في الكويت؟
أبو شوارب: “هذه الخطوة الأمريكية هي عبارة عن لعبة جديدة لإفشال المفاوضات اليمنية الجارية في الكويت.”
الوقت: هل وجود القاعدة في الجنوب اليمني كبير و جدّي إلى هذا الحد الذي يصوّرونه، ما استدعى دخول قوات أمريكية إلى الميدان اليمني؟
الاستاذ صادق: “أنا سبق و أكدّت أن الوجود الأمريكي في اليمن ليس لمحاربة القاعدة، فهم من صنعوا القاعدة و هم من مكّنوها من أجزاء من محافظات الجنوب و الشرق في الجمهورية اليمنية، و أكرّر أن السبب هو التغطية على فضيحة النظام الأمريكي الذي ساند النظام السعودي عسكرياً و لوجستياً و مخابراتياً وغيره، و الآن ما يريدون قوله أنهم هم من يحاربون القاعدة و داعش، فكيف ذلك و هم من صنعها و هم من موّلها، لذا فالهدف هو التغطية على فضائحهم فقط، و أشير الى أن الدور الذي تلعبه القاعدة و داعش في اليمن هو إفشال الثورة في اليمن، و هو دور و تدخل أمريكي غير مباشر لإيقاف الثورة وكبح الجماح الشعبي اليمني في تحقيق مستقبله.”
الوقت: نرى الأمريكي يساند الإماراتيين في اليمن فيما يدّعونه من محاربة القاعدة في الجنوب، فهل هو في اطار التكامل و تقسيم الأدوار مع السعودية، أم أن الأمريكي عمل على ترجيح كفة الدور الإماراتي في اليمن على حساب السعودي بسبب العلاقات المتوترة بينه و بين الأخير؟
الاستاذ صادق: ” اولاً و قبل كل شيء نحن نستحي أن نتحدث عن الإمارات، فهم مجرد أدوات، فالإمارات عبارة عن أداة رخيصة بيد النظام الأمريكي، و كذلك النظام السعودي فهو الآخر أداة رخيصة بيد الأمريكي أيضاً، لا يأخذ قراراً من دون إذن الأمريكي، هم مجرد أدوات ذلا عندما نتحدث عن تقاطع مصالح بين الاماراتيين و السعوديين فحاصل مجموع ما يأتون به يأتي من ولائهم للأمريكيين.”
الوقت: نعم أوافقك الرأي فيما تقول و لكن نرى الأمريكي يُحضر قوات لمساندة الاماراتي في الجنوب ضد القاعدة و لا نراه يساند السعودي في الداخل اليمني على الأرض مثلاً، لماذا برأيكم؟
الاستاذ فاضل: “هم يريدون أن يشتتوا اليمنيين بين هذه الدولة و تلك، و لكن نحن اليمنيون نعرف جيداً أن لا خصم لنا سوى النظام السعودي، حتى عملية الدفع بقوات أمريكية لإضاعة اليمنيين هي لتضييع الهدف و العدو و جعل الدماء اليمنية تُهدر بين الامارات و أمريكا و السعودية، و لكن لا أبداً لن يحصل ذلك فنحن لدينا عدو واحد و هو أسرة آل سعود التي تتحمل كل ما حصل في اليمن وكل ما سقط من دماء في اليمن و ما زال يحصل حتى الآن، و يجب أن يُحاكموا كمجرمي حرب، و هذا ما سيفعله الشعب اليمني و نضمن لهم أنها ستكون محاكمة عادلة.”
الوقت: بالنسبة للمفاوضات اليمنية الدائرة في الكويت، هل من مستجدات و إيجابيات تلوح في الأفق؟ أم أننا لا زلنا نراوح مكاننا؟
الاستاذ فاضل: “نحن و منذ البداية كنا نعلم أن هذه المفاوضات ستؤول إلى السقوط، و طاولة المفاوضات في الكويت ستسقط، كما مسقط واحد و مسقط اثنين و جينيف واحد و جينيف اثنين، لأن هؤلاء أولاً كاذبون و هم كاذبون في دعواهم وفعلهم، و هم يسعون لشراء وقت و مساحة زمنية من أجل الإعداد للمعركة، كما فعلوا في جينيف اثنين و اشتروا وقتاً للإعداد لمعركة الهجوم علينا و لكنهم فشلوا في ذلك، و نحن نأكد أن حشودهم و جيوشهم ستفشل مرّة أخرى و سيركعون تحت اقدام الإرادة اليمنية مهما حاولوا.”
و تابع قائلاً: “أما ذهاب الوفد الوطني إلى الكويت فهو استباق للأمور لأنهم يريدون أن يلقوا علينا حجّة أو ذريعة اننا نرفض الحوار و نحن متمردين و كذا و كذا..، علماً أن الوفد الوطني قدّم تنازلات كبيرة جداً و كان عليهم أن يستغلّوا هذه الفرصة و لكن للأسف هم كاذبون قولاً و عملاً، و هذا معروف سلفاً بالنسبة لنا، فمثلاً في موضوع الهدنة لم يستطيعوا حتى الانتظار لخمس دقائق لاختراقها، فلم تحدث هدنة بالأصل، فلو أوقفوا العدوان لخمس دقائق فقط لقلنا هناك هدنة و لو كانت لخمسة دقائق، و لكن لم يحدث هدنة اطلاقاً و بقي القصف مستمراً، اللهم أنه تم تخفيف الغارات الى حد ما لا أقل و لا أكثر، و ذلك حتى يتمكنوا من الإعداد البرّي و لكن نحن متأهبون لذلك و الجيش و الشعب اليمني و اللجان الشعبية على أهبة الاستعداد و نحن لهم بالمرصاد و سنهزمهم مرة أخرى، و سنعيدهم إلى كويت اثنين ان شاء لله.”