أجيالنا .. علم وجهاد
عمران نت / 26 / 7 / 2019
// مقالات // سعاد الشامي
هناك حيث تحط البراءة رحالها ، وتنار مصابيح الوعي في أجيالها ، وتستيقظ الأحلام الرضيعة من سباتها ، وتحجز تذاكر الأمل لماهو آت من أيامها.
كان سؤال عابر على رصيف المدرسة ..
إبراهيم ماذا تعلمت في هذا المركز الصيفي ؟!
تبسم شامخا وقال : تعلمت أن أكون قويا.
بهرني جوابه وشددت على يديه وكأني أشد بأيدي آمالنا المشرقة على الآلمنا الناطقة كي اساومها بإبتسامة طفل تجلو عن القلوب عتمة الألم.
وعاودت سؤالي إليه مرة أخرى إذا أخبرني كيف ستكون قويا ؟!
وبنبرة صوت حادة قال : تعلمت هنا كيف تكون الثقة بالله فأدركت بأن الله هو القوي وماسواه هم الضعفاء فصغر شأنهم في نظري وتطلعت إلى قوة الله التي لايمنحها إلا لمن وثق به وكان معه و تحرك في سبيله.
وماهي إلا لحظات حتى اكتظ المكان بالعديد من الطلاب الذين سارعوا ليدلوا لي بمااستفادوه من هذا المركز … فمروى تعلمت كيف تصلي ، وأسماء تعلمت كيف تتقن تلاوة القران بطريقة سليمة ، وآية تعلمت كيف تجعل من توجيهات القرآن نبراسا تهتدي به في كل دروب حياتها ، وأيهم تعلم كيف يقرأ ويكتب ، وليلى تعلمت أن معرفة الله هي أهم المعارف الكونية ، وأحمد تعلم كيف يكون محسنا ليعطف على الفقراء ، وملاك تعلمت كيف تتخاطب باللغة الإنجليزية ، بينما أصر المعتصم على إبراز موهبته الإنشادية وسارع إسماعيل ليتباهى برسوماته الجميلة ، ولن أنسى محمد البارع في تسديد أهداف كرة القدم وأبرار المتألقة في موهبة التطريز وحياكة الصوف.
مثل هذا النماذج المشرقة من صور الطفولة لن نراها في هذا المركز وحسب بل هي متواجدة في كل المراكز الصيفية التي تهتم بأجيال المستقبل وتبني نفوسهم على أسس الإيمان وتزرع فيهم المبادئ والقيم الفضيلة وتعزز مواهبهم المتعددة وتعطيهم المحفزات الهائلة للعطاء الفعال وترشدهم إلى معالم الحياة القويمة ليكونوا جيل اليمن المؤهل للنهوض بالوطن إلى أرقى مستويات البناء الحضاري والجيل الواعي والقوي الذي يتحدى كل الصعوبات ويكسر كل المؤامرات التي صاغها لهم أعدائهم منذ دهرا من الزمن.
فما أعظم أن تحفر مواقع أقدام أبنائنا في حرم العلم المقدس وينفض الجميع رماد الإهمال المتراكم في سنين باهتة الألق غائمة الضوء كانت الطفولة فيها ضريرة البصيرة ملوثة القيم .. وتؤشر بوصلة الإهتمام المجتمعي بإتجاه هذه الفئة العمرية وتمتد الأيادي الحانية إليهم لنؤرخ كلنا ولادة أعظم جيل برغم المعانات والأوجاع التي سكبتها قوى الإجرام على يمن الإيمان.