أمريكا تعتمد سياسة حافة الهاوية لجر إيران إلى مفاوضات لا تبالي بها .
عمران نت / 15 / 6 / 2019
// مقالات // عدنان علامه
إن تزامن حصول الإعتداء الإرهابي على ناقلات النفط في خليج عمان مع زيارة رئيس وزراء اليابان والسرعة القياسية لتصريح بومبيو الدقيق جدا ً بكلماته المنتقاة بدقة عالية يوحي بمسؤولية إيران عن الهجمات على ناقلتي النفط في خليج عمان .
للأسف لا يزال بومبيو يحن إلى عمله السابق كمدير وكالة ال CIA السيئة الصيت ويتصرف على هذا الأساس فهو يعلق على كافة الأحداث ودائما نراه في واجهة الأحداث التي تمهد للمؤامرات التي يحيكها مع ترامب وبولتون في الغرف السوداء التي إعتاد عليها . وسانطلق في التحليل على تصريحات السيد بومبيو المتسرعة جداً “والتقييم الأمريكي” الجاهز لإتهام إيران : ” [تقييم] أميركا هو أن إيران مسؤولة عن الهجوم على ناقلتين في خليج عمان” .
فالتقييم كان متسرعاً جداً وقبل أن يبدأ التحقيق. وإذا قارنا استهداف الناقلتين في خليج عمان وإستهداف ناقلات النفط في ميناء الفجيرة منذ حوالي شهر تقريباً نلاحظ التالي :-
1- كانت عملية الفجيرة (خارج مضيق هرمز) عملية صامتة كلياً .حيث منعت وسائل الإعلام المحلية والعالمية من تداول الخبر وأنفردت قناة الميادين بإذاعة الخبر .وعملت الجهات المنفذة للتفجيرات على التشكيك بمصداقية قناة الميادين كونه خبراً يتيماً باللغة الإعلامية ولا يوجد تواتر في وسائل إعلام أخرى؛ فأمرت ميناء الفجيرة بإصدار نفي لحصول أي عمل إرهابي في الميناء .
2- إن عملية إستهداف ناقلتي النفط في خليج عمان(داخل مضيق هرمز) كانت عملية صاخبة بإمتياز وحظيت بتغطية إعلامية من كافة الوكالات الصحفية في العالم.
3- لم يصدر أي إتهام مباشر لأي جهة في الفجيرة بأنتظار التحقيقات. وقد إتهم بولتون إيران بمسؤوليتها عن الإنفجارات قبيل إنعقاد القمم العربية والخليجيةوالإسلامية في مكة أواخر الشهر الماضي. والمفارقة بأن البيان الختامي لم يتهم إيران نهائياً .
وفي العودة إلى تصريح بومبيو؛ فآمل التدقيق بكلمة “تقييم” التي استعملها. “إنّ عملية التقييم هي عبارة عن نشاط إداري يقيس بدقة مدى تحقيق الأهداف والغايات المطلوبة، ويتمحور حول نشاطين رئيسين يتابعان عملية التنفيذ، ويرصدان الأخطاء فيها، ويقدمان تقريراً بذلك لاتخاذ القرار المناسب بشأنها”. وبالتالي فإن [التقييم] هو لتصحيح مسار خطة موضوعة سابقاً لجر إيران عنوة إلى المفاوضات مع أمريكا.
ويبدو أن بومبيو قد مهد “بالتقييم” بعد فشل مهمة رئيس وزراء اليابان ليتوجه ترامب بالإتهام المباشر لإيران : ” ترامب يتهم إيران بتنفيذ الهجوم على ناقلتي النفط في بحر عمان”.بدليل صور حسب زعمه . “صور ناقلتي النفط تظهر أن إيران “هي من نفذ” التفجيرات . علماً بأن صاحب الناقلة اليابانية كذّب الراوية الأمريكية حين صرح بأن جسماً طائراً أصاب الناقلة . وفي المقابل أكد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أن مزاعم الإدارة الأمريكية ضد إيران بشأن هجمات خليج عمان دون دليل، وتظهر أن فريق مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، وولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، ووزير الدفاع الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انتقلوا إلى الخطة البديلة وهي دبلوماسية التخريب.
ولمعرفة الجهة التي قامت بهذا العمل التخريبي علينا أن نحدد من هو المستفيد الأكبر بين الأطراف التي لها مصلحة في ذلك بين أمريكا والكيان الغاصب والسعودية والإمارات وحتى إيران . ويبدو أن ترامب قد وفر علينا جهد التحليل الموضوعي وأعطى صك البراءة لإيران في مضمون تصريحه . فلو كان ترامب “متيقن” بأن إيران هي الفاعلة لطالب بمعاقبتها فوراً بدل إنتظار الوقت للتفاوض مع إيران. وببدو أنه لم يفهم ما قاله الإمام الخامنائي لرئيس الوزراء الياباني.
وآمل التدقيق جيدا في تصريح ترامب :- أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن رغبة واشنطن بإعادة إيران إلى طاولة المفاوضات، مضيفاً أنّه “مستعدّ حينما تكون إيران مستعدّة، وأنّه ليس هناك ما يدعو إلى العجلة”.
وكان الرئيس الأميركيّ قد اتهم في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” الأميركية إيران بالهجوم على ناقلتي النفط في خليج عمان.
لذا علينا القراءة بعقل بارد جداً الأحداث التي ستزداد سخونتها لتحقيق سراب ترامب بالتفاوض مع إيران.
وإن غداً لناظره قريب