” المضحك المبكي ” في مؤتمرات مكة

عمران نت / 10 / 6 / 2019

// مقالات // محمد أحمد المؤيد

في الأونة الأخيرة – تحديدا ً أواخر شهر رمضان المبارك – حدث حدث فريد من نوعه , عبر عن غباء حقيقي يجثم على عقول غالبية الدول العربية خصوصا ً والإسلامية عموما ً, لأنه بالمختصر المفيد حدث ” مضحك مبكي ” , فهو مضحك لأنه يعبر عن شيئين مهمين أولهما في العملية السياسية السعودية التي تلعبها في المنطقة وكيفية قراءة حالها الذي بدت عليه ومدى الخوف الذي حثها وشدها للتحشيد لثلاثة مؤتمرات جملة واحدة وفي شهر رمضان تحديداً وفي مكة رغم الأزدحام الشديد في هذه البقعة المباركة , نظراً لتوافد المعتمرين , وخاصة في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك , وهذا يضحك فعلا ً لأن السلطات السعودية بالكاد تعمل تأشيرة عمرة للكثيرين من الراغبين بالعمرة في هذا الشهر الكريم , وخاصة العشر الأواخر , ولكنها بدت مضحكة حين كسرت اللوائح الخاصة بها ناحية تنظيم الوفود الوافدة إلى مكة في العشر الأواخر ولم تأبه بحضور كبير كالذي حدث في ثلاثة مؤتمرات من فترة زمنية وجيزة ومتتابعة , والشيء الثاني – المضحك – كيف أن وفود الدول العربية والإسلامية هرعت مباشرة لحضور هذه المؤتمرات التي دعت إليها السعودية وهم يعرفون أنها دعتهم للتباكي أمامهم ” بدموع التماسيح ” والشكاء عليهم بطريقة (الفخاخ / الحرباء) , وهذا ما يضحك فعلا ً, أما ما يبكي فحدث ولا حرج , فكم هي الصنائع التي صنعت السعودية بالدول العربية بدأً من صنعاء وحتى دول المغرب العربي وتركيا وأخرها السودان ومع ذلك نسي المهرولون للحضور وحضروا والذي من ضمنهم قطر المحاصرة للحظة ” غباء فاضح فعلا ً ” !!!!.

لا ننكر أن السعودية تبدو أمام العالم كرمز حضاري يدلل أو يعبر عن العروبة والإسلام , والذي جعل منها بهذه المكانة هو أن النبي محمد صلوات ربي وسلامه عليه وآله وصحبه بعث من وفي هذه المنطقة العربية بلسان عربي مبين ونزل عليه القرآن باللغة العربية في أرض العرب أرض مكة والمدينة لا غيرهما , وكلاهما موجودتان في إطار الحدود السعودية , وكذا بكون مكة والمدينة المنورة هما المكانان الطاهران اللذان يلعبان دور ومكانة أساسية في قلب كل مسلم ومسلمة ” عربي أو أعجمي” , حيث أنهما الوجهة الأساسية للعرب والمسلمين , وهذا ما جعل من السعودية بهذه المكانة العظيمة إضافة إلى الثروة النفطية التي حبى الله بها في هذه العقود من الزمن هذا البلد العربي المسلم بشيء عبر عن مباركة الله لهذه البقعة المباركة أصلاً من أرض مكة والمدينة وما حولهما , وهذه نعمة ربانية فريدة لم تجتمع في أي دولة عربية أو إسلامية بمثلما السعودية , غير أن السؤال الذي يطرح نفسه على كل فرد عربي ومسلم , هل هذه المميزات الخاصة بالسعودية دون غيرها سخرت وحوفظ عليها كي تجعل من السعودية في تلك المكانة التي يضنها الغرب والشرق , وبذا تستحق التهافت بتلك الطريقة وبزمن قياسي ودقيق من وفود الدول العربية في الجامعة العربية والدول الإسلامية في المؤتمر الإسلامي ودول الخليج من مجلس التعاون الخليجي وحضورهم جميعا ً إلى مكة وإعلانهم التضامن مع نظام آل سعود للذود عن الأراضي السعودية من جيرانهم اليمن بدعوى المد الفارسي الإيراني , ونسيوا أن السعودية لم تلقى من ” أبو يمن ” إلا شيء لا يكاد يذكر مقارنة بخمس سنوات من الحرب والحصار والدمار والقتل والتشريد المتعمد لكل اليمنيين والتأمر مع ستة عشر دولة ضد بلد عربي ومسلم وبذا فلا مقارنة مهما دلست وتملقتم , وهي – أي تلك الطريقة والأسلوب الذي صار من الوفود – إنما هي تملق معها وطمساً وتزويراً للحقائق على أرض الواقع , فهل كان للأمريكان غزو العراق إلا برضاء آل سعود ؟! وهل كل ما يجري اليوم في اليمن وليبيا وسوريا ولبنان والعراق والجزائر وتونس وتركيا وقطر وأخيرا ًالسعودية لولا تعاون وتأمر النظام الجاثم على أرض مكة والمدينة المباركتين؟!! , أليست جميع هذه الدول المتضررة في المقام الأول والأخير قد حضرت للمؤتمرات التي جرت ” رغم أنها أول ضحايا السياسة والسقاطة لخبث نوايا نظام آل سعود ” , نعم حضرت لكنها حضرت كحضور القطيع الذي لا يفهم من قانون الحياة إلا قانون الغاب , الذي يردد ” البقاء للأقوي ” , وهذا ما يجعلنا نقول : ” (الصميل / العصا الثخينة) خرج من الجنة أم ماذا ؟!! ” , لذلك فلم تكن مؤتمرات مكة إلا مؤتمرات مكاء وتصدية ونفاق وذل لم يدل إلا على حال الهوان الذي وصل إليه العالم العربي والإسلامي الذي بدى منصاع لأملائات نظام سعود الذي يفتك بالأمة العربية والإسلامية والخليجية.

لو نبشنا في الغباء الذي يتمتع به نظام سعود , لوجدنا أن حقدهم الأزلي والدفين على أمتهم العربية والإسلامية لم يعبر إلا عن غباء حقيقي ضرب الأمة العربية والإسلامية في الخاصرة , فبدلاً من أن يحكم هذه المنطقة تحديدا ً- وهو كما شرحت لكم تلك المكانة التي تتحلى بها السعودية أمام العالم النائم عن الحقيقة – نظام يتمتع بالعدل والغيرة والعزة الإيمانية التي لا تتزحزح أمام أي مؤامرات تحاك ضد الأمتين العربية والإسلامية , فتكون صمام أمان لجميع دول المنطقة العربية والإسلامية والخليجية , بل وتكون المرجع والملاذ الآمن الذي يلوذ إليه كل عربي أو مسلم , لكن من الواضح أن الأعداء قد أدركوا منذ زمن ليس بقريب المعاني التي يجب أن يتحلى بها النظام المتحكم بمنطقة يتوسطها مكة والمدينة المنورة , وبذا فقد حكموا على هذه البقعة من جزيرة العرب ” آل سعود ” الذين بدوا عملاء بكل حركاتهم وسكناتهم , التي لاأسف لم تزد الأمتين إلا ذل وتقاعساً وتشرذم , وهو الأمر الذي لو تطلعنا إلى كل بقعة من بقاع العالم فلن نجد سخونة وتشرذماً وتشتتاً وأقتتالاً كما يحدث في بلاد العرب تحديدا ً وأولها اليمن , التي تحالفت السعودية مع دول عديدة عربية وأعجمية من أجل تدمير اليمن والنيل منه , ناهيك عن سوريا وقطر وتركيا والكثير من الدول التي تأثرت بفعل الخبث الذي يحمله نظام آل سعود وآل زايد الذي لا يفسر لنا إلا حجم العمالة لأربابهم الأمريكان والصهاينة اليهود ” ولا نامت أعين الجبناء “.

..ولله عاقبة الأمور..

ملتقى الكتاب اليمنيين

مقالات ذات صلة