عقيدة الإخوانجعفّاشيّون و قدس بطونهم

عمران نت / 8 / 6 / 2019

// مقالات // أشواق مهدي دومان

ربّما صدفة مرّت إحدى الأخوات الإخوانجيّات بي و أنا أمشي نحو السيّارة التي ستنقلنا لمكان يوم القدس العالمي فتسألني : وين سايرة يا شوشو ؟
جاوبتها : ” يوم القدس العالمي اليوم عتجي معانا ؟” ، غيّرت لهجة الدّلع التي كانت منحتني إيّاها قائلة : ” يا أشواق احنا عند قدس بطوننا ، و أنتو…”
لم تكمل لكنّها حملت غيظها و مضت ، و كنتُ قد تأخّرت و الجميع ينتظرني فما من مجال للنّقاش مع تلك الأخت ، و حدث نفس الموقف العام الماضي مع وكيلة مدرسة عفّاشية حين مرّت أمام الباص الذي سيقلّنا إلى مكان إحياء يوم القدس العالمي فسلمتُ عليها و سألت نفس سؤال السّابقة ، و كانت نفس إجابتي ، و قلت لها : ” معانا يا أستاذة ” ، قالت : ” احنا عند قدس بطوننا ” ،
حينها أدركت مدى التّشابه بين إخوانعفّاش ، بل إنّهم وجهان لعملة واحدة ، و بهذين الموقفين اللذينِ اختصرت و أوجزت فيهما تلك الصّديقتان ثقافة ليست بغريبة عن مرتزق أو خائن ، بل كانت جملتهما مخرج من مخرجات عقيدة و ثقافة و فلسفة تعب الإخوانجعفّاشيّون في نحتها في صدور أتباعهما على مدار سبعة و ثلاثين عاما ( حكم عفّاش و الأحمريين ) و تبعها أربعة أعوام ( حكم داعش عبد ربّه و الأحمريين) هي ثقافة و عقيدة و فلسفة :
( تقديس البطن و ما حوى ) ، و من أجل هذه الثّقافة فرّ كلّ مرتزق و خائن ببطنه و انتصر لهذه البطن و خان و باع وطنه من أجل بطنه ، و كلّ ذلك لأنّه مؤمن بأنّ بطنه مركزه و وطنه و هويّته ، بينما بقي الحوثي ( كما يقولون ) و أتباعه في اليمن و باعوا أرواحهم و دماءهم للّه و في سبيله و الدّفاع عن عقيدة محمّد بن عبداللّه و دينه و هويّته التي ليس فيها بيع القدس ؛ فالقدس مركز ، و مقياس ، و ترمومتر العقيدة الصحيحة ، و هي مثار نقاش البنادق ، و تلاسن القوى بترسانتها ، و هي محطة الانتصار ، و معيار الإيمان فليسمعني أصحاب :
” قدس بطوننا ” حين أخبرهم أنّ من قدّس بطنه فقد هوى لأنّ البطن ميّتة ، فانية كبقيّة جسد الإنسان ، و من قدّس شعائر اللّه و حرمات اللّه و مقدّساته فقد فاز ، و سمى فاللّه حيّ لا يموت ، و من آمن باللّه و بما أنزل على محمّد فإيمانه مخدوش مادام قد تنكّر و أنكر الأقصى الذي لازال مسرى محمّد ( صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ) الذي قال بلسانه ربّ العالمين : ” سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا ، إنّه هو السّميع البصير ” ، و كذلك نخبرهم أنّ محمّدا لم يمت فينا بينما مات بقرآنه فيهم، حين جلس ممثّلهم بين حبيبيه نتنياهو و بومبيو ، و حين يفاوضوننا ليس من أجل إيقاف العدوان على وطنهم بل من أجل دعم بطنهم ، و السّلام .

 

مقالات ذات صلة