هدايا العيد الهدية الثانية
عمران نت / 7 / 6 / 2019
// مقالات // زينب الشهاري
في هدايا العيد نزف البشرى و نقدم التحايا لمن استحقوا التكريم و استوجبوا التشريف و حضوا بالمحبة و التقدير و نالوا عن جدارة هبة المولى لأحبائه بهدية العيد و التي نرسلها مغلفة بأصدق مشاعر الإجلال و الإعزاز لمن كانوا لكل أيامنا عيداً و نوراً و جمالاً لمن صنعوا العيد حللاً بهية و أياماً سعيدة قبل و بعد شهر رمضان و في كل حين و في كل زمان ضد أئمة البغي و الطغيان…
و هل كان العيد ليكون عيداً لولاهم؟!، و هل كنا سننتظر مقدم العيد إن لم يكونوا حيث هم، و هل كنا سنكون على قيد الحياة نرشف الأمل و نرسم الحلم لولا تواجدهم في مواقع الشرف و البطولة؟! فهم من غابوا ليكون العيد حاضراً، و هم من خاضوا غمار الموت ليهدونا فرحة العيد، فهم حضن الأمان و سر البهجة و مصدر السعادة، هم الذين ازدانت نفوسهم بروحية البذل و من تألقت أرواحهم بغيث العطاء، و هم من رابطوا الشهور و السنين و صبروا على العناء و تحملوا المشقة ليصنعوا بهاء العيد و يرسموا البهجة على كل الشفاه و يدفعوا عنا الشر و كيد العدا فنتنعم نحن على كفوف الأمان في حياتنا و يوم عيدنا بينما هم يستنشقون حمم النيران و يتلقفون القذائف و يواجهون الموت طالبين حياة الكرامة أو الفوز بنعيم الآخرة في انتصارات تتلى آناء الليل و بطولات تروى أطراف النهار تتسابق الأقلام لتكتب عن عظمتها و تتنافس صفحات التاريخ لتخلد روائعها.
فما العيد إلا فرحة نسجتموها بدماء جراحاتكم و ما العيد إلا طمأنينة وزعتموها بعيون ساهرة لا تنام و أرواح متيقظة و قوة متوهبة و حماس متقد في ميادين البطولة ليأتي يوم العيد مشرقاً بهياً بإشراق صدقكم مع الله و بهاء نفوسكم التي زينها التقى و الهدى و الصلاح فيا رجال الله من مجاهدي الجيش و اللجان الشعبية أنتم من تطيب الأفئدة بسرد صفاتهم و تستأنس النفوس بذكر بطولاتهم، العيد أنتم يا أسود الوغى فما أغلى تضحياتكم و ما أقوى إيمانكم و ما أروع جهادكم، تركتم الدعة و الراحة و ذهبتم حيث المغنم الحقيقي لا تثنيكم مشقة و لا يضنيكم عناء لتشعلوا شمس العزة للأمة التي خفت ضوؤها و تجلو عتمة أيام كحلها المفرطون المقصرون على مدى أزمنة طوال، افترقتم عن الأهل و رابطتم في الثغور زادكم الذكر و رفيقكم القرآن و مبتغاكم جنة الرضوان.
نفرح بالعيد و نلبس الجديد و نأكل الحلوى و نشارككم البهحة و أنتم في مواقعكم تحت النيران، نشارككم الانتصارات و أنتم في خضم الأهوال، العيد يحل كلما ثأرتم لأهلنا الذين قضوا في الغارات، العيد يحل كلما اقتصيتم لأرواح الأبرياء الذين قتلتهم يد الإجرام بلا ذنب، العيد يحل كلما سمعنا عن دك المعاقل و صد الزخوفات و بسط السيطرة و تطهير المواقع، العيد يحل مع إطلاق الصواريخ و إسقاط الطائرات و إحراق الآليات و اختراق التحصينات و هزيمة الكتائب، العيد يحل مع كل صرخة ثائر حر، العيد يحل معكم في كل ميدان و ساح و كل وقت و مع كل ضغطة على الزناد.
هدية العيد لكل مجاهد خرج من أسرة مؤمنة دفعته و شجعته أسرة توالي أولياء الله و تتبرء من أعدائه و تنصر دينه، هدية العيد لكل مجاهد التزم بفرض الجهاد و بتعليمات الله و أقام ركناً مهماً لا يصلح حال الأمة إلا به فتكسب المنعة و القوة بالإنطلاق فيه ألا و هو الجهاد في سبيل الله، هدية العيد لكم يا أبطالنا، فأنتم عزنا و أنتم فخرنا و بكم نصرنا…
فلنكتشف من للعيد و فرحته أيضاً يستحق في موعدنا القادم من “هدايا العيد”…..
ملتقى الكتاب اليمنيين