شعب الأنصار وقدس المسرى
عمران نت / 2 / 6 / 2019
// مقالات // سعاد الشامي
لا أعرف حقا ما يجب عليّ كتابته !!
فحروفي ترتجف وتكاد تسقط في غياهب بحر الكلمات من قداسة الموقف الذي لا تحويه المفردات ولا تنصفه الحروف. والدمعة تتدحرج من حدقات عيوني فرحاً لما رأته يومها هذا. وقلبي يلتحف حروف إسم القدس بمشاعر موشاة بلواعج المحبة ومطرزة بخفقات العرفان لمن نفضوا غبار المعاناة وخلعوا رداء الصمت وأمتطوا براق الوفاء وخرجوا إلى ساحات الكرامة يشاطروا فلسطين الحبيبة كأس الأسى ويتقاسموا معها رغيف الوجع وهم يعبروا عن أصالتهم العريقة وقيمهم الجوهرية وموروثهم الإيماني المعهود وشموخهم اليماني المحمود.
فلقد جاء اليوم مبشراً بإستعادة مقداساتنا المغصوبة ورأينا من الحقائق الجلية ما يكفي للتصديق بأن ساعة التحرر إقتربت وأن مظاهرات اليوم هي ملحمة الحرية التي تعكس شعاع النصر كلما صدعت المواقف الصادقة في اللحظات الحاسمة.
اليوم أنتفضت أوجاعنا من تحت ركام القصف الحقير وتماهى الألم مع الأمل وعانقت مظلوميتنا باحات الأقصى الشريف وصافحت آهاتنا المكلومة أغصان الزيتون المحروقة وبسطنا للقدس جناح المساندة والمناصرة.
اليوم رجالاً ونساءً بهامات الكرامة التي لا تنحني وبمشاعر الإعتزاز التي لا تنفذ ، يؤدون فريضة الجهاد ويهتفون للقدس بلغة الحق التي تأبى الضيم وترفض الظلم وبمفردات القوة التي تحطم أحلام الصهاينة وتنسف بنود صفقة قرن الشيطان.
فأين هم زعماء العار وصهاينة الهوى من فلسطين؟!
آترونهم اليوم بعد أن مسهم بأس اليمنيين بالنكال كيف لاذوا إلى بطن مكة مذعورين يتهامسون ويتعاتبون ويتباكون فشلاً وتخبطاً من على طاولات القمم الهزلية !!
إذا فلتخبريهم يا يمن الإيمان وأيقونة المجد أن الخنوع ضعف ومهانة وأن الجهاد قوة وكرامة وأن القدس المتجذر حبها في أفئدة شعب الأنصار ستبقى عربية ما جرت الدماء في العروق ، وأن الغلبة لن تكون إلا للأحرار الذين يناصرون المستضعفين ويحملون على كاهلهم قضايا الأمة المصيرية.
وشتان بين مواقف العزة وقمم الذلة وهيهات لهم القدس وهيهات منا الذلة.
ملتقى الكتاب اليمنيين