أمريكا تزيد الضغط على إيران بإعطاء الأوامر للدول الخليجية بإتهام إيران
عمران نت / 1 / 6 / 2019
// مقالات // عدنان علامه
أوعزت أمريكا إلى عقد القمم الثلاث الخليجية،العربية والإسلامية في مكة بشكل عاجل ومؤتمر البحرين في أواخر الشهر المقبل . وسارعت أمريكا إلى إرسال موفديها بولتون وكوشنر إلى الخليج والرباط والأردن وستشمل جولة كوشنر الكيان الغاصب طبعاً.
وسأتناول زيارة بولتون فقط في هذا المقال لارتباطها الوثيق بما حصل في اليومين الماضيين . وتعتبر تصريحات بولتون الأوامر المباشرة لحكام الخليج لإتهام إيران وبذلك یكون قد انتهى البيان الختامي للقمتين العربية والخليجية.
فمن المفترض أن تكون القمة الخليجية الطارئة قد انعقدت في منتصف الشهر الحالي لمناقشة أحداث الفجيرة ولكن أمريكا أمرت بأن يتزامن موعد القمة في آخر جمعة من شهر رمضان والتوقيت ليس بريئاً كلياً. فهو يتزامن مع يوم القدس العالمي ومع اليوم الذي يفترض أن يكون يوم عبادة للمسلمين بموجب قوله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} (الجمعة-9) .
وبذلك تكون أمريكا قد حاولت أن تضرب عصفورين بحجر واحد تتهم إيران في اليوم الذي كرسته يوماً للقدس العالمي وتريد المزيد من إذلال حكام الخليج بإطاعة أوامرها بالعمل في يوم العبادة بعد أن أذلتهم بدفع الجزية وانصاعوا لها صاغرين .
وسنراجع تصريح بولتون الأخير ومن ثم نستعرض إستهداف ناقلات النفط لنحلل سوياً الأحداث يومها. كنت أنتظر التحقيق المهني الرسمي لأعلق عليه. ولكن من العجيب أن مُفَبْرِك ملفات أسلحة الدمار الشامل في العراق بولتون قد أصدر نتائج تحقيقه وأصدر القرار بإتهام إيران قبل يومين فقط من موعد القمم .فيا لها من صدفة!!!!!!!!
فقال جون بولتون، مستشار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب لشؤون الأمن القومي يوم الثلاثاء الماضي “إن الهجوم الذي استهدف عددا من السفن في ميناء الفجيرة بالإمارات ناجم عن “ألغام بحرية مؤكد تقريباً أنها إيرانية”.
وللوصول إلى تحليل منطقي حول الجهة التي نفذت العمل علينا تحديد الجهة المستفيدة من التفجير مع التركيز على حل الألغاز التالية التي ستحدد الفاعل دون أدنى شك :-
1- سبب نفي الإمارات للتفجيرات، مع إصدار بيان ينفي كلياً ما تفردت به قناة الميادين من إذاعته . والإعتراف بعد حوالي 15 ساعة بكل ما تفردت به قناة الميادين ببثه على مدار الساعة في كافة مواجزها ونشراتها .
2- من لديه السلطة على منع كافة وسائل الإعلام في الإمارات والعالم من التعاطي مع خبر إستهداف ناقلات النفط ؟ علماً بأن دخان إحتراق إحدى الناقلات كان يلاحظ من إلإمارات الأخرى .
3- لماذا تم إستهداف الناقلات يوم الأحد ؟ ولماذا لم يتخذ أي إجراء علما بأن هناك فاصل زمني لعدة ساعات بين التفجيرات؟
مما لا شك فيه بأن هدف ما حصل هو خلط الأوراق في المنطقة بشكل عام بحيث تشابكت وتقاطعت المصالح حتى شكلت متاهة لا مخرج منها .
ولا بد أن نربط التفجيرات مع الأحداث المواكبة التي شهدتها المنطقة ومع التهديدات والتحركات الميدانية الأمريكية والتي تتضمن إرسال حاملة طائرات وقاذفات B52 . وأما الجهات المستفيدة من إستهداف الناقلات مع الحفاظ على عدم إرتفاع سعر النفط وإتهام إيران بنفس الوقت فتنحصر بأمريكا فقط لإبتزاز المزيد من المليارات من دول الخليج بحجة حمايتها من إيران .
وأما من له مصلحة في استهداف الناقلات فسارتبها حسب الأولوية :-
1- العدو الصهيوني : فمن مصلحة العدو الصهيوني الإستراتيجية أن يهيء الأسباب لتشن أمريكا العدوان ولا يوجد أفضل من تلك الفرصة .
2- أنصار الله : أعلن سماحة السيد عبد الملك الحوثي بأنه مع بداية السنة الخامسة للعدوان سننتقل من الدفاع إلى الهجوم على دول العدوان فحصل الهجوم على ينبع والرياض بعيد الهجوم على ميناء الفجيرة. واللافت أن أنصار الله تباهوا بعمليتي ينبع والرياض. ولم ينبسوا ببنت شفة حول تفجيرات الفجيرة. علماً بأن الإمارات تحتل جزيرتي سقطرى وميون ومحافظة عدن وحضرموت وعدة محافظات أخرى . لذا لهم الحق والمصلحة الكبيرة في مهاجمة أهداف في الإمارات .
3- إيران : جاءت تفجيرات الفجيرة عقيب تصريحات إيرانية عالية النبرة بوقف صادرات النفط إذا تم منعها من تصدير نفطها، وخاصة بعد استعداد السعودية والإمارات لتعويض السوق عن النقص الحاصل من تراجع إمدادات النفط الإيراني وبالتالي باتت المتهمة الرئيسية.
وبالعودة إلى تصريح بولتون فإنه لا يمت إلى الحقيقة بأية صلة . فهناك ناقلتين شبت النار فيهما من على السطح وإحدى الناقلات أصيبت بفجوة نظيفة جدا دون وجود أثار شظايا ناجمة عن لغم . ويجب الأخذ بعين الإعتبار بأن من قام بعلميات التفجير هم خبراء متمرسون يريدون الحاق الضرر بالناقلات دون إغراقها . ولا يوجد خبراء أكثر من رجال الشيطت لدى العدو الصهيوني وقوات الفقمة التابعة للقوات البحرية الأمريكية . وبالتالي تلصق التهمة بإيران وأنصار الله فجسمهم “لبيس”.
مما يعزز اليقين بأن أمريكا وقد تكون بالتعاون مع إسرائيل وراء التفجيرات لأنهما الوحيدتان القادرتان على التحكم بوسائل الإعلام العالمية التي حجبت خبر رئيسي بالإضافة إلى قطع كافة وسائل التواصل الإجتماعي في الفجيرة . وإن إختيار يوم الأحد للتنفيذ هو لضمان عدم التداول بسعر برميل النفط في أسواق البورصة العالمية بسبب العطلة الرسمية . فأمريكا تستعمل البعبع الإيراني لتبتز السعودية ودول الخليج بمليارات الدولارات .
وإن تاخير إتهام إيران لأكثر من 19 يوماً من تفجيرات الفجيرة هو بسبب التخطيط الدقيق لإنشاء جبهة عربية من الدول الخليج برعاية أمريكية ودعم من العدو الصهيوني ضد إيران. ولا بد من التوضيح بأن ترامب يستعمل كافة الوسائل الشيطانية لإجبار إيران على طلب التفاوض. وقد غاب عن ذهنه بأن الجمهورية الإسلامية تطبق تعاليم الإسلام المحمدي الأصيل. فكافة الأحاديث والروايات تنهى عن التعامل مع المنافق والكاذب وعديم الثقة والذي لا يحترم المواثيق والعهود .ولهذه الأسباب ترفض إيران تحديداً التفاوض مع ترامب وإدارته الحالية وليست التفاوض بالمطلق مع امريكا لأن ترامب حائز بإمتياز على الصفات أعلاه .
*إن إعتماد ترامب على سياسة حافة الهاوية معتمدا على بولتون وبومبيو قد يفجر المنطقة كلها . وقد مررت إيران رسالة لأمريكا بامتلاكها طوربيدات ذكية وسرعتها 4 أضعاف سرعة أي طوربيد حديث وذكي مما يجعل كافة القطع البحرية في دائرة الخطر إذا ما فكرت أي دولة بالإعتداء على إيران .
وإن غدا لناظره قريب