من منهجية وعلى خطى فزت ورب الكعبة
عمران نت / 25 / 5 / 2019م
// مقالات // أمل المطهر
تقترب منا ذكرى موجعة وفاجعة عظيمة حلت على الأمة الإسلامية بل وفجعت بها الإنسانية بأسرها وهي ذكرى ارتقاء أميرالمؤمنين وقائد الغر المحجلين ووصي رسول رب العالمين علي بن أبي طالب إمام المشارق والمغارب .
وبينما نحن نسترجع تلك الذكرى ونقف في محراب الوصي التقي ونرى دمائه الزكية تراق بيد أشقى الأشقياء
بينما نحن في خضم ذلك الوجع و بكبر تلك المصيبة نعود إلى زماننا هذا ونقيس مابين ذاك الزمان الذي أستهدف فيه الإمام علي وهذا الزمان سنجد أن الإمام علي كمنهجية كثقافة كولاية كأساس بناء للنفس البشرية في جميع مجالات الحياة مازال يستهدف حتى الساعة .
الإمام علي الذي عرف بعقليته الفذة وحكمته البالغة وقوته الجسدية العظيمة التي اكتسبها من خلال بناء نفسه وعقله البناء الإيماني الراقي والوعي المتنامي بناء قرانياً ربانياً أوصله لمبالغ درجات الكمال الإيماني ذلك الرجل الذي أكمل به وبولايته دين الله رغم كل هذا وغيره الكثير لن يتسع لنا المقام لذكره إلا أننا نراه يسقط في محرابه شهيدا لتضيع أمة الإسلام وتتوه بين صحاري ثقافات مغلوطة وولاءات متعددة
يقتل الإمام علي ويستهدف بشكل مدروس وممنهج بشكل دقيق فالإمام علي كان أكبر خطر على أعداء الدين وأعداء الإنسانية ومن بعد وفاة النبي صلوات ربي عليه وعلى آله سعى أعداء الدين الإسلامي لطمس الدين المحمدي السليم والمنهجية القويمة
وكان استهداف الإمام علي على راس ذلك المخطط فهو المنبع الصافي الزلال لتلك المنهجية المحمدية وبدأت رحلة الأمة مع الشقاء باستهداف أعلام هديها جيلا بعد جيل وتغييبهم واخفاء معالم طريقهم المستقيم وصنع أعلام من ورق أفعالهم هشة وبطولاتهم خيالية لتجري الأمة وراء سراب يحسبونه هو المخلص والمنقذ ويجرون بعيدا عن المنقذ الحقيقي والمخلص الوحيد لهم من كل ما يعانونه من شقاء .
وتتجلى لنا الحقائق واضحة كنور الشمس فنرى الآن من يتولى أمريكا وإسرائيل ويسير في فلكها ويسبح بحمدها ونرى من يقاتل في صف الباطل وهو يشهد بأن الله هو الواحد الأحد ونرى من يضرب ويظلم ويقتل وهو لا يحرك ساكنا ولايدفع عنه ضيماً بسبب ذلك الولاء الهش والإنتماء المجوف الخالي من أية مبادئ .
لكن رغم كل هذا الظلام وتلك الأوجاع نرى نور الله ينبثق من بين تلك الجدران وينبلج ساطعاً من وسط ذلك التيه ليقولها ويؤكد تلك السنة الإلهية بأن دماء الإمام علي هي من انتصرت كما انتصرت دماء ابنه الحسين بكربلاء وكما انتصرت دماء ابنه زيد في أرض الكناسة وكما انتصرت دماء ابنه الحسين بمران.
وهاهي تلك الجملة الشهيرة التي قالها الإمام علي حينما ضربه بن ملجم على رأسه الشريف حتى تخضبت لحيته الشريفة بدمه الطاهر (فزت ورب الكعبة) تتردد الآن على مسامعنا من فم كل علوي مجاهد أبى الضيم والإذعان لمعاوية عصره.
هاهي أفي سلامة من ديني يتردد صداها في أرض الحكمة والإيمان فيسمعها العالم بأسره أفي سلامة من ديننا إذاً فلا نبالي بصواريخكم ولابحصاركم ولا بعواصفكم
أفي سلامة من ديننا لانبالي بعدتكم ولابقوتكم .
هاهي ضربات الإمام علي في كل مترس ووراء كل صاروخ وخلف كل بندقية هاهي تسبيحات وصلوات واستغفار ودعوات الإمام علي تتردد في سمائنا وتشق الفضاء تكبيراً وتمجيداً لله الواحد الأحد .
هكذا فزنا ورب الكعبة بولايتنا للإمام علي وهكذا كنا وعدنا خير أمة أخرجت للناس وأصبحت ليلة استشهاد الإمام علي نقطة إنطلاقة لنا لإحقاق الحق وإبادة للباطل وانتصار للإنسانية .