ماهوا الهدف من عقد قمتين طارئة في مكة المكرمة الذي دعى اليها الملك سلمان ? وهل جائت هذه المبادرة السعودية تحت وطأة الضغوط اﻷمريكية اﻹسرائيلية المتزامنة مع التصعيدات العسكرية في مياه الخليج ??
عمران نت / 21 / 5 / 2019م
// مقالات // مصطفى حسان
حقيقة الصراع اﻷمريكي مع إيران يهدف بصوره رئيسية الى إستهداف العقيدة اﻹسلامية , وقد حاولت أمريكا عن طريق السعودية محاربتها عقائدياً عن طريق توظيف التيارات الوهابية المسماة ( بالسنية ) لكنها فشلت , وأصطدمت بخطوط مقاومة شرسة في دول , ومحاور أغلبها سنية فأصبحت أمريكا مرغمة على محاربتها صليبياً , وستكون هذه آحدى العوامل الرئيسية ﻹثارة السخط في غالبية المجتمعات العربية , واﻹسلامية , والمستقبل الهش , والضبابي لمشرعهم الذي تم التخطيط له ( الحلف العربي لمواجهة إيران ) .
فكل التوترات التي تصنعها أمريكا في المنطقة منذ سنوات طويلة ستؤل في نهاية المطاف الى صراعات أقليمية حتمية , وهذا واضح من خلال إعلان الرئيس التركي أردغان بأن بلاده تحبط في كل يوم مؤامرة ضدها في الداخل ومن الخارج , والضغوط اﻹقتصادية التي أثرت بشكل ملموس على شعبية حزب العدالة والتنمية من خلال مؤشرات إنتخابات مجالس البلدية فمعدلات إرتفاع التوتر اﻹقليمي كلها مصاحبة ﻹرتفاع معدل التصعيدات اﻷمريكية .
العدوا التاريخي للعرب , والمسلمين لن يترك الخليج ينعم بأمواله النفطية طالما , وهم من العرب حتى وان كانوا حلفائهم اﻹستراتيجيين فإسرائيل عبر تاريخيها تتعامل مع حلفائها المصطنعين بالعديد من الحاذير والتدابير اﻹحتياطية وخطوط الرجعة فهي تنقل دول الخليج من أزمة الى أخرى لكي تظل في أزمات متتالية دون مخرج . . . !
وفي نفس الوقت لن تترك كل الدول المسلمة في حالها حتى تقضي على عقيدة اﻹسلام فيها سواء سنية أو شيعية أو قومية عربية صديق أو عدو خدمها في سياستها اﻹرهابية أو لم يخدمها .
المشكلة تكمن في سذاجة بداوة الخليج بالتبعية البلهاء , وخلوها من الكياسة , والعقلانية , والواقعية أدخلتها مئازق , وأزمات متوالية حلقاتها سواء كانت مالية أو عسكرية , وأصبحت أراضيها وخلجانها ومياه بحارها مرتع لقواعدهم العسكرية وسفنهم الحربية , وحاملات الطائرات , ومعداتهم التكنلوجية التجسسية فأصبحت مكبلة تماماً بمحيط عسكري صهيوأمريكي غير قادرة تماماً على اﻹفلات من مخالبه على المدى الطويل .
فهاهي السعودية تدعوا لعقد قمتين طارئتين في مكة المكرمة لبحث اﻹستفزازات اﻹيرانية ومواجهتها السؤال الذي يتبادر الى الذهن من وراء عقد هذه القمتين المتزامنة مع الحشود العسكرية اﻷمريكية في مياه الخليج .!
هل تسعى أمريكا , وإسرائيل لحشد خليجي عربي الى جانب الحشود اﻷمريكية ?
وهل ستنجح القمتين للملك سلمان ?
أم سيكون مصيرها كمصير حلف الناتو العربي لمواجهة إيران الذي واجه صعوبات وعقبات .
النظامين السعوإماراتي مصابات حالياً بالتوتر السياسي , ووضعهم محرج لا يحسد عليه تحت ضغوط حلفائها الصهيوأمريكي , ومساعيها حالياً متخبطة جداً , وتحاول من خلال عقد القمتين الطارئة بالدفع بعواصم خليجية , وعربية , وإشراكة في شباك الفنن , والحروب المشتعلة التي تريد إمريكا , وإسرائيل في إيقادها على إيران .
فهذه الدويلتين كانت تضن أن دورها سيكون في التحريض والتمويل فقط في إشعال الحروب كما كانت تفعل في السابق , ولكن حليفهم الصهيوأمريكي وضعهم أمام اﻷمر الواقع بالمواجهة الفعلية , وليس من تحت الستار المنحصر فقط بالتحريض , والتهليل , والترحيب , والرقص بقرع طبول الحرب ﻷن أمريكا فشلت في كل مساعيها في تغيير الموقف اﻷوروبي في تكوين تحالف أطلسي أمريكي – أوروبي ضد إيران بل أكدت رفضها للتصعيد العسكري , وكذالك روسيا والصين ترفضان أي إستهداف عسكري ﻹيران .
فكل من السعودية , واﻹمارات , وإسرائيل كل هدفهم أن تخوض أمريكا الحرب المباشرة مع إيران أما دور الثلاثي يكون محصوراً بدعماً لوجستياً , واسلحة متطورة صهيونية , وإستغلال الثروات النفطية السعودية , واﻹماراتية في التمويل لتكاليف الحرب كما عملت في تمويلاتها لحروب أفغانستان , ونظام صدام حسين في العراق سابقاً , ولاحقاً في تمويل حروب داعش , والنصره , وقواعد اﻹرهاب في سوريا والعراق , وليبيا
ملتقى الكتاب اليمنيين