غزوة بدر الكبرى تكسر هيبة قريش
عمران نت / 21 / 5 / 2019م
// مقالات // عدنان الكبسي
في العصر الجاهلي كانت قريش لها مكانتها المرموقة في الجزيرة العربية، لدرجة أن القبائل العربية كانت تهاب قريش بسبب مكانة الكعبة في قلوب العرب، كما النظام السعودي اليوم.
كانت تظن القبائل آنذاك أن الكعبة لا يتولاها إلا خيار البشر، فلم تدخل أي قبيلة في صراع مع قريش، مع أن القبائل كانت تتناحر فيما بينها بين الحين والآخر.
فاستغل أشراف قريش مكانة الكعبة في الظلم والطغيان والجهل والعمى فأضلوا أمة بأكملها، حتى وصل ضلالهم إلى كل عربي، حتى عندما بعث بينهم ومنهم رسول الله محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) أرادوا قتله لولا عناية الله به، فتركهم رسول الله وهاجر إلى يثرب (المدينة).
في المدينة المنورة يبني رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) دعائم الإسلام وأسس الإيمان حتى تخرج على يديه رجال عظماء كرماء، فيشاء الله أن يخرج المؤمنون ليظهروا بأحدى الطائفتين، وكانت رغبة المسلمين في قافلة قريش ولكن لله إرادة أخرى (( وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ)).
كانت القافلة التجارية مع أبو سفيان هدفا مهما ومغنما كبيرا فكانت إليها كبيرة والله أراد إحقاق الحق وإبطال الباطل وقلعه من واقع الحياة، وذلك يتطلب موقفا إيمانيا جهاديا، وكان لابد من المواجهة العسكرية والإحتكاك والقتال.
فإحقاق الحق لابد فيه من جهاد وتضحية، لابد من الإصطدام المسلح والمواجهة العسكرية، ولقد ترتب على تلك المواجهة نتائج مهمة واستثنائية ومفصلية وفارقة وأسست لمرحلة جديدة، مرحلة بدأ فيها اضمحلال قوى الطاغوت وسقوط الشرك والطغيان، وبدأ فيها تصاعد قوة الكيان الإسلامي، وانتصر فيها المشروع العظيم.
بهذه المعركة سقطت هيبة قريش حتى من نفوس الآخرين وبدأ الكيان القرشي بالسقوط والإنهيار وبدأ الكيان الإسلامي في القوة والتمكين وتوسع بعدها في الجزيرة العربية.
وهكذا كما كان زوال قريش سيزول النظام السعودي، وكما تضعضع بنيان الكفر في أول معركة للمسلمين، وأول مواجهة مع قريش نفسها سيتضعضع بنيان النفاق المتمثل في النظام السعودي وقد بدأت هيبة نظام النفاق بالسقوط في نفوس المجتمع الإسلامي.
وكما عذب الله كفار قريش بأيدي الأنصار يعذب الله النظام السعودي بيد أبناء الأنصار (( وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ ۚ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)).
ولكم يا آل سعود عبرة بقريش، ولأنكم أبيتم أن تعتبروا بالآخرين ستكونون بإذن الله عبرة للآخرين، وما يوم بدر عنكم ببعيد.
ملتقى الكتاب اليمنيين