الحرب الكبرى القادمة
عمران نت / 19 / 5 / 2019م
// مقالات // عبدالحافظ معجب
من يتابع التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية إيران الإسلامية، يلحظ أن أجواء الحرب تخيم على المنطقة، والكل ينتظر لحظة المواجهة، التي لا نعلم متى وأين وكيف ستكون. غير أن التدقيق في المشهد يوصلنا إلى عدم توافر الرغبة الجادة في المواجهة بين واشنطن وطهران، لأن كلا الطرفين لديه حساباته الخاصة، والرسائل المتبادلة لم تتوقف بين الطرفين، بشكل يوحي بأن كلا الطرفين لا يحبذ سبيل السلاح.
في حال اندلعت المواجهة فهي حتماً ليست حرب واشنطن بقدر ما هي حرب المحمدَيْن المراهقَيْن، بن سلمان وبن زايد، ومعهما سيدهما المجنون، ترامب، الذي بالأساس يحتاج إلى كسب الشعبية الداخلية قبيل الانتخابات الرئاسية، وإذا استدعى الأمر الحرب فسيخوضها بأموال السعودية والإمارات، كما هو الحال في العدوان على اليمن، ومن المفترض أنه تعلم من أخطاء من سبقوه في الإدارة الأمريكية، وإدخال بلاده في حرب جديدة لن تخرج منها الولايات المتحدة الأمريكية بدون خسائر كبيرة، ومقابل ذلك هو يستخدم تهديدات لفرض “صفقة القرن”، التي تشكل هزيمة محور أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات في اليمن أكبر عائق لإتمامها.
أما بالنسبة لطهران فهي لاتزال متمسكة بخيار السلام والتفاهمات. وبحسب توصيف الإمام علي الخامنئي فإن أي حرب مع أمريكا لن تقع، وأن المقاومة هي الخيار النهائي للشعب الإيراني…
ويرى الخامنئي إن الأمريكيين بحاجة إلى الضجيج، وسياساتهم أضرت بهم من الناحيتين السياسية والأمنية، كما أن سياساتهم تجاه الدول الأوروبية والآسيوية انتهت بالضرر على أمريكا.
“إسرائيل” هي نقطة الضعف الرئيسية لترامب والإدارة الأمريكية عموماً. واندلاع المواجهة الكبرى الشاملة ستقضي على الكيان الصهيوني بشكل كامل. وهذا ما يجعل “المدلوز” ترامب “يهنجم بدون مضرابة”.
استمرار الهزائم في صفوف الحلف السعودي الأمريكي، وازدياد وتيرة الضربات اليمانية على دول العدوان واستهداف عصب الاقتصاد الخليجي (النفط) يدفع بالسعودية والإمارات إلى استعجال الحرب الأمريكية المباشرة في المنطقة، نتيجة لحالة الارتباك التي تعيشها إدارتا بن سلمان وبن زايد، معتقدين أن ترامب “شاقي” معاهم، وهو في الحقيقة ينظر إليهما بأنهما أقل من “شقاة” وعبيد وعليهما أن يدفعا مقابل (وَهْم) الحماية التي لم تقيهم ضربات القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير المتتالية.
في حالتي الحرب أو التفاوض سيكون اليمن الرابح الأكبر، ففي حالة التفاوض بين واشنطن وطهران تدرك الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية أن اليمن يملك قراراً مستقلاً، ولا خيار لهما غير السعي للحصول على رضا اليمنيين، وبناء علاقات ندية مع الجمهورية اليمنية، التي هزمت حلف العدوان وكل الدول المنضوية تحته. أما في حالة الحرب فلن يصيب اليمن أكثر مما أصابهما، وعلى من لم يتذوق الحرب التي يعيشها اليمن منذ خمسة أعوام أن يشعر بعظمة الشعب الذي صمد وواجه وانتصر.