القوة اليمنية.. ووريد السعودية القاتل
عمران نت / 15 / 5 / 2019م
// مقالات // السيد طاهر قزويني
ضربة موجعة تلقتها الرياض من قبل سبع طائرات مسيرة اطلقتها حركة انصار الله باتجاه الاراضي السعودية واستهدفت من خلالها الخط الحيوي الثاني الذي يمر عبره النفط السعودي. العملية كانت مربكة للسلطات السعودية في جميع ابعادها السياسية والعسكرية والاعلامية حتى اصبحت الرياض عاجزة عن تصديق ما حدث، ولذا تضاربت آراؤها ومواقفها بشأن الجهة التي قامت باستهداف اراضيها.
ففي المرحلة الاولى قال الاعلام المرتبط بالسلطات السعودية ان الهجوم نفذته جماعات داخلية، في حين كانت حركة انصار الله اليمنية قد اعلنت مسؤوليتها عن الهجوم قبل ذلك بكثير.
لاشك بان اعتراف السلطات السعودية بتنفيذ حركة انصار الله الهجوم هو بحد ذاته نصر كبير للمجاهدين اليمنيين ويمثل في نفس الوقت خيبة امل كبيرة للسعوديين الذين مافتأوا يتحدثون عن تقهقر حركة انصار الله والجيش اليمني امام الانتصارات التي يحققونها عليهم في الجبهات كافة.
الهجوم على المنشآت النفطية بالقرب من الرياض يعد تحولا كبيرا في معادلات الحرب التي يخوضها تحالف العدوان السعودي على اليمن، فقد اصبحت القوة العسكرية اليمنية قادرة على ضرب اي منطقة واي موقع عسكري او حتى اقتصادي حيوي في كل بقعة من بقاع السعودية.
ولذا من المتوقع ان تتعرض السعودية او حتى الامارات الى ضربات اضخم من تلك التي تلقتها خلال الايام القليلة الماضية، وذلك بسبب قدرة اليمنيين على تطوير خططهم وامكاناتهم وقدراتهم الى فوق ما هي عليه الآن.
ولاشك بان القدرات العسكرية اليمنية اضحت اليوم اكثر تطورا مما كانت عليه في الايام الاولى للحرب التي شنتها السعودية ضد هذا البلد الآمن، واصبحت لدى اليمنيين قدرة ذاتية على تطوير معداتهم العسكرية يوما بعد يوم.
وهو ما يؤكد ان القدرات التي يمتلكها الجيش واللجان الشعبية في اليمن هي قدرات وامكانات محلية، وان الكفاءات اليمنية هي التي تساهم بتطوير تلك المعدات، وهذا الامر يجعل اليمنيين اكثر قدرة من اعدائهم على التحكم والاستفادة مما لديهم من اسلحة ومعدات حربية بخلاف اعدائهم الذين يفتقدون المهارة في استخدام الاسلحة التي لم يساهموا قط في صناعتها.
اعتراف السعودية المميت
اعتراف السعودية القاتل بالضربة الموجعة التي تلقتها في منشآتها النفطية بالقرب من الرياض، يعني بالنسبة اليها اعتراف مسبق بالهزيمة واعتراف آخر بانتصار حركة انصار الله في الصراع الحالي، كيف؟
في البداية هو انتصار عسكري لليمنيين لانهم اصبحوا قادرين على الوصول لاي منطقة في السعودية واستهداف اي موقع مهم في البلد، وهذا يعني ان الاراضي السعودية ستكون ساحة جولان للاسلحة اليمنية الوطنية.
انتصار للإرادة اليمنية على كافة المستويات
وهو اضافة الى ذلك يمثل انتصارا اعلاميا للقوى الوطنية في اليمن، فبعدما كانت هذه القوى منهزمة بزعم الاعلام السعودي، اصبحت اليوم اكثر قدرة واستعدادا للدفاع عن انفسهم، واكثر تهديدا لقوى العدوان.
وبعد ان كان الاعلام السعودي يطبل ويزمر بالنهاية القريبة للمجاهدين اليمنيين، فجأة يجبر على الاذعان لقوتهم وقدرتهم الكبيرة على استخدام التكنولوجيا في سبيل قضيتهم المصيرية.
والآن وصل التهديد اليمني الى وريد الحياة الذي تعيش عليه السعودية وهو النفط حيث اوشك ان يتحول هذا العنصر الحياتي الى عامل الموت لحكومة الرياض التي اصبحت عاجزة في الدفاع عن وريدها.